أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
فندق الزيت.. من ثكنة عسكرية إلى سوق لألبسة الحج
يعتبر فندق الزيت أو « الفندق» بوسط قسنطينة من أقدم المجمعات التجارية التي وجدت في المدينة، فهو عبارة عن فضاء واسع يتوفر على أزيد من 40محلا كانت سابقا مجرد دكاكين صغيرة لبيع الزيت و دباغة الجلد، وقبل ذلك كان المكان مائضة تابعة للمسجد الكبير حوّلها المستعمر لاحقا الى مركز للشرطة، أما اليوم فهو مقصد للحجاج و المعتمرين من كل ولايات الوطن باعتباره مركزا لتجارة مستلزمات أداء المناسك المقدسة.
قصة مائضة المسجد الكبير
علاقة أبناء قسنطينة بالفندق كما يسمونه لا تشبه علاقتهم بباقي الأزقة ذات الطابع التجاري، فهذا المكان تحديدا هو قبلة للحجاج و المعتمرين كونه يعد مركزا لبيع كل ما يتعلق بملابس الإحرام ولوازم الحج و العمرة، فهنا تجد أي شيء وكل شيء من زرابي إلى مناشف إلى حقائب و بدلات و دبابيس و غيرها من المستلزمات، إذ يكفي أن تقف عند باب أحد المحلات حتى يقترح عليك صاحبه كل ما تحتاجه دون زيادة أو نقصان و ينصحك بكل تفصيل صغير متعلق بالملابس و طريقة ارتدائها.
وقد علمنا من التجار أن زبائن الفندق ليسو فقط من قسنطينة بل يقصده المقبلون على أداء المناسك قادمين من ولايات عديدة حتى من العاصمة و تونس و يعتبر التونسيون من أكثر الزبائن وفاء حسب ما أكد لنا محمد العابد، واحد من أقدم التجار المتواجدين بالفندق.
محدثنا قال بأن سر تمركز هذا النوع من تجارة ملابس العمرة والحج في الفندق له علاقة برمزية المكان، فقد كان قديما مائضة تابعة للمسجد الكبير المتواجد على مستوى شارع العربي بن مهيدي، و إلى اليوم حسبه، لا يزال خزان الماء أين كانت المائضة تتوسط الفندق موجودا، لكنه أغلق منذ سنوات كثيرة بعدما تلوثت مياهه ثم جفت و كثرت فيه الأوساخ و الفئران، مضيفا بأن وجود المائضة و قرب السوق من المسجد جعل الكثير من التجار يغيرون نشاطهم لبيع لوازم الحج بعدما كان النشاط السائد منذ 1978 و إلى غاية 1990 هو بيع ملابس الأطفال.
يقول المتحدث» هنا كان القسنطينيون يتسوقون خلال الأعياد لكسوة أبنائهم، فالأسعار تنافسية والسبب هو أن البضاعة التي كانت تباع هنا كانت محلية خالصة تخرج من ورشات الخياطة الصغيرة التي كانت منتشرة في رحبة الصوف و بودراع صالح، لتحمل مباشرة إلى محلاتنا، وقد كان نشاطا مزدهرا لكنه اختفى بعدما غزت المنتجات الصينية الأسواق و تسببت في غلق كل الورشات، ما دفع التجار إلى تغيير نشاطهم».
المنافسة الصينية توقف بيع ألبسة الأطفال
على بعد خطوات من محل محمد العابد، توجد محلات أخرى مختصة في بيع ملابس الختان ومستلزمات الاحتفال به، وعددها حوالي خمسة محلات، لا تزيد مساحتها عن خمسة أمتار حالها كحال باقي محلات الفندق، في أحد المحلات قابلنا محمد الطاهر بن شريط واحد من أقدم تجار المكان أخبرنا بأن التجارة مزدهرة هنا فللسوق سحر خاص، يحفز الزبائن كما علق على مقصده و اختياره دون غيره من الأسواق معلقا» عراقة السوق و سحر الأجواء داخل الفندق القديم و تنوع السلع سبب اختيار المكان أكثر من غيره، فزيارته تشبه زيارة سياحية لأحد أعرق الساحات التجارية بالمدينة، فللسوق تاريخ قديم، إذ أنه كان خلال الاستعمار الفرنسي عبارة عن مركز للشرطة يتوفر على غرفتين للسجن كان العساكر يضعون فيها السكارى و مثيري الشغب، كانوا يبتون هناك لليلة ثم يطلق سراحهم نهارا، فيغتسلون في مياه المائضة التي كانت على شكل حوض كبير، قبل أن يغادروا السجن ولذلك يطلق على المكان اسم الفندق»
يواصل « على بعد مترين من السجن كان هنالك مكتب للخدمة الاجتماعية كان يوزع الإعانات على المعوزين، وقد ظل المكان كذلك إلى غاية سنة 1957، عندما نزل العسكر المظليون في رحبة الصوف، عندها أخرجوا التجار الجزائريين منها و نقلوهم نحو الفندق، حيث اشتغلوا في بيع الزيت و دباغة الجلود وبيع الأثاث المستعمل، قبل أن يتحولوا إلى تجارة الملابس ومن ثم مستلزمات الحج تماشيا مع متطلبات السوق».
هدى طابي