* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
"إغرسان" أول مطعم تقليدي يطل على وادي الرمال
في ديكور تقليدي جذاب يبرز هندسة غرداية المعمارية و موروثها الثقافي و يمزجها بالتراث القسنطيني ، يتشكل مطعم « إغرسان»، الذي اختار مجاورة جسر ملاح سليمان و التربع على صخر قسنطينة العتيق، ليطل على كل معالم و مواقع المدينة الرائعة و ليستمتع كل من جلس بشرفته بإطلالة مميزة على واد الرمال و برؤية جسور قسنطية الخلابة و باستنشاق هوائها المنعش.
مطعم « إغرسان» تدل تسميته على الخيط الذي تنسج به زربية غرداية، حسب أحد أصحاب المطعم و هو مصطلح مستعمل في عديد اللهجات المحلية كالمزابية و القبائلية و الترقية و الشاوية، ويعتبر الأول من نوعه في وسط مدينة قسنطينة التي طغت على مطاعمها المتنامية بكثرة الديكور العصري، حيث يتميز بموقع جغرافي رائع، إذ يقع على حافة وادي الرمال و يجاور جسر و مصعد ملاح سليمان، فبإمكان كل من يجلس بداخله أن يتمعن بمناظر قسنطينة دون التجول فيها، و كذا بهندسة فريدة من نوعها و بألوان الجنوب الرائعة و تراثها التقليدي تبهر كل من وطأت قدماه المطعم.
و يسافر بنا المكان إلى أسواق غرداية و عمرانها و كذا موروثها الثقافي من الخيمة و المنسج و زربية غرداية و الفانوس و الجمال و النخيل و كل ما يميز ولايات الجنوب في زواياه ، فقد أبدع فنان هاوي في الأربعينات من العمر من ولاية غرداية في تصميم هذا الديكور باليد في مدة أربع سنوات مستعملا الحجارة الملونة المحلية ، و التي تم اقتناؤها من الشفة بالعاصمة و مصدرها ولايتي الجلفة و البيض حيث تُشترى ملونة، أما الكراسي و الطاولات فمصنوعة من القصب، أبدع أيضا في صناعتها شاب من ولاية البليدة، ما يجعل المطعم تحفة فنية بديكور تقليدي و أثاث محلي بنسبة مئة بالمائة، و أواني فخارية لتقديم الأطباق التقليدية.
إنجاز مطعم بديكور تقليدي بمحاذاة مصعد جسر ملاح سليمان، هي فكرة شاب من ولاية غرداية في 33 سنة من العمر، رأى بأن قسنطينة و بالرغم من أنها تتمتع بمعالم و مواقع أثرية رائعة غير أنها ليست مستغلة سياحيا، كما أن كل زائر يقصد قسنطينة أو سكانها لا يجد مكانا بوسط المدينة يعبر عن أصالتها و يبرز آثارها، فوجد بأن هذا المكان الذي كان في وقت مضى عبارة عن «دوش» و أغلق ، يجب أن يستغل سياحيا نظرا لموقعه الجغرافي الهام، حيث قام بشرائه بالشراكة مع صديقه الذي أطلق عليه تسمية « اغرسان»، فالمستثمران ينشطان في تجارة الأقمشة بشارع العربي بن مهيدي و أصلهما من ولاية غرداية .
صاحبا المحل الذي افتتح نهاية الشهر الفارط بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي انبهر بديكوره و هندسته حسبهما، يسهر على تسييره تونسي مختص في مجال الإطعام و رئيس طهاة تونسي أيضا نظرا لتمتعهما بخبرة كبيرة في هذا المجال، كما يقدم الأطباق القسنطينية التقليدية بأنواعها ك «شباح الصفرا» و «الشخشوخة» و «التريدية» و «الجاري» ، تُعدها نسوة مختصات في ذلك، بالإضافة إلى مختلف أنواع العجائن و الأطباق الفرنسية و أكلات البحر الأبيض المتوسط و كذا فواكه البحر، و الأسماك بأنواعها و اللحوم و المشروبات و العصير الطبيعي و الشاي و المكسرات، و قد شهد حسبهما إقبالا لا بأس به في الأيام الأولى من افتتاحه خاصة من السياح الأجانب من إيطاليا و أمريكا و تونس.
المستثمران قالا بأنهما وجدا عراقيل إدارية كبيرة عند اقتنائه سنة 2009 و بداية الأشغال بذات السنة ، حيث تم رفض طلب تغيير النشاط من «دوش» إلى مطعم بحجة أن ذلك يمس بتراث قسنطينة اللامادي، و قد عانوا و لمدة 4 سنوات من مشاكل إدارية بسبب ذلك، إذ طلبوا منهم الإبقاء على ذات النشاط، مضيفان بأنهما وجدا كذلك عراقيل جمة من بينها تسربات المياه و صعوبة التضاريس.
و عند حديثنا إلى المسير التونسي الأصل قال بأنه لم يكن يتوقع قسنطينة بهذا الجمال الذي سحره للوهلة الأولى، مضيفا بأنها ولاية سياحية بامتياز إن تم استغلال مواقعها و معالمها الأثرية، خاصة نصب الأموات ، الذي قال بأنه اندهش عند رؤيته، معيبا على ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات التي تشوه مناظر مدينة الجسور الخلابة.
أسماء بوقرن