في انتظار تجسيد مشروع تهيئة يحاكي "ديزني لاند"

 حديقة   "الوئام " ببن عكنون ..منتزه مهمل في قلب العاصمة
تراود زوار حديقة التسلية «الوئام « ببن عكنون أحلام في أن تصبح منتزها  يستقطب السياح من داخل وخارج الوطن على شاكلة «ديزني لاند» ،خصوصا بعد الإعلان عن مشروع لإعادة تأهيل هذا الفضاء الغابي الذي يعد رئة العاصمة ومتنفسا لسكانها و المناطق المجاورة لها .
لا يزال هذا الفضاء رغم تدني خدماته و الأوضاع التي آل إليها أكبر منتزه بالجزائر،  حيث  دشن في 4 جويلية 1982 بمساحة تفوق 300 هكتار  فالعائلات تجد في الأشجار الباسقة وافرة الظلال مكانا مفضلا للاحتماء من حرارة الصيف،  بدل شواطئ البحر يقول « عمر « رب أسرة قادمة من ولاية المدية ، فهي  منطقة غابية تسمح كما قال بالتجوال مشيا على الاقدام عبر المسالك الفرعية أو الطرقات المعبدة ،وأغلب الوافدين يقصدون حديقة الحيوانات بالجهة الغربية في مكانين منفصلين ، الأول يضم بمدخله  الرئيسي الفيلة الافريقية والطيور و العصافير،  فيما  يتواجد المكان الثاني في عمق الغابة على مسافة 3 كلم، و يضم مختلف الحيوانات المفترسة «كالأسود ، النمور، التمساح ، الذئاب ذات الأصول الامريكية ، فرس النهر وغيرها من أنواع الحيوانات و الطيور ،التي تلقى الرعاية الكافية لكونها تعيش في بيئة مغايرة عن بيئتها الأصلية ، تقدر تذكرة الدخول ب50 دج للكبار و 30 دج للصغار،  فيما يستفيد الأطفال اقل من خمس سنوات من مجانية الدخول ، أما النسبة لركن السيارة فهناك   حظيرة غير مهيأة سعر المكان فيها بـ 100 دج .
 إن الذهاب الى  المكان الثاني الذي تتجمع فيه أغلب الحيوانات النادرة و المفترسة التي تلقى الفضول و التساؤل من طرف الزوار، يتطلب دفع 100 دج للفرد الواحد ذهابا أو إيابا لأخذ مكان في عربة القطار ذات العجلات ، في الوقت الذي توقف فيه القطار عن السير وتعرضت فيه السكة الحديدية للصدأ منذ سنوات طويلة، وهو حال المصعد الهوائي (تيرفيريك ) الذي كان الى غاية بداية تسعينيات القرن الماضي يشتغل بصورة عادية ،ويعتبر حسب أحد المكلفين بالحراسة محورا أساسيا لتنقل السياح من جهة واكتشاف أجمل المناظر الطبيعية بصورة بانورامية من الأعلى  ،كما يمكن مشاهدة عدة مناطق مجاورة على مسافات بعيدة ،يبقى الأمل  أن تعاد الحياة الى الحديقة التي فقدت بريقها عقب الاعلان عن مشروع إعادة تأهيلها من جديد ، والذي يتضمن تجديد مدينة الألعاب  و بعث المساحات الخضراء  وتجديد الفنادق ،“المونكادا» و»الأروية الذهبية”   وغيرها علما انه تم الإنطلاق في بناء السياج الخارجي على مسافة 12 كلم وسيتم تجهيز المرفق  بكاميرات مراقبة.
  ومن بين النقاط السوداء التي تعكر صفو و مزاج الزوار،  تراكم نفايات الطعام وانتشار قارورات البلاستيك في مختلف الأمكنة في ظل قلة الحاويات ، فيما تنعدم دورات المياه والمرافق الخدماتية  إلا بعض الشاليهات المهيأة كمحلات  لبيع المأكولات و المشروبات بأسعار مضاعفة تستغل عزلة المكان لفرض منطقها ، اذ يقدر سعر كوب من القهوة بـ 120 دج ، وقارورة ماء ب 50 دج، فيما يتجاوز سعر المأكولات الخفيفة كل التوقعات ، وعليه يضمن أغلب  الزوار حاجياتهم الغذائية قبل دخولهم الى الحديقة ، ولعل من مظاهر تردي الحديقة غياب مسلك سياحي الى جانب انعدام اللوحات التوجيهية او الاشهارية، فضلا عن كثرة الاحراش ووجود متاريس و مطبات .
  يأمل  العديد من العمال الذين التقينا بهم في جولتنا الاستطلاعية بعد أسابيع من الاعلان عن مشروع تهيئة حديقة الوئام ببن عكنون بتكلفة مالية تقدر بنحو 59 مليار دج،  وفق ما أعلن عنه الرئيس المدير العام لشركة الاستثمار الفندقي عبد الحميد ملزي في ندوة صحفية ، تحسين ظروفهم المهنية و الاجتماعية ،لكون المشروع يحمل آفاقا واعدة إذ ينشط في فضائه حسب المدعو ( كمال ) مكلف بالحراسة ما يربو عن 600 عامل ، وهو مطلب طالما دعا اليه العمال لاستقطاب المزيد من السياح والرفع من قدرات الحديقة  لتقديم   خدمات ذات نوعية راقية بدل انتشار محلات الصفيح و الزنك ، مع إنجاز مدينة للألعاب ، ويضيف زميله (محمد  ) أن المشروع الذي اطلع عليه الجزائريون يحمل في طياته كما قال  مواصفات حديقة ديزني لاند العالمية التي ترتسم معالمها في أفاق 2022 ، من بينها حديقة مائية، ومركز رياضي، وحمامات سباحة دافئة، فضلا عن مركز للشباب و ملعب للغولف، وألعاب مائية ومطعم وحوض للأسماك، وتهيئة مساحات وسط الغابة لاستقبال العائلات ، وهو نفس الطموح الذي يسكن زوار الحديقة  من كل ربوع الوطن.
هشام ج