الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أعاد محبون لأغنية الراي القديم، فتح قاموس القصائد البدوية التي وقعت بدايات هذا الفن ونشأته، و تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أغان معروفة و فتحوا نقاشات حول هوية كتابها و القصص المرتبطة بها و من غنوها ومن أعادوها، خاصة ما تعلق ببعض القصائد التي يثار جدل حول كلماتها وما إذا كانت قد حرفت أم تناقلتها الألسن صحيحة كالقصيدة الشهيرة «سعيدة بعيدة والمشينة غادية» التي غناها شيوخ البدوي و رددها نجوم الراي على غرار الشاب مامي.
بن ودان خيرة
قصيدة لها تاريخ
وقد سارع نشطاء فيسبوكيون ومختصون، للعودة إلى أصل وجذور الأغنية التي ألفها «زروال محمد» المعروف بالشيخ زرويل المولود في 1923 بالحساسنة الغرابة ولاية سعيدة والذي وافته المنية في جانفي 2013، وهو ينحدر من قبيلة أولاد قفيفة بنواحي بوعلام ولاية البيض.
وأصبح الشيخ زرويل، شاعرا في الملحون في سنوات الأربعينات من القرن الماضي، ألف عدة قصائد في مدح أولياء الله الصالحين وفي الغزل و ارتبط بعضها بتاريخ الجزائر في عهد الاستعمار، ومن بين هذه القصائد المعروفة على المستوى المحلي و الإقليمي و حتى العالمي قصيدة «سعيدة بعيدة والماشينة غادية»، التي أصبحت لها شهرة كبيرة بعدما أداها العديد من فناني الأغنية البدوية الشعبية و الرايوية، على غرار الشيخ بوطيبة السعيدي والشيخ حطاب و الشيخة حبيبة و مامي وغيرهم.
وهي أغنية لها تاريخ يرتبط بفترة الاستعمار من جهة وحياة الشيخ زرويل من جهة ثانية، فخلال الحرب العالمية الثانية أقرت السلطة الفرنسية الاستعمارية التجنيد الإجباري للشباب الجزائري وكانت الوسيلة المفضلة لنقل المجندين هي القطار(المشينة) وفي هذا الوقت كان الشيخ زرويل يعيش قصة حب حقيقية، فتداخلت المشاعر و كان لذلك أثر كبير في تأليفه لهذه القصيدة، ومن هنا لا يمكن لأحد مهما كان أن ينسب هذه القصيدة لنفسه لأن التاريخ لا يمكن محوه.
من جانب آخر، أثارت مسألة هل «الماشينة غادية أو غالية» الجدل بين المهتمين بالأغنية وأصلها، و الأرجح حسب الكثيرين أنها «غادية» يعني منطلقة بلهجة سكان الغرب الجزائري، لأن المجندين ومن بينهم الشيخ زرويل، تم نقلهم عبر القطار نحو وهران ليعاد نقلهم بالباخرة إلى فرنسا ليشاركوا في الحرب العالمية الثانية، ويبدو أنه من كثرة تداول القصيدة تم تحريف الكلمة التي أصبحت «غالية» يعني باهظة الثمن وهذا غير منطقي لأن نقل المجندين كان على عاتق المستعمر.
بوطيبة السعيدي وذكريات أول تسجيل
وفي اتصال مع النصر ، قال الشيخ بوطيبة السعيدي، البالغ من العمر 76 سنة، إن الشيخ زرويل كتب وأدى الأغنية التي تم ترديدها من طرف آخرين في تلك الفترة و قد اشتهرت بعدها إلى غاية اليوم، وأنه هو أول من سجلها في أسطوانة وأداها بصوته سنة 1967، والأصح وفقه هو أن «الماشينة غادية» وليس «غالية».
محدثنا علق على محاولات السطو على الأغنية ونسبها للجيران بالقول إن « الكذب ما يجي تجارة و الزوخ ما يربح تاجر والي ما قراش يبقى مودر».
وجاء أيضا في عمل أكاديمي ميداني قام به الباحثان «يخلف الحاج وقلاز ويزة» سنة 2014 حول «الأغنية البدوية و الراي في سعيدة»، أنه لم يحفظ الكثير من قصائد الشيخ زرويل بقدر ما حفظت قصيدة «سعيدة بعيدة» و اشتهرت، مع ذلك فإنها عرفت تحريفا بسبب عدم تدوينها كاملة، و حتى و إن رددها بعض المغنيين فإن النقصان يشوبها، و هي طويلة بعض الشيء يغلب عليها طابع الغزل، لذا نجد أبياتها تختلف من مغن إلى آخر و تقول القصيدة في مطلعها:
سعيدة بعيدة والمشينة غادية
ربي ربي وكي يقوله يزيي الميمة
ربي ربي كي يقول ناسي خليتها
و جيت براسي
ربي ربي يا ضراري معادل يومو كي لحيوط
الرملة وليشاد فيه مراه يريب
و يالميمة راني حاس بالبرد
راني وليت لك من بلاد الناس ويا اضراري
ماراني مهني ماراه قلبي و منضطرب
راني حاس الغبن يا ضراري
الشيخ بوطيبة السعيدي للنصر
ترقية الراي تتطلب الرقابة على مسار الأغنية
أكد الشيخ بوطيبة السعيدي للنصر، أنه يشرف على إنهاء قصائد جديدة حول حرائق الغابات والهجرة غير الشرعية للشباب وأيضا عن الوالدين، وهي مواضيع مهمة تحاكي الواقع حسبه، موضحا أنه أدى غداة الاستقلال أغنية عن الغابة التي كانت أوت المجاهدين و الشهداء خلال حربهم ضد المستعمر يقول في بعض أبياتها «يا الغابة اتهلي في عظام الشهداء».
و أوضح المتحدث، أنه انطلاقا من الدور الذي لعبته الغابة في تلك الفترة، فقد تأثر كثيرا بالحرائق الأخيرة، وأراد المساهمة في بناء الوعي، من خلال كتابة قصيدة تتحدث عن الموضوع يقول «لياه لياه تحرقوا الغابة، الغابة حنينة درقت المجاهدين وفيها دم الشهداء».
كما كتب أيضا، عن «الحراقة» و جاء في مطلع القصيدة التي غناها هو نفسه
« وين راك غادي يا اللي واعد البحر خليت أمك بكايا وماراك جايب خبر» وغنى أيضا عن الوالدين وذلك لكي يكون فنه رسالة لأبناء المجتمع و إضافة بناءة للساحة الفنية عموما.
صورتي على غلاف اليونيسكو تكريم واعتراف
وقال الشيخ بوطيبة، بأنه تلقى بكثير من الرضا و الفخر خبر تنظيم احتفالية لتكريمه الشهر المقبل في العاصمة، وذلك خلال سهرة ستشرف عليها «الجمعية الفنية الثقافية الألفية الثالثة» بالاشتراك مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والمسرح الوطني، مشيدا في الوقت نفسه بالتكريمات السابقة التي تحصل عليها من التلفزيون الوطني وخلال حفلات رسمية في وهران وسعيدة، علما أن التكريم سيكون سهرة يوم 7 جانفي وسيضم أيضا موسى المغراوي والشيخ رزوق السكيكدي كما علمنا منه. و أضاف الفنان، الذي تم اعتماد صورته في الملصقة الرسمية لليونسكو، و التي أعلن من خلالها عن ترسيم تصنيف فن الراي كثراث جزائري أصيل، بأنه سعد كثيرا بها التكريم خاصة وأنه كان «منسيا» منذ فترة طويلة مثلما علق، قائلا إن من وضع صورته يعرف جيدا أصول الراي، وأنه تشرف بهذه المبادرة خاصة وأن الصورة ستنتشر عالميا و تحفظها الذاكرة الجمعية. وأعتبر محدثنا، بأن الخطوة التالية بعد تصنيف الراي، هي ترقيته، وهو مسعى يتطلب الرقابة القبلية على الكلمات ومسار الأغنية و ليس الأمر سهلا ولكن ضروري، مضيفا، أن الشيوخ كانوا يشكلون في السابق «السلطة الرقابية» التي تبدأ بمرافقة المغني لسنوات حتى يتمكن من التأقلم مع الفن و السلوكيات المرتبطة به، فضلا عن اختيار اللباس و ضبط طريقة الكلام و الأكل و التعامل مع الآخرين، و وسط هذه المنظومة يبدأ الفن، أما اليوم، فقد أصبح الراي حسبه، دون كلمات ولا معنى و الأغنية باتت تنسى بسرعة والجمهور غير واضح، بينما كلام القصائد الموزونة لا ينسى على حد رأيه، بدليل أنه لا يزال وهي في هذا العمر المتقدم، حافظا للكلمات محافظا على جمهوره.
القصبة صوت الراي العميق
وشدد الشيخ بوطيبة السعيدي، على أهمية آلة «القصبة» في الراي ، فقديما كان كثير من الشيوخ حسبه، يؤدون قصائد البدوي بالقصبة و كانت الآلة أقصر في بداية القرن العشرين حيث ذكر من بينهم الشيخ حمادة و المدني والشيخ بوراس و المتيجي والشيخ الماماشي وآخرين، وكان يطلق على طبعهم صفة «الراي1»، ثم جاء جيل بعدها وغير من طول آلة «القصبة» لأهميتها في الفرقة، حيث أصبحت تسمى «الخماسية» وكانت بداية لصنف «الراي 2»، وفي سنوات 80 بدأ الراي بالإيقاع الجديد و «الترمبيطا» التي أدخلها «بلمو» ثم «الأكورديون» وغير ذلك من الآلات، التي كانت بداية تغيير جذري انتهى بالراي إلى مآله الحالي المؤسف.
ويعتبر الفنان 76 سنة واسمه الحقيقي «محمد عواد»، من وجوه الأغنية البدوية و أحد أعمدتها، وهو من مواليد 1947 بقرية «تفريت» السياحية بولاية سعيدة، بد مشواره الفني مثلما صرح لنا، في الفترة ما بين 1964 – 1965 وكان يؤدي قصائد الشعر الملحون، ويحيي الحفلات في الجزائر وفي دول أجنبية كذلك، حيث نشط في تلك السنوات سهرات في هولندا سنة 1974 و بلجيكا و فرنسا سنة 1973 و في إيطاليا كذلك و كان الطلب عليه كبيرا داخل وخارج الوطن، مشيرا إلى أنه كان يتعامل مع دور تسجيل الأغاني في وهران وفي باريس.
و قد أكد محدثنا، بأنه لن يتخلى عن فن البدوي، لأنه كبر وسط هذا الفن الراقي، وتعرف من خلاله على فنانين حقيقيين و وحتى وإن لم يورثه لأبنائه الذين اختاروا طريق العلم، إلا أنه يدين له بالكثير.