أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
يعرف، شاطئ وادي الزهور بمنطقة بني فرقان، بالميلية شرق ولاية جيجل، إقبالا قياسيا للمصطافين القادمين من مختلف الولايات، و الباحثين على الراحة، خصوصا بعد فتحه هذا الموسم، بعد ثلاثين سنة كاملة من الغلق، الذي سببه الهاجس الأمني و ما عرفته المنطقة من أحداث خلال العشرية السوداء، حيث بات الشاطئ قبلة عائلية، بعدما تمت تهيئته مع ضمان شرط الحراسة والأمـن .
أسعار تنافسية لدفع الحركية التجاريـة
يقع شاطئ “واد زهور”، بالناحية الشمالية لمدينة الميلية، و يبعد عن مركز البلدية بحوالي 30 كيلومترا، يربطه بها الطريق الولائي “132 ب” الذي تتفرع منه مسالك تؤدي نحو البحر، على مسافة ثلاثة كيلومترات صالحة لسير المركبات لكنها غير معبدة، و يقع الشاطئ داخل منطقة التوسع السياحي لوادي الزهور، وهو ما يمكن أن يحوله إلى حاضنة لمشاريع سياحية مستقبلا، خصوصا وأن الوصول إليه متاح عبر ثلاثة مداخل، الأول عبر بلدية وادي الزهور، التابعة إقليميا لولاية سكيكدة، وذلك باستخدام الطريق المؤدي نحو الميناء مرورا بقرية أولاد جاب الله، أما المدخل الثاني، فانطلاقا من الطريق الولائي 132” ب”، والذي يتفرع إلى فرعين، يتطلب المسار الأول المرور عبر الوادي وهو مسلك للعربات غير معبد و يتطلب جسرا، أما الفرع الثاني، فستوجب المرور عبر المرملة و هو مسلك رملي غير معبد، فيما يتطلب المدخل الثالث، المرور عبر منطقة الخناق و هو مسلك يتوسط الغابة بطول عشرة كيلومترات، لكنه غير صالح للاستغلال.
تنقلنا إلى الشاطئ سالكين المدخل الأول، مرورا ببلدية وادي الزهور، وقد لاحظنا عند وصولنا إلى وجهتنا عشرات السيارات في الحظيرة، تحمل في معظمها ترقيما مختلفا للعديد من الولايات بما في ذلك سكيكدة و تبسة و قسنطينة و العاصمة، وهو مشهد لم نتعود عليه طيلة ثلاثين عاما، كانت خلالها المنطقة تعيش تحت ظل الأزمة الأمنية وما خلفته من آثار.
أول ما شدنا، المقاهي والمطاعم والمحلات التي ازدهرت في المنطقة، والتي تقدم خدماتها للمصطافين بأسعار تنافسية، كما أخبرنا أحدهم، مشيرا إلى أنه يمكن لزوار المكان أن يحصلوا على ما يحتاجون إليه بمقابل جيد، بما في ذلك المأكولات وخصوصا الأسماك فبالرغم من قلة المحلات، إلا أن أصحابها لا يمارسون الاحتكار، و يمكن حسبه، للسياح أن يتناولوا وجبة غداء عائلية بسعر لا يتجاوز 2000 دج، مضيفا، بأن الوجبة تكون متنوعة ومناسبة، وحتى الأكشاك القريبة تقترح على زبائنها وجبات مقبولة بأسعار مغرية، فمثلا لا يتعدى سعر قارورة الماء 50 دج، أما القهوة فتباع بـ 35 دج، و تقدم المشروبات الغازية و العصائر “ عبوة لتر واحد” بـ 180 دج، و هي الخدمات التي يحتاجها أغلب زوار الشاطئ.
نفس الملاحظة قدمها عدد من المصطافين الذين قابلناهم، وقد لمسنا خلال تنقلنا، بين المحلات حسن استقبال كبيرا و لطفا وكرما من أهل البلدة، أما المميز في غالبية الفضاءات التجارية هناك وبالأخص المطاعم و المقاهي، فهو الإطلالة الطبيعية الجميلة التي توفرها للزبائن.
زوار ينبهرون بجمال الشاطئ و نقاء مياهه
الواضح هذه السنة، هو أن المنطقة تغيرت كثيرا و بشكل إيجابي، حيث قامت مصالح البلدية، بتهيئة مدخل للشاطئ عبر الوادي الذي يقطع المكان، حتى يتسنى للسيارات المرور باتجاه حظيرة المركبات، كما تم توفير الإنارة الشمسية و تنصيب مقرات للدرك الوطني و الحماية المدنية.
تهيئة الشاطئ جزئيا و توفير الاحتياجات اللازمة، أعادت الروح إلى المكان، الذي أصبح قبلة آمنة للزوار، حيث ذكر متحدثون، بأن فتح الشاطئ وتوفير الحراسة، سمحا بانتعاش المنطقة و كسر الحصار المفروض على هذه الجنة الطبيعية منذ سنوات، وقالت سيدة قدمت من ولاية قسنطينة، بأنها تزور الشاطئ سنويا رفقة عائلتها، وأن هذا الموسم جاء استثنائيا بفضل كل ما تم ضمانه بداية بالأمن و مرورا بالخدمات، خصوصا وأن هذا التغيير سيسمح بالتنقل إليه يوميا، دون الخوف من المضايقات التي كانوا يتعرضون إليها سابقا، من قبل شباب كانوا يحتلون المكان ويفرضون منطقهم فيه، وأضاف رب عائلة قادم من ولاية تبسة، بأنه قدم لأول مرة إلى وادي الزهور، بعدما سمع بخبر فتح الشاطئ، مشيرا، إلى أن الجميل هنا، هو الهدوء و نقاء مياه البحر، لذلك فإن الشاطئ يشهد إقبالا منقطع النظير للعائلات كما أكد، والسر حسبه يكمن في سحر الطبيعة العذراء و جمال الحزام الأخضر الذي يلف الخليج.
محدثنا قال، بأنه يفضل كثيرا السباحة خلال الفترة المسائية من أجل التمتع بغروب الشمس، معلقا: “ غروب الشمس ساحر في واد زهور، و لا يوجد مثيل له في مكان آخر على ما أعتقد خصوصا عندما يلتقي الشفق الأحمر بأفق البحر ويكسبه لونه الفريد، إنه حقا مشهد رائع لا يمكن أن تراه سوى في هذا المكان، وأنا واثق مما أقول لأنني جبت العديد من الشواطئ عبر الوطن”.
فتح الشاطئ خطوة للتثمين الاقتصادي
لاحظنا خلال جولتنا، بأن السلطات المحلية، ضمنت عند فتح الشاطئ مختلف الضروريات، وذلك على امتداد الشريط الساحلي الذي يقارب طوله 650 مترا، بداية بفتح مقر لأمن و حراس الشواطئ، و توفير المياه الصالحة للشرب و الإنارة العمومية، وهي خطوة ستسمح للبلدية بتثمين ممتلكاتها خصوصا بعدما تم الإعلان عن مزايدة لكراء 38 مرفقا سياحيا بالشاطئ، بين فضاءات لتأجير الشمسيات و أرضيات و مطاعم و كافيتيريا، و أكشاك لبيع و كراء مستلزمات البحر و كشك متعدد الخدمات و مساحات للعب و موقف سيارات.
و تتطلع، مصالح البلدية، خلال موسم الاصطياف المقبل، إلى الانطلاق في أشغال تهيئة و تعبيد الطريق الرابط بين الطريق الولائي” 132ب” و الشاطئ، مرورا بالمرملة وهي عملية مسجلة حيث يجري حاليا اختيار المقاولة المنجزة، إلى جانب تهيئة و تعبيد حظائر السيارات الموجودة، و بناء مراكز للحراسة تعوض المقرات الحالية، ناهيك عن تهيئة أرضية المخيم الصيفي المهجور و وضعه قيد الاستغلال، مع إنجاز آبار و خزان ماء يسمح بتزويد كل المرافق و السكنات الموجودة بالمنطقة، وذلك رغم مشكل التمويل وعدم توفر الغلاف المالي الكافي لتفعيل مخطط إعادة الاعتبار للمنطقة حيث أن السيولة الحالية، تكفي فقط لإتمام مشروع ترميم 10 مقصورات تابعة للبلدية، و وضعها قيد الاستغلال.
طموحات تصطدم بغياب التمويـل
يأمل سكان المنطقة في فتح باقي الشواطئ المجاورة في أقرب الآجال، حيث ذكر رئيس جمعية الأمل بني فرقان، بأن الأمل بإمكانية فتح كل الشواطئ القريبة، عاد بعد تحرير وادي الزهور من شبح الغلق، وهو مطلب شددت عليه الجمعية منذ سنوات حسبه، خصوصا وأن فتح الشواطئ، سيسمح بعودة قوية للحركية السياحية وبالتالي انتعاش النشاط الاقتصادي أكثر و توفر فرصة عمل موسمية للشباب من أبناء المنطقة كما دعا السلطات إلى استغلال المقومات السياحية لوادي الزهور بشكل أكبر وأكثر نجاعة.
من جهة أخرى، تؤكد مصالح البلدية، بأن هناك نية لفتح شاطئي بني فرقان 01 و 02 ( أورار) خلال السنة القادمة وذلك بعد الانطلاق في أشغال تهيئة و تعبيد الطريق الرابط بين الولائي 132 ب و شاطئ بني فرقان 01 ، مرورا بمنطقة لخناق و أعميرة، على مسافة 10 كيلومترات، ما سيسمح بفتح و استغلال شاطئ بني فرقان 01 و شاطئ أورار، وهي عملية مسجلة، و تم تعيين المقاولة المهينة بإنجازها، مع تهيئة و تعبيد الطريق انطلاقا من شاطئ واد زهور حتى شاطئ أورار، على مسافة 06 كيلومترات، إلا أن الغلاف المالي غير موجود، وعليه تأمل ذات المصالح في إعادة تفعيل الدراسة الخاصة بمشروع الطريق البحري بين شاطئي أورار و شاطئ بني بلعيد و تخصيص الغلاف المالي الكافي للعملية.
r كـ. طويل