أعلنت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، اليوم الأربعاء، في بيان لها، عن تأجيل الرحلة البحرية المرتقبة غدا الخميس من الجزائر العاصمة نحو...
* إطلاق إنجاز 1.4 مليون وحدة سكنية عدل «3» قريباأعلن وزير السكن العمران و المدينة، محمد طارق بلعريبي، أمس الثلاثاء عن إطلاق برنامج سكني، جديد في...
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر...
* مهلة شهر لكل الهيئات الحكومية والمؤسسات لإثراء المشروع سلمت لجنة الخبراء المكلفة من قبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بإعداد مشروعي...
يحتفي الصحفيون بالجزائر اليوم بعيدهم الوطني في ظل أزمة متعددة الأوجه ، جزء منها اقتصادي والآخر مهني، فالإعلام ببلادنا لا يزال وبعد ثلاثين سنة من التعددية يتخبط في مشاكل لها علاقة بنقص الاحترافية وغياب الضوابط لتضيف الأزمة المالية إلى متاعب المهنة هما آخر، وهو تراجع عائدات الإشهار وانكماش السوق.
حرية الإعلام التي صنعت مجد الصحافة الجزائرية وتميزها لم تأخذ وقتها لتنضج مهنيا بسبب الأزمة الأمنية وما رافقها من تهديد استهدف الصحفيين في أرواحهم، لتتحول الأقلام إلى أدوات لمكافحة الإرهاب، و قد اكسبت في تلك الفترة الصعبة الصحافة نفسا طويلا وروحا قتالية، لكنها أفقدتها القدرة على التأسيس لمهنة بقواعد متينة.
وباستعادة الأمن بدأت الصحافة الجزائرية تبحث عن ذاتها، سعيا للعودة إلى ممارسة إعلامية وفق أطر متعارف عليها في كل دول العالم، لكن وبدل أن تنضج تلك التجربة أخذت اتجاها مغايرا فتح الباب على مصراعيه للفوضى ورأس المال مجهول المصدر، وشيئا فشيئا تضاعف عدد الصحف عشرات المرات وظهر ناشرون لا علاقة لهم بالمهنة، كما تزايد عدد الصحفيين بشكل أصبح يصعب معه حتى عدهم.
و مع فتح مجال السمعي البصري سارع أصحاب جرائد إلى دخوله إلا أن تجربة السمعي البصري ورغم ما يشوبها تظل حديثة وبحاجة إلى وقت حتى تصقل، لكن ما تعيشه الصحافة المكتوبة يتطلب تحركا سريعا من المهنيين أنفسهم.
عشية الاحتفال باليوم الوطني للصحافة وجه رئيس الجمهورية تعليمات للحكومة بالإسراع في تشكيل سلطة ضبط الصحافة المكتوبة وتفعيل سلطة ضبط السمعي البصري لما لذلك من أهمية في تنظيم المهنة، كما أمر بتفعيل الصندوق العمومي لدعم الصحافة المكتوبة، لمساعدتها على تخطي أزمة، كشف وزير الإعلام أنها عصفت منذ 2014 بـ 26 جريدة يومية و34 أسبوعية، وتشير المعطيات أن صحفا أخرى مرشحة لنفس المصير بعد تراجع عائدات الإشهار العمومي الذي يعد المصدر الرئيسي بل الأوحد بالنسبة لبعض العناوين.
الأصوات اليوم تتعالى للمطالبة بالإشهار العمومي، لكن في المقابل لا تبدل معظم المؤسسات الإعلامية أي جهد لمنح الصحفيين الحق في عقود عمل قانونية و رواتب تحفظ الكرامة ، كما لا تدرج التكوين ضمن اهتماماتها، وأحيانا لا توظف أصلا ، رغم أن قانون الإعلام يلزم المؤسسات بكل هذه البنود.
يحدث هذا في غياب مجلس لأخلاقيات المهنة ونقابات قوية قادرة على المشاركة في تنظيم المهنة وإعادتها إلى السكة، حتى تمارس صحافة حقيقية مبنية على الاحترافية والمنافسة ، بعيدا عن الانحرافات التي تشوش المتلقي وتقدم صورة مشوهة عن الجزائر، وهي نقطة وردت في كلمة رئيس الجمهورية التي وجهها للأسرة الإعلامية، حيث دعا الإعلام إلى أن يكون في خدمة المصالح العليا للبلاد ويشرح الحقائق وأن يمارس الانتقاد ولكن بكل واقعية مع العمل على ترقية صورة الجزائر لدى باقي بلدان وشعوب العالم.
الصحافة الجزائرية اليوم مطالبة بمواكبة التطور التكنولوجي حتى تصمد أمام منافسة صحافة المواطن التي تتقاطع معها في التسرع وعدم الدقة، كما أنه على أصحابها البحث عن بدائل للإشهار العمومي، بالنظر لكون الأزمة عالمية، إضافة إلى أنه آن الأوان لوضع ضوابط وتطهير المهنة، حتى لا يسقط تاج صاحبة الجلالة .
النصر