أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
أعلنت وزيرة التربية الوطنية عن مقاضاة الغشاشين في مسابقة توظيف الأساتذة، ورغم صرامة الموقف فإن الظاهرة في حد ذاتها تثير القلق و تطرح التساؤلات وتستدعي دق أجراس الإنذار، والقضية هنا ليست قضية وزارة أو إدارة بل قضية المجموعة الوطنية ككل.
فحين يقدم المترشح لمنصب أستاذ على عملية الغش فإن ذلك يحيل إلى مرض بلغ الأعضاء الحيوية من جسد الأمة يستدعي التدخل العاجل.
وقد بدأت أعراض المرض مع ظهور حالات غش في البكالوريا وصلت إلى حد تهديد مترشح بالانتحار لمنعه من الغش، قبل أن يتم استخدام التكنولوجيات الجديدة لنشر أسئلة البكالوريا والإجابة عنها في حادثة مخيفة و إن لم تكن مؤثرة على الامتحان الأهم في المسار التعليمي للتلاميذ الجزائريين فإنها مست بصورة مؤسفة بهذا الاستحقاق وأثبتت أن العلم ليس في منجى من الغش الذي ظهر في عدة قطاعات، خصوصا وأن أخبار السرقات العلمية في الجامعات تحوّلت إلى مادة إعلامية تغذي الصحافة الوطنية.
ما الذي حدث بالضبط، وهل تستحق الجزائر التي تخصص ميزانية معتبرة للتعليم المجاني وصرفت ملايير الدولارات لبناء المدارس ولبناء جامعات في مختلف ولايات الوطن أن يمس بقدسية العلم فيها غشاشون؟
الجواب يقتضي ملاحقة الظاهرة من جذورها، وقد نتوقف عند غياب “الإدانة الاجتماعية” للغشاش والمزور، بل أن الغش يكون أحيانا محل إعجاب بتبني المجتمع لمفاهيم جديدة للنجاح تُمنح السعفة فيها لمحصل الأموال حتى ولو بنى مجده عن طريق التهريب والتهرب والمضاربة ومشتقات ذلك من الممارسات السوداء التي أرهقت الاقتصاد الوطني قبل أن ترهق بورصة القيم، ويُقصى من تقديرها محصل العلوم، الأمر الذي تسبب في اهتزاز صورة حملة المعارف أمام حملة الأكياس.
وقد نتوقف عند الأحزاب التي تمنح رؤوس قوائمها بأجر معلوم على حساب الاستحقاق الداخلي في الحزب وعلى حساب النضال السياسي، في عملية تعد إفسادا للعمل السياسي المفترض أن تتولاه نخب سياسية تمتلك الكفاءة وأدوات الإقناع وتقترح الحلول المناسبة للقضايا المطروحة، بل وتتدبر مخارج الأزمات وتبحث للبلاد عن مراتب بين الأمم المنافسة على المسرح الكوني.
قد تكون جذور المشكلة هنا، وقد يغذيها اعتمادنا الكلي على ما تجود به الصحراء من نفط، وتقصيرنا مقابل ذلك في بناء الإنسان والتوجه إلى العلم، لأن اقتصاد المستقبل سيكون اقتصاد معرفة، تسبق فيه وفرة الإنتاج الوفرة في الأفكار، ولن يتأتى ذلك إلا برفع مستوى التعليم وإنقاذ المدرسة من الوضع الذي صارت عليه: أساتذة يهربون من المدارس ليبيعوا الدروس في المستودعات وتلاميذ يعتبرون الغش حقا.
والمؤسف أن النقاش السائد حول إصلاح المنظومة التربوية لم يلامس المسائل الجوهرية، لأنه ببساطة نقاش مسيّس، أزاح المسائل المرتبطة بمشاريع المجتمع والهوية إلى الحقل التربوي، ويكاد يتوقف عند نقطتي اللغة والدين، ويتولى الكلمة فيه سياسيون ورجال إعلام في غياب المختصين وفي غياب دراسات علمية تفحص الواقع التربوي في الجزائر.
نعم، ردع الغشاشين ضرورة لكن ذلك غير كاف، مما يستدعي القضاء على أسباب الغش بإشاعة ثقافة الاستحقاق في جميع المجالات.
النصر