كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
قام السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي...
علمت وكالة الأنباء الجزائرية من مصادر مقربة من الوفود المتواجدة بلشبونة أن الوفد الجزائري برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية...
* تعديل وراثي للنباتات لتكييفها مع المناخبلغ مركز البحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، مراحل متقدمة ومبهرة في أبحاث علمية...
اعتبر السفير الإيراني في الجزائر رضا عامري توقيع بلاده للاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى دليلا على مصداقية طهران والتزامها بمبادئ السلام والاستقرار في العالم، دون أن تتخلى عن حقوقها المشروعة.وقال رضا عامري في حوار للنصر أن سنوات الحصار لم تنل من عزيمة الإيرانيين الذين تمكنوا من كسب ناصية العلم والتكنولوجيا، السفير الذي شكر الجزائر على وقوفها إلى جانب الجمهورية الإسلامية في دفاعها عن حق اكتساب التكنولوجيا النووية، عبر عن استعداد بلاده للاستثمار في الجزائر في مجالات حيوية كالبناء والفلاحة وصناعة السيارات والأدوية. ونفى من جهة أخرى الاتهامات التي توجه لإيران بمحاولة نشر التشيع في العالم العربي وقال أن الأمر يتعلق بمحاولة لحجب صورة إيران كنموذج لدولة مستقلة وقوية وناجحة.
بعد مفاوضات ماراطونية شاقة أبرمت إيران مع القوى الست الكبرى اتفاقا تاريخيا بشأن برنامجها النووي، فهل لكم أن تضعوننا في الصورة عن الملف النووي لبلدكم، و نتائجه المستقبلية؟
لقد تم الإعلان رسميا عن توصل إيران و الدول الست إلى الاتفاق النووي والذي كان حصيلة جهود دبلوماسية جادة و طويلة و هو بداية لتعامل و تفاهم دولي و إقليمي برؤية جديدة و واقعية مما يساعد على استتباب الأمن و السلم العالمي و احترام إرادة الشعوب و تطلعاتها التقنية و الصناعية و التطور و الازدهار، فقد أثبتت إيران مصداقيتها في الالتزام بمبادئ السلام و الاستقرار و قدرتها على إقناع الآخرين بأنها دولة محبة للسلام و أنها لا تطالب بأكثر من حقها المشروع المصرح في اتفاقية حظر الانتشار النووي. فالاتفاق يعد انجازا هاما و نجاحا للجميع و يعتبر انطلاقة جديدة نحو المزيد من علاقات التعاون المثمر بين إيران و دول المنطقة و العالم، و نحن نشكر جميع الدول التي دعمت حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي، منها الجزائر الشقيقة التي دعمت حقوق إيران المشروعة في امتلاك الطاقة النووية السلمية.
هناك كلمة مهمة للإمام الخميني رحمه الله كان يذكر الشعب الإيراني بها دائما و هي (نحن نستطيع) أي إعادة الثقة بالنفس بعد التوكل على الله عز وجل و عدم الاستسلام للضغوطات والمشاكسات و التهديدات الغربية و الأخذ بزمام الأمور و الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة و الاستفادة من قدرات و إبداعات و إمكانيات الشعب الإيراني الكبيرة و استقلالية القرارات السيادية والتي لا ترى إلا مصلحة الشعب و ما يهمه ويؤمن متطلباته و تطلعاته. فاستطاعت إيران أن توظّف إمكاناتها و مواردها الضخمة الاقتصادية و البشرية و العلمية بغية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الكثير من مناحي الحياة و تحرير اقتصادها من التبعية للبترول حيث انخفضت نسبة التبعية من 95 بالمائة، في بداية الثورة عام 1979 إلى 35 بالمائة، في الوقت الحاضر، كما حققت نجاحات باهرة في رفع معدل الإنتاج في المحاصيل الزراعية و الأدوية و تصنيع السيارات ( دون تجميعها ) و تطوير الصناعات الخفيفة و الثقيلة و تنقيب المناجم والاهتمام بعلوم الفيزياء و الطب و الخلايا المنشأ و النانوتكنولوجيا و الصناعات الفضائية و الأقمار الصناعية ( آخرها كان القمر الصناعي الرابع للاتصالات، و هو إيراني الصنع تصميما و تركيبا و تشغيلا و إطلاقا ) و كذلك الطاقة النووية السلمية.
و ما يلفت الأنظار في هذا السياق أن الجيل الثالث للثورة هو الذي حقق هذه الانجازات الكبيرة التي أثارت إعجاب العالم و لازال يتحرك في هذا المسار بسرعة، وكل هذه تأتي في ظروف الحصار الظالم و العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران ظلماً و جوراً، ولكن رب ضارة نافعة، فالشعب الإيراني عقد العزم على أن لا يخضع إلا لله الواحد القهار، فاستطاع أن يبدّل نقمة الحصار إلى نعمة التقدم و فرصة للتطور و الازدهار. فهناك مثل فارسي يقول ( عدوك يسبب لك الخير لو أراد الله ).
هناك انفتاح واسع على العالم العربي و غير العربي لكن لبعض الأسباب لا تنقل الصورة الحقيقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية و مكتسبات الشعب الإيراني إلى الرأي العام العالمي و العربي، الأول تخوف بعض المطلعين و الكتاب من الضغوطات و الترهيب و التهديد إذا ما نقلوا الحقائق و ما حققه الشعب الإيراني، والثاني الماكنة الإعلامية الكبيرة المتعددة و المتنوعة و المنتشرة في كل أنحاء العالم والتي تسعى لقلب الحقائق و لديها المال و الأقلام و التقنيات و الغطاء السياسي و الإعلامي و استغلال الدين و الفتاوى الرخيصة. أنا لا أنكر وجود قصور من الجانب الإيراني في تعريف إيران للعالم ولكن الإعلام المضلل المدعوم من الجهات لتي لا تريد الخير للدول المستقلة حاول تخويف الآخرين من إيران في إطار سياسة إيران فوبيا. و ليس فقط أنتم بل كل الذين يزورون إيران من قريب يجدون هناك ما يختلف تماما عما كان في أذهانهم و يبهرهم جمال المدن و روعتها و توفر الأمن فيها و شعبها التي يتعامل معهم بروح الإخاء و التسامح و البشاشة و التطور الصناعي و التقني الذي حصل في البلاد رغم أنف الأعداء و يثبت عندهم آنذاك كذب ما سمعوا عن إيران. و ليس من رأى كمن سمع.
الجزائر لها مكانتها الخاصة في سياستنا الخارجية و تحظى باحترام كبير لدى القيادة والشعب الإيراني، و قد رحب أشقاؤنا الجزائريون بانتصار الثورة الإسلامية في إيران ترحيبا حارا و هم عاشوا تجربة ثورة تحريرية مجيدة، و خلال السنوات الماضية تكثّفت الزيارات المتبادلة و اتسعت آفاق التعاون بين بلدينا خاصة بعد إتمام زيارات رسمية لأصحاب الفخامة رؤساء الجمهورية لكلا البلدين إلى البلد الأخر، فالعلاقات في نمو مطرد أساسها الإرادة السياسية الموجودة لدى قيادتي البلدين و هي مرشحة أن تكون علاقات نموذجية يحتذى بها و هناك تحرك سياسي و اقتصادي ملحوظ بين البلدين يشير إلى رفع مستوى العلاقات الثنائية في كل الاتجاهات و إلى أبعد الحدود.
هذا ما ستبحثه اللجنة العليا المشتركة برئاسة معالي النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية و دولة الوزير الأول للجزائر الشقيقة خلال اجتماعها في الجزائر العاصمة قبل نهاية العام الجاري و التوقعات مبشرة خدمة لتطلعات الشعبين الشقيقين الإيراني والجزائري. إن إيران اليوم مستعدة بأن تتعاون مع الجزائر في مجالات مختلفة منها تصدير السيارات أو تدشين خط إنتاج للسيارات الإيرانية، تصدير الأدوية و العقاقير و اللقاحات و الأجهزة الطبية و إنتاجها، إنشاء الطرق و الجسور، إنشاء مجمعات و شقق سكنية، تشييد مصانع للاسمنت و محطات الكهرباء و تصفية المياه، التعاون الفلاحي و تصدير المكنة و الأدوات الزراعية، إنتاج سينمائي مشترك، السياحة خاصة السياحة العلاجية، تبادل المنح الدراسية بالجامعات و كذلك تنشيط عملية التجارة و تبادل السلع. و هنا أقول بثقة و اطمئنان بأن المنتوجات الإيرانية التي تتمتع بجودة عالية و سعر مناسب تستطيع أن تنال رضا المستهلك الجزائري في مدة زمنية قصيرة.
و من خلال هذا اللقاء أدعو رجال الصناعة و التجارة بالجزائر لزيارة إيران للتعرف عن كثب على مجالات التعاون التي تهم البلدين، و بالمناسبة إننا بالسفارة نصدر التأشيرة للمواطنين الجزائريين مجانا و ذلك خلال فترة أقصاها يومين.
و في المجال السياسي هناك تنسيق جيد جدا بين البلدين، فإن إيران تساند الجزائر في مواقفها السياسية و تتمتع بدعم الجزائر في القضايا الإقليمية و الدولية و عملية التنسيق السياسي مستمرة بين بلدينا بشكل مطلوب.
كما قلتم فإن هذا مجرد اتهام. هذه شماعة يراد منها إبعاد الشعوب العربية و الإسلامية عن إيران حتى لا ترى نموذج الدولة المستقلة و القوية و الناجحة و في نفس الوقت لغرس الفتنة بين المسلمين و تمزيق الأمة خدمة لمخططات جهنمية لا تريد أمن و ازدهار و وحدة الشعوب المسلمة. فالمذهب الشيعي مثل سائر المذاهب الإسلامية له أتباعه في الكثير من دول العالم و هم يرغبون في التعايش السلمي مع إخوانهم أهل السنة في سلام و وئام. فإيران ليست لديها أي أجندة للتشيع و ليست بحاجة إلى مثل هذا الإجراء و هذا الاتهام يأتي في إطار «شيعة فوبيا» أي إخافة الآخرين منها حيث ينشرون إشاعات مغرضة و معلومات خاطئة عن آراء و عقائد الشيعة التي يتبرأ منها المذهب الشيعي و ينبغي للمسلمين الانتباه إلى مدى خطورة هذه المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الإسلام و المسلمين .
نحن هنا لا نتكلم عن صراع. من الطبيعي أن جميع القوى في المنطقة لها مصالح و لها أولويات فنتمنى من خلال الحوار و التفاهم السياسي أن تزال هذه الهواجس و الشكوك و العداوات الكاذبة التي لا تخدم إلا أعداء الأمة المتربصين بثرواتها البشرية و الاقتصادية و مواقعها الإستراتيجية. فهي تسهر على تعميق الخلافات و الجروح فباستطاعة العقلاء و الحكماء التغلب على هذا الوضع الذي يضر بمستقبل المنطقة و مصالحها. و لا يمكن الخروج من هذا الوضع إلا بالوعي و إدراك حقيقة الأهداف الخبيثة للذين يتربصون بهذه الأمة و نبذ العنف و الإرهاب و التطرف و تجفيف مصادر التمويل و التسليح للمجموعات المسلحة المتطرفة التي عبثت بأمن المواطن و شوهت سمعة الإسلام و المسلمين و الإنسانية. و في مثل هذه الظروف الصعبة لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبول أو تبرير ما يحصل الآن في استعمال القوة و العنف من قبل بعض الدول الإسلامية ضد المسلمين العزل أو الدول الإسلامية الأخرى.
سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رضا عامري من مواليد أول سبتمبر1961 بطهران، حاصل على شهادة الليسانس في القانون من جامعة الشهيد بهشتي في طهران، وماجستير في اللغة العربية من جامعة طهران،التحق بالعمل في وزارة الخارجية الإيرانية سنة 1983،
، وتم اعتماده كسفير مفوض فوق العادة لإيران بالجزائر في 11 نوفمبر2014، ومن أهم المناصب التي شغلها سابقاً: مدير عام شؤون الشرق الأوسط و شمال أفريقيا بوزارة خارجية بلاده، مساعد مدير عام الشرق الأوسط و شمال أفريقا، سفير إيران في السودان، سفير غير مقيم للجمهوریة الإسلامية الإيرانية في إريتريا، مدير إدارة شمال و غرب أفريقيا ،بوزارة خارجية إيران، مستشار و نائب السفير في السفارة الإيرانية بالكويت.