الإسلام يحث على التفاؤل ويحذر من اليــــأس والقنـــــوط

يحرص الإسلام على تربية أتباعه تربية إيجابية يقبلون من خلالها على الحياة بأمل، فيشيعون ذلك في أنفسهم ومجتمعهم بالقول والعمل، ومن مظاهر ذلك دعوته المسلم للتفاؤل واجتناب كل ما ينافيه من يأس وقنوط وشؤم، وتثبيط للعزائم وإحباط للهمم، وتغليب النظرة السلبية للحياة؛ لأن التفاؤل دليل ثقة في الله تعالى ورضا بعدله، وثقة في النفس التي وهبها الله تعالى لك، عامل من عوامل النجاح في الدنيا وتجاوز بعض مشاقها ومضايقها؛ وحافز للإنسان ومن معه على السير نحو المستقبل بسعادة وباطمئنان، فمهما اعترضت الإنسان في حياته صعاب فليعلم أن مع العسر يسرا وأن مع الضيق فرجا.

فقد أمر الله تعالى عباده بعدم القنوط لأن القنوط مناف للرحمة فقال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى   أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))، ويقول أيضا على لسان يعقوب: ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ))، وقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هو في الغار مطاردا فارا بدينه مع أبي بكر الصديق: ((إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى  وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))، وتحدث عن رسله فقال تعالى: ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا)).
وفي ظروف عصيبة واجهت الرسول صلى الله عليه والمؤمنين معه كانت آيات القرآن الكريم تتنزل لتزرع فيهم الأمل وتحثهم على الصبر والتفاؤل والنظر إلى المستقبل من قبيل قوله تعالى: ((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ  وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))، وقال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى  لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا  )، وهكذا مع كل أمة من الأمم التي استجابت لدعوة الرسل والأنبياء.
وكان رسول الله صلى الله عليه يبث التفاؤل في نفوس أتباعه أيام المحنة والأذى بمكة المكرمة فروي عنه قوله لهم: (ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر) رواه أحمد والطبراني والبيهقي والحاكم وصححه، وفي رواية أن خبابا اشتكى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم، فقال :( شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا ؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:  كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) ( البخاري ).
وكما قال الشاعر الصوفي أبو الفضل ابن النحوي:
إِشــتَــدَّي أزمَــةُ تَــنــفَـرِجـي  قَـــد آذَنَ لَيـــلُكِ بِــالبَــلَجِ
ومن وسائل بث التفاؤل في النفوس الكلمة الطيبة التي تلقى بها أخاك فقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ. قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيِّبة».
فإن وجدت أخاك فبادره بالكلمة الطيبة التي تشجعه وتحفزه وتبعث فيه التفاؤل وتبشره بها؛ فإن كان مسافرا فادع له بالوصول وان كان مقبلا على امتحان أو ملتمسا قضاء حاحة من حوائجه فادع له بالتوفيق، وإن دخلت منافسة علمية أو ثقافية أو دينية أو رياضية فتفاءل بالنجاح وانشر التفاؤل في محيطك ولا تتعجل بكلمات محبطة مسيئة تبث من خلالها التشاؤم واليأس والقنوط. فكثير مما نعيشه في واقعنا هو انعكاس لما يخالجنا في النفوس، بل إن الله تعالى عند ظن عبده به فإن ظن به خيرا كان له ذلك وإن ظن به شرا كان له ذلك، فما بالك بأمور الدينا بين البشر.
لأن هناك فئة من الناس تعيش الكآبة لا يعجبها شيء ولا ترضى بشي لا ترى الحياة إلا بمنظار التشاؤم تزرع في من حولها القنوط وتدفعه للياس، كلما وجدوا شخصا يهم بعمل بادروا لتيئيسه من التوفيق فيه والنجاح؛ وعلى المسلم أن لا يكثر من مخلطة هؤلاء، الذين لا يكاد يخلو منهم مجتمع، فالحياة عندهم مجرد بؤس وشقاء، فمجالستهم ضرر لدينك وحياتك؛ لأنك لن تتقدم خطوة بحضورهم ولن تجتهد أو تعمل أو تصل لما ترنو إليه من طموحاتك ولن تتجاوز صعاب الحياة وهم يهونون عظائم الأمور ويهولون صغائرها، ويسفهون قول كل حليم ويستهزئون بقول كل حكيم، يزيدون الطين بلة، وقد يكون الباعث على تشاؤمهم أمراض نفسية وعقد أو كما قال المتنبي: وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ ** يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا. وذلك على غرار مرض الحسد الذي يملأ قلوب بعضهم فلا يرضون الخير للناس أو الجهل الذي يتملكهم بسنن الحياة تداول الأيام بين الناس، أو الرغبة الكامنة في الانتقام وتدمير الذات والمجتمع، ويوصي خبراء التربية بضرورة تربية الأطفال منذ الصغر على التفاؤل وتجنب ما يسبب لهم الإحباط والفشل.
ع/خ

من أخلاق التاجر في الإسلام
lالأمانـــــــــــــــــــــــــة (6)
قال تعالى: " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " وقوله: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا " ، فقد يودع ناس عند التاجر بعض سلعهم أو أموالهم، أو يشترون سلعا بالتقسيط ويتركونها عنده حتى استيفاء الثمن أو يطلبون منه سلعة بالوصف ليوصلهم لهم، فعليه في هذه الأحوال وغيرها أن يكون أمينا على السلعة، فيحافظ على الودائع ويلتزم بأوصاف السلع المطلوبة في الذمة حتى يؤديها لأصحابها، ولا ينقص منها شيئا أو يدلس على أصحابها، وإن جلب سلعة بعلامة معينة طلبها المشتري، فلا يجوز له أن يغير بعض قطعها على غرار البطارية مثلا أو أي قطعة أخرى من أي منتوج صناعي أو حرفي، ليعوضها بما ليس من علامتها أو بما ليس أصليا فكله ينافي الأمانة التي كلف بأدائها،  وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء).

من أعـــلام الجزائــــر
الشيـخ محمد خيـر الدين
التحق بجامع الزيتونة سنة 1918م ليتخرج منه سنة 1925م بشهادة التطويع؛ وعند عودته اشتغل بالعمل الإصلاحي والتربوي في أماكن كثيرة. واستنادا لما كتبه عنه الأستاذ إبراهيم بن ساسي فقد حضر خير الدين تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في العاصمة وأصبح مترجما لها و نائبا للرئيس بعد وفاة الشيخ ابن باديس . وأسس سنة 1951م لجنة الدفاع عن الحريات و احترامها . كما ساهم في إنشاء المدارس الحرة كمدرسة الإخاء في بسكرة سنة 1931 و معهد ابن باديس في قسنطينة سنة 1947م . وعين مديرا عاما لجريدة البصائر . وشارك في فعاليات مؤتمر طنجة سنة 1958م . واختير عضوا بالمجلس الوطني للثورة .
وبعد الاستقلال كانت له بصمات؛ حيث ساهم في وضع أول دستور جزائري . وشارك في تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1966م. في سنة 1984م أهدى مكتبته الزاخرة إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.

ما حكم صيام من ابتلي بمرض السرطان، هل يجوز الفطر وإخراج فدية؟
من الأصناف التي اهتم بها الشرع الحنيف في مسائل الصيام: أصحاب الحاجات، ومنهم المريض. فالمريض مرضا مزمنا لا يجوز له الصيام، ومن ثم فإذا قرر الأطباء عدم قدرته على الصيام فلا يصوم وإلا يكون آثما، وإنما يجب في حقه الإطعام (أن يطعم عن كل يوم مسكينا) والمقدار الواجب في ذلك غير محدد بالقيمة وإنما هو حسب استطاعة الإنسان ويصح في ذلك ( الـ 100 دج والـ 200 دج وأقل من ذلك وأكثر.) والمسألة في هذا واسعة.
لدي دين 21 يوما من السنة الماضية لم أتمكن من صومها قبل حلول شهر رمضان للسنة الموالية والآن صمت لكن لا أعلم كيف أفدي؟
قضاء صيام رمضان بالنسبة للمريض يجب عليه بعد الشفاء أما من دخل عليه رمضان الموالي دون أن يقضي ما عليه من الصيام. وجب عليه القضاء والفدية معا . وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره في رمضان : وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره في رمضان، أما بخصوص سؤالك وقد صمت 21 يوم قضاء، فبقي الإطعام ( إطعام 21 مسكينا) .
والأصل في الإطعام هو وجبة كاملة مشبعة لكل مسكين، أما من تعذر عليه ذلك أو لم يسعفه الحظ في ذلك، فله أن يتصدق بقيمة من المال حسب عدد المساكين، فيعطيهم لشخص واحد. أو لعدة أشخاص.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

جوهر الإنسان ثابت مهما غيّر شكله وموطنه
إذا كنت ترتدي طقما عصريا وكان اسمك أحمد مثلا، وبسبب مشكل إداري في الاسم تحول اسمك إلى علي، وغيرت البلاد التي تسكنها وأصبحت ترتدي قميصا طويلا مثلا فهل سيتغير شيء من حقيقتك بأن كنت عالما فتصبح جاهلا أو كنت كريما فتصبح بخيلا أو كنت عزيز النفس هل ستصبح ذليلها؟ طبعا لا، فالإنسان يغير موطنه ويغير عصره ويغير لباسه ويغير لغته، ولكن حقيقته ستبقى هي هي، ولذلك فإن الناس الموجودين اليوم لو ردوا إلى أجدادهم في الماضي، ونزع عنهم الماكياج لعرفت حقيقتهم، ولو ردوا مثلا إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لوجدت أن الكثير من المسلمين سيكونون من أتباع زعيم المنافقين عبد الله بن سلول فصفاته الجوهرية ما زالت فيهم، ولوجدت أن الكثير أصلهم عبيد ومواصفات العبيد مازالت فيهم، ولوجدت الكثير من نسل أبي لهب، وجموع غفيرة من نسل أشعب الطماع ، ولوجدت القليل من نسل أبي بكر وعمر وهكذا، على الرغم من أن الجميع اليوم يحمل نفس المظاهر ومن دليل ذلك ما قاله وزير المحاكم والسجون المصري الهارب إلى الإمارات لو كان النبي لسجنته قال هذا الكلام ويصرح أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم ألا يمكن أن يكون أبا جهل القديم في طبعة جديدة؟