أجواء استثنائية عرفها شاطئ العربي بن مهيدي بسكيكدة: مدرسـة الزوارق الشـراعية تستضيـف أطفـال التوحـد

استضافت أول أمس، مدرسة الزوارق الشراعية والمائية بسكيكدة، أطفال التوحد بمدينة الحروش و ولاية عنابة بحضور الرياضية سليمة سواكري، وذلك على مستوى المركز رقم 4 بشاطئ العربي بن مهيدي في أجواء استثنائية طبعتها فرحة الأطفال الذين استمتعوا بالسباحة والاستجمام رفقة أوليائهم، حيث كانت الانطباعات إيجابية حول المبادرة ذات التأثير الجيد على نفسية الصغار.

رافقت النصر، المجموعة في هذه الرحلة الاستجمامية انطلاقا من الحروش إلى المركز 4 بشاطئ العربي بن مهيدي وبالتحديد إلى موقع تواجد مقر مدرسة الزوارق الشراعية، وقد كان اللقاء جميلا وأخويا بين أطفال التوحد القادمين من مدينة عنابة و أبناء سكيكدة، وبدا جليا من خلال سلوك الأطفال، بأنهم يشعرون بالسعادة و الحماس، إذ انطلقوا في السباحة و استمتعوا فعليا بلحظات مختلفة رفقة أوليائهم، وقد بدو  متعطشين  للبحر لدرجة أن هناك من الأطفال من ظلوا داخل مياه البحر لأزيد من ساعتين يسبحون تارة و يلعبون بالكرة تارة أخرى، بينما كان أوليائهم العين الساهرة  التي تحرص تحركاتهم، و يتدخلون في كل مرة لمساعدتهم على السباحة.
 ورغم أن طاقهم مدرسة الزوارق الشراعية كان على موعد مع حصة تدريبية، إلا أن الرياضيين أبوا إلا أن يخصصوا وقتهم لهؤلاء الصغار، وتم استقبالهم في ظروف حسنة وقرروا التفرغ لمساعدتهم وتسخير كل إمكانيات النادي لراحتهم مع ضمان التوجيه والمرافقة.
وشكل حضور الرياضية والوزيرة المنتدبة المكلفة برياضيي النخبة سابقا سليمة سواكري، الحدث في هذه الرحلة لأن الجميع كانوا ينتظرون وصولها والتحدث إليها عن قرب خاصة وأن علاقتها بهذه الفئة وطيدة جدا على اعتبار انها قامت مؤخرا بتبني طفل من ذوي الهمم وبوصولها سارع الجميع إلى استقبالها بحفاوة كبيرة و ظهر تعلق الرياضية بالأطفال واهتمامها من خلال التقاطها صورا تذكارية برفقتهم والتحدث إليهم والاستماع إلى انشغالاتهم بكل اهتمام، وقالت للأولياء إنها تضم صوتها إلى صوتهم بخصوص تحسين ظروف التكفل بهذه الفئة.
وقالت سواكري للنصر، إن مجيئها إلى سكيكدة كان فرصة مناسبة للتواصل مع أطفال التوحد والخروج رفقتهم في نزهة بحرية على متن القارب، كما دعت السلطات          و ممثلي المجتمع المدني بمختلف أطيافه إلى مد يد العون لهؤلاء الصغار، لأن حياتهم اليومية ليست سهلة  ولا بد من مرافقهم ومساعدهم و توفير الإمكانيات لهم.
وتحدث سواكري، عن تجربتها في تبنى طفل من ذوي الهمم، وقالت إنها مبادرة شخصية وإنسانية : « إذا كان الله يرحمنا فكيف لنا ألا نرحم بعضنا» كما علقت،  وتمنت أن تكون قدوة لأناس آخرين، لأن مراكز ودور الأيتام تعج بأطفال من ذوي احتياجات الخاصة بحاجة إلى عائلات تتكفل بهم وترعاهم.
أما زهير زاحي، رئيس جمعية سنابل الأمل لأطفال مرضى التوحد بالحروش ، فأكد بأن المبادرة سمحت للأطفال بالاحتكاك فيما بينهم لأن التناغم والانسجام كان واضحا خلال الرحلة الاستجمامية الرائعة، كما كانت فرصة لأولياء من عنابة و الحروش، لتبادل الأفكار والخبرات لأن مثل هذه المبادرات مهمة للأولياء والأطفال، متمنيا أن تكرر مثل هكذا رحلات طيلة السنة.
كما ثمنت رئيسة جمعية دلافين هيبون للأطفال المصابين بالتوحد بعنابة، المبادرة التي سمحت للأطفال بالسباحة والمرح وقضاء أوقات ممتعة في البحر و ركوب قوارب النزهة لأول مرة و التجول في البحر، بوجود سيدة رياضة الجودو التي أضفت أجواء رائعة واستثنائية على النزهة موجهة شكرها إلى القائمين على المبادرة.
وأبدى الأولياء، فرحتهم لأن المبادرة سمحت لأبنائنا بقضاء أوقات ممتعة ولو لفترة قصيرة بعيدا عن كل أشكال الروتين والضغط اليومي وتمنوا أن تتكرر.
وأكد المدير التقني لمدرسة الزوارق الشراعية منار بوحجيرة، أن فرحة طاقم المدرسة تكبر عندما يشاهدون هؤلاء الأطفال وأوليائهم سعداء بقضاء أوقات ممتعة والاحتكاك فيما بينهم، وقال، إن أبواب النادي تبقى مفتوحة أمامهم في أي وقت، متوجها بشكره إلى الرياضية سليمة سواكري على حضورها لمشاركة الأطفال لحظاتهم.
كمال واسطة