أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، على الاستعراض العسكري...
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الخميس، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة مشاريع مراسيم تتعلق بالوقاية من أخطار الكوارث وانفتاح مؤسسات...
• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
يبدع التلميذ عبد الغاني فردي، من ولاية قسنطينة، في مجال الذكاء الاصطناعي و البرمجة الروبوت، وقد استطاع رغم صغر سنه، أن يحقق تقدما ملحوظا مكنه من افتكاك جوائز عالمية منها مسابقة «الكوديافور» التي أقيمت في تونس، أين قدم مشروعه «سمارت هالب» و هو عبارة عن روبوت يتكفل بنقل الأدوية للمرضى طريحي الفراش.
التقت النصر، بالتلميذ صحاب 16 ربيعا، خلال عرض للابتكارات و المؤسسات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي احتضنته جامعة صالح بوبنيدر قبل أيام، أين تميز عبد الغاني، عن باقي المشاركين بصغر سنه و تنوع المعروضات من ابتكارات على طاولته، وقد علمنا منه بأنه يحمل في جعبته الكثير من الأفكار الكبيرة للاستثمار بشكل مستقبلي واعد في مجال الروبوتات الذكية، وأنه يحتاج إلى دعم أكثر كي تمكن من تجسيدها على أرض الواقع، إلى جانب رغبته في أن تلقى هذه الأفكار الترحاب و يتم تبنيها فعليا.
ينافس على صعيد دولــي
محدثنا، قال إنه دخل عالم الروبوت من بوابة مؤسسة «الجزري الناشئة للروبوتات»، وهي مؤسسة متخصصة في إعداد برامج تعليمية وأنشطة متنوعة في مجال الروبوتات و الذكاء الاصطناعي لجميع المستويات، وأضاف بأنه شارك في عدة محافل دولية أبرزها مسابقة أجريت في تونس تحصلت خلالها الجزائر على المرتبة الأولى في صنف الفرق، و افتك المرتبة الثانية في صنف التنافس الفردي خلال مسابقة «كودياور» العالمية للبرمجة و الذكاء الاصطناعي، بفضل مشروعه الخاص «سمارت هالب» المتمثل في روبوت صغير يساعد المرضى طريحي الفراش أو المعاقين حركيا والمكفوفين على الوصول إلى الأدوية و تناولها.
و حقق التلميذ نجاحا مهما على المستوى الوطني كذلك، بعدما ضمن تحسين ترتيبه، بفضل حصوله على المرتبة الثانية في هذه المسابقة التي عرفت مشاركة أزيد من 1500 طفل مخترع تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 17 سنة يمثلون 40 دولة من مختلف القارات، حيث تعد المسابقة العالمية المخصصة للذكاء الاصطناعي و الابتكارات العلمية من أكبر الفعاليات الدولية في الذكاء و تطوير العلوم، و تجمع سنويا الآلاف من الأطفال المولعين بالروبوتات و الأجهزة الذكية والاختراعات العلمية.
قصة الروبوت « الممرض»
و شرح المخترع الصغير، أن الفكرة جاءته خلال فترة تفشي وباء كويد 19، أين ضاعف الحجر الصحي من مشاكل المرضى و صعب الحياة على الكثيرين منهم، و أقعد بعضهم في الفراش دون حراك، لدرجة يصعب معها الحصول على الأدوية، فقرر العمل على إنجاز روبوت « ممرض» يتنقل من مكان إلى آخر من أجل نقل الدواء إلى المريض طريح الفراش مجنبا إياه عناء التنقل بنفسه وهو في تلك الحالة المزرية، و أضاف الشاب أن الروبوت يبرمج مسبقا على مكان وضع الأدوية و مكان تواجد المريض، كما أنه مزود بمنبه وإنارة و و إبرة لتلقين المريض، مضيفا أنه مبرمج أيضا على موعد تناول الأدوية.
الصيدلية الذكية
بدا محدثنا متحمسا جدا و شغوفا و هو يشرح مبدأ عمل روبوته المبتكر، قبل أن ينتقل للحديث عن مشروعه الثاني المتمثل في موزع للأدوية سمي «سمارت فارماسي» وهو ابتكار سيشارك به في مسابقة ستقام خلال مارس الجاري، و تقوم فكرته على تصميم موزع للأدوية يمكن اللجوء إليه عند غلق الصيدليات خلال الفترة الليلة أو في حال عدم وجود صيدلية مناوبة في نهاية الأسبوع، أو خلال المناسبات الدينية أو الوطنية.
و أكد التلميذ، أن الموزع مزود بلوح إلكتروني لإدخال المعلومات اللازمة، إضافة إلى مكان مخصص لوضع بطاقة الشفاء و كذا الوصفات الطبية و بطاقة الحساب البريدي و الرمز العمودي «كود بار»، لتسهيل مهمة اقتناء الأدوية، كما يسمح الموزع أيضا، بالحصول على النقود المتبقية مقارنة بالقيمة الإجمالية للمقتنيات.
و أبرز المخترع الصغير، أن الغرض من هذا الابتكار هو اقتصاد استهلاك الأدوية، حيث يمكن من منح عدد الوحدات التي وصفها الطبيب كأن يحتاج المريض لـ 15 وحدة فيحصل على مثلها، موضحا، أن الفترة الماضية عرفت إفراطا في اقتناء علب تضم عددا كبيرا من الوحدات دون استهلاكها كاملة وبالتالي رمي المتبقية، وهو نوع من الإسراف في استهلاك الدواء.
و يمكن وضع هذا الموزع الذكي في أماكن عامة لتلعب دور الصيدلية الصغيرة الذكية عند الحاجة، خاصة و أنه مزود بشاشة لضمان إدخال رقم الهاتف أو عنوان «الإيمايل» بشكل صحيح، مهمتها تذكير المريض بموعد اقتناء الدواء، خاصة و أن الكثير من المرضى يغلفون عن تناوله في موعده بمن فيهم كبار السن الذين يعانون من نسيان موعد أخذ العلاج.وقال المبتكر، أن الفريق الذي ينشط معه يضم كذلك، الطفل يحيى عجابي البالغ من العمر 13 سنة، و قد تمكن الثنائي من تصميم روبوت صغير مخصص للأطفال يسمى «كيدز روبوت»، يجنب الأولياء الاستعانة بالهواتف النقالة لإلهاء أطفالهم، وبالتالي يحمي الصغار من أضرار و مخاطر التكنولوجيا، و يساعد هذا الروبوت الذكي الطفل على تعلم رسم و التلوين، وهو مزود بتفاصيل تسمح للطفل باستخدامه بشكل جيد دون الشعور بالملل، بما في ذلك مكان للاحتفاظ بالألوان و الأقلام و جهاز للتحكم عن بعد، يمكن من اختيار الصورة المرغوب في رسمها، ما يغني الصغار عن استعمال الهواتف النقالة. و أضاف، أن هذا الاختراع قد يتحول إلى مشروع حقيقي خاصة وأن الجزائر مرشحة بقوة للفوز في مسابقة لاختيار أفضل الاختراعات، وفي حالة تم التصويت على الروبوت و اختياره من بين المشاريع المبتكرة الذكية المتوجة، فإنه سيتم تسويق هذا المنتج إلى 4 دول هي الجزائر و الهند و دولتين خليجيتين، وأضاف، أن فريقه يضم تلاميذ آخرين هم المعتصم بالله بوسعدية، الذي قاسمه التتويج في تونس، و كرم من طرف رئيس الجمهورية لتفوقه في مجال الحساب الذهني و السوروبان خلال مشاركته في مسابقة بدولة مصر قبل مدة.
أُريد توظيف الروبوت لتسهيل حياة الإنسان
و أضاف، بأن الهدف الأول من ابتكاراته هو مساعدة الناس عبر العالم، و توظيف الروبوتات الذكية لخدمة الإنسان بشكل أفضل و تسهيل الحياة، موضحا، أن والده يتكفل حاليا بدعمه معنويا و ماديا، وأن حصوله على دعم أكبر من جهات أخرى سوف يضاعف إنتاجه، و يسمح له بإنجاز أزيد من 100 نسخة من كل مشروع سنويا، وقال أيضا، إنه فخور بما حققه و بتتويجاته و تكريمه بعد عودته من تونس، على غرار تكريم رئيس المجلس الشعبي الوطني له، فضلا عن حصوله على عدة شهادات وميداليات عالمية ترفع من معنوياته و تدفعه للعمل أكثر على تطوير ابتكارات أخرى تمكنه من المساهمة في قيادة الوطن نحو المراتب الأولى في مجال الروبوتات و الذكاء الاصطناعي و البرمجيات، حيث يحوز على شهادات من جهات متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل «إيفاست»، «أورو شامبيون» و ميداليات أخرى منحت له من طرف مؤسسة الروبوتيك و قصر العلوم بتونس و غيرها، وقد عرض بعضا منها خلال مشاركته في المعرض الذي نظم تزامنا مع زيارة لوزيري التعليم العالي و البحث العلمي و المؤسسات الناشئة.
حاتم / ب