استُقبل السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الجمعة ، خلال اليوم الثالث من...
أكدت الجزائر رفضها القاطع لما يتم تداوله من مخططات ترمي إلى تهجير وإفراغ غزة من سكانها الأصليين، مشددة على حتمية توحيد الأراضي الفلسطينية من غزة إلى الضفة...
خطفت صالات عرض السيارات بقسنطينة، قطاعا هاما من زبائن سوق حامة بوزيان في الفترة الأخيرة، بعدما تحولت إلى قبلة مفضلة للراغبين في اقتناء مركبات تكون...
تمكن أفراد حراس السواحل بدلس بولاية بومرداس، أول أمس الخميس، من إنقاذ 15 مهاجرا غير شرعي، أجانب، وذلك بحسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع...
تلتئم اليوم الأربعاء على ضفاف البحر الميت بالأردن، الدورة الـ 28 لمنظمة الجامعة العربية على مستوى القمة بمن حضر من ملوك و رؤساء وممثلين، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية أربع حروب بالوكالة تدور بين الإخوة العرب و بمشاركة مباشرة على الأرض لقوى إقليمية و دولية، و حرب أخرى منسية يخوضها الفلسطينيون وحدهم ضد العدو الصهيوني الذي اغتصب الأرض و يعمل على هدم المسجد الأقصى وتهويد القدس الشريف. المواطن العربي من المحيط إلى الخليج و أمام هذا المشهد المأساوي الذي لم تعرف له المنطقة مثيلا في تاريخها المرير، لا يبدو أنه ينتظر كثيرا من هذه القمة التي ستكون مثل سابقاتها في التعبير عن شلل الهياكل بما فيها على أعلى مستوى . القمة ستكرّس ككل مرّة المزيد من الفرقة و التشرذم، و الأقسى من ذلك تبادل التهم بصفة علنية عن سلبية هذا التكتل الإقليمي الذي أصابه الشلل أمام الاعتداءات السافرة على الأرض و الاستفزازات المتكررة ضد الأمة. و لذلك أي محاولات اليوم للجنوح بسفينة الجامعة العربية وسط الأمواج المتلاطمة التي تحيط بها من كل جانب، سيكون خروجا آخر عن وحدة الصف العربي و توظيفا غير محمود لهذا الهيكل المتهالك و الذي قد يقع على رؤوس ساكنيه. إن استئثار مجموعة دول بمقاليد القرار العربي حتى و إن كان غير ذي فعالية تذكر، سيكون آخر مسمار يدق في نعش هذا التجمع العربي الذي بلغ هذه السنة عامه ال 73 و يبدو أن هذا هو العمر الافتراضي للكيانات العربية من هذا النوع التي عندما تفشل في الدفاع عن بعضها البعض تشرع في الاقتتال فيما بينها. و بالفعل أثبتت الحروب الدائرة في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا منذ ثورات الربيع العربي، مدى عدم قدرة هذا الهيكل الجامع على التوصل إلى أبسط القواعد المتعارف عليها لتسوية النزاعات البينية، بل تعمل دول بعينها على تأجيج هذه الحروب و إطالة أمدها بالتعاون مع قوى إقليمية و دولية هدفها إعادة تشكيل المنطقة العربية على أساس طائفي و اقتطاع أجزاء منها و خلق كيانات جديدة. و ممّا زاد في تغييب الدور العربي على المستوى الإقليمي و الدولي، هو تعاظم الدور الإيراني و التركي و حضورهما إلى جانب الروس كلاعبين أساسيين في إدارة الحروب المشتعلة في أربع دول كاملة. بل إن إيران و تركيا أصبحتا تقدمان نفسيهما على أنهما الوريثان الشرعيان للخلافة الإسلامية في الوطن العربي، و المدافعان الشرسان عن القضية الفلسطينية و هي القضية المركزية الأولى للعرب ضد إسرائيل التي لم تعد عدوا بالنسبة للكثيرين. فشل الجامعة العربية في تسوية أبسط النزاعات ليس وليد ثورات الربيع العربي التي عصفت بعدة رموز عمّرت لفترات طويلة، بل يعود إلى السنوات الأولى لنشأتها في الأربعينيات أين انقسمت المنظمة على نفسها إلى كتلتين متصارعتين تماشيا مع انقسام العالم آنذاك إلى معسكرين شرقي و غربي. أزمة الجامعة العربية كهيئة للتنسيق بين الأعضاء برزت في السنوات الأخيرة، عندما تراجع الحديث العربي الرسمي عن القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية، و استغرق جهد الكثير من الفاعلين في تقليب مواجع الشعوب العربية و إدارة الحروب بشكل سافر في سوريا و ليبيا و اليمن و العراق. الحالة هذه التي أصبح فيه العربي يقتل أخاه و يحتمي بالأجنبي، استنكرتها الجزائر صراحة في عدة قمم عربية، حيث بدت مواقفها الرزينة للبعض و كأنها تغرد خارج السرب، غير أن انقشاع الغيوم و انكشاف النوايا التي كانت وراء ما يسمّى بالربيع العربي، أظهر مدى النظرة الثاقبة للدبلوماسية الجزائرية في تقديم قراءة متوازنة و سليمة للأحداث المأساوية التي قد تعصف بالعالم العربي.و في القمة هذه التي تعقد في ظروف عصيبة على الأمة العربية، تعاود الجزائر طرح موضوع إصلاح الهيكل العربي بإلحاح و إعادة بعث الحياة في جثة مشلولة نخرتها النزاعات العربية العصبية و الولاءات الأجنبية الماكرة.
النصر