تتعرض الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة إلى حملة ممنهجة تقودها شبكات ومواقع إعلامية فرنسية موالية للتيار اليميني المتطرف والتي تناغمت مع أجندات صهيو -...
هنأ القادة الأفارقة المجتمعون في القمة المنعقدة يومي 15 و16 فيفري بأديس أبابا، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على النجاح «الاستثنائي» الذي...
حذّر أمس، أكاديميون خلال ملتقى وطني حول حقوق الإنسان والأسرة بقسنطينة من مسائل الإكراه التشريعي والعولمة القانونية وكذا تغلغل المصطلحات القانونية...
تم مساء أمس تقديم العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل حول حياة ونضال وكفاح الشهيد زيغود يوسف (1921 – 1956) بقاعة العروض الكبرى أحمد باي «زينيت»...
على الرغم من تأكيد الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بأن الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع ماي القادم لم تعرف تجاوزات خطيرة وجسيمة حتى الآن، إلا أن سلوك بعض المترشحين تشوبه السلبية.
فلا يمكن تحت أي مبرر قبول الإشهار العشوائي لصور المترشحين خاصة إذا مس قواعد عامة يسير عليها المجتمع برمته، فقد تقابلك لوحة خاصة بإشارات المرور وسط الطريق وقد وضعت فوقها صورة كبيرة لمرشح غطت ما كتب على اللوحة بشكل تام، تاركة السائقين في حيرة من أمرهم لا يعرفون حتى ماذا تشير إليه هذه اللوحة، وقد يتسبب مثل هذا السلوك في خطأ في السياقة قد تكون عواقبه وخيمة لا قدر الله.
والأمثلة على هذا النوع من التجاوزات متعددة، مثل اللصق العشوائي على أبواب وبيوت الناس وعلى الأعمدة الكهربائية، والمحال التجارية وعلى جدران المؤسسات التربوية وغيرها.
وإن كان البعض يبرر ذلك بما يمكن تسميته -بالمسموح به أثناء الحملات الانتخابية-إلا أن مثل هذه السلوكيات تعكس في الحقيقة نفسية المترشح، بل وسلطته المخفية.
وحتى وإن كان القانون يغض الطرف عن مثل هذه التجاوزات كونها محدودة زمنيا، فإنها تبقى غير مقبولة من الناحية الاجتماعية، على اعتبار أنها قد تثير أولا نقمة قسم عريض من الناس سواء المهتمين بالسياسة أو غير المهتمين، وثانيا فهي تعبر عن نوع من عدم احترام القانون لدى بعض المترشحين وهم في الطريق لتولي مهمة تشريعية.
وقد توحي للملاحظ بأن من يعتدي على لوحات عمومية للمرور وحرمة بيوت الناس اليوم، فإنه لن يتوانى غدا في الاعتداء على قوانين أخرى، يوم يصبح برلمانيا مرموقا يملك الجاه والحصانة، وهي تعبير عن رغبة داخلية مكبوتة.
ومن هذا المنطلق قد يكون مفعول هذا السلوك عكسيا، أي قد يأتي بنتيجة عكسية سلبية، فعوض أن يقنع الناس بالتصويت عليه قد تكون خطوته هذه سببا في نفور الناس منه ومن برنامجه الانتخابي انطلاقا من حكم قيمي بسيط.
وبما أن السلطات العمومية قد خصصت أماكن للإشهار والملصقات وسمحت بها عند مداخل قاعات التجمعات والمداومات الخاصة بكل مترشح، فإنه لا داعي ولا سبب مقنع يدفع أيا كان لغزو لوحات المرور وجدران البيوت والمدارس والجسور وغيرها، في محاولة يائسة منه لإثبات الوجود في كل مكان.
كما أنه من الأحسن الانتباه إلى أن إقناع الناس لا يمر عبر الإكثار من صور المترشحين ووضعها في كل مكان، بل أن الأفكار والبرامج هي التي تقنع الناس، فضلا عن نوعية الخطاب الذي يسوّقه كل واحد من المترشحين للانتخابات، فليست الصور هي التي ستدفع يوم الرابع ماي للانتخاب على هذا المترشح أو ذاك، ولا علاقة لسلوك الناخب بطول وعرض ووسامة وجوه المترشحين، ولا بلون ربطة العنق، ولا بأعمارهم والمهن التي يشتغلون بها، ولا بكمية ما يملكون من أموال ومن وجاهة.
ومن هذا المنطلق فإن تهذيب مجريات الحملة الانتخابية في هذا الجانب هي في الأصل في صلب عملية إقناع الناخب، وهذا الجانب من الضروري الانتباه إليه أيضا.
النصر