أشاد وزير الاتصال, السيد محمد مزيان, مساء أمس الأحد بالجزائر العاصمة, بمرافقة الإعلام الوطني للكفاءات الرياضية الجزائرية عبر التغطية المتواصلة, ما...
ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اجتماعا لمجلس الوزراء تناول مشروع قانون يتضمن تسوية...
بادر وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي لإحياء مرسوم كان ساري المفعول في سنوات ماضية، لتنظيم الدروس التدعيمية لصالح أقسام الامتحانات طيلة العام...
ألقى أفراد الدرك الوطني بولاية قسنطينة القبض على 3 أشخاص في قضية اعتداء على شاب بالسلاح الأبيض في حي بوالصوف، حيث انتشر مقطع فيديو للجريمة بشبكات...
أنجزنا - الخيش والخياشة - بإمكانيات أعضاء الفرقة
توجت الفرقة المسرحية «ملائكة الخشبة» مؤخرا بالجائزة الأولى لمهرجان الإسكندرية، و هذا بفضل أو عرض لمسرحيتها “الخيش والخياشة” خارج الوطن وهو سادس تتويج للعمل منذ بداية عرضه سنة 2019، حيث كانت البداية بجائزة رئيس الجمهورية “علي معاشي” للمبدعين الشباب سنة 2022، وهو إنجاز يثمن الجهد الذي استثمر في إنجاز المسرحية كما يؤكده مخرجها الفنان فارس عبد الكريم في هذا الحوار مع النصر.
فارس عبد الكريم ممثل و مخرج مسرحي، خريج قسم الفنون بجامعة وهران، متحصل على شهادة ليسانس في فنون العرض وماستر 2 في الإخراج المسرحي، عضو بفرقة “ملائكة الخشبة”، و أمين عام للجمعية الثقافية “قطار الفن وهران”، كانت بداياته عصامية في التكوين المسرحي، قبل أن يلتحق سنة 2015 بالجامعة.
النصر: عرفنا أكثر بالفرقة الفنية التي تنتمي إليها والتي أبدعت في إنجاز هذا العرض الناجح؟
فارس عبد الكريم: فرقة ملائكة الخشبة، هي فرقة مسرحية هاوية بوهران، كانت بدايتها في أكتوبر2013، وقد أسس أعضائها الجمعية الثقافية قطار الفن، في فيفري 2021. من أعمالنا مسرحية «الوحل»سنة 2013 من تأليف بلكروي محمد وإخراج و سينوغرافيا يوسف قواسمي، ثم مسرحية «الأرنب و القنفذ» وهي موجهة للأطفال، و كانت مع التعاونية الثقافية ابن سينا، كتب نصها بلكروي عبد القادر وأخرجها سينوغرافيا يوسف قواسمي.
في 2018، أنجزنا مسرحية الحراز، في إطار مسرح الشارع بالتعاون مع المسرح الجهوي لوهران، نص العمل من التراث الشعبي و قد أخرجته ليلى توشي، ثم بعدها بسنة جاءت «الخيش والخياشة»، إلى جانب عمل آخر هو أوبيرات « ذكرهم يا تاريخ « مع مديرية الثقافة لولاية وهران، من تأليف عبد الله طموح و إخراجي رفقة يوسف قواسمي، و في 2021 شاركنا في مسرحية «شهيد الساعات الأخيرة» مع تعاونية إكرام للفن و المسرح، وهو عرض من تأليف عابد بوخبزة وإخراج يوسف قواسمي.
حدثنا عن مشاركتكم في مهرجان الإسكندرية كيف تم ذلك، و على أي أساس اخترتكم مسرحية « الخيش و الخياشة» لدخول المنافسة؟
ـ الفكرة تبلورت بعد أن أرسل إلينا صديقنا من مسرح العلمة منشورا عن المهرجان، فوجدنا أن مضمونه يتوافق مع عملنا «الخيش والخياشة» أي مسرح بلا إنتاج فقررنا المشاركة وكانت النتيجة إيجابية بفوزنا بالجائزة الأولى في صنف «الحلول الخلاقة».
هي أول مشاركة لكم خارج الوطن، فهل كان الأمر صعبا؟
ـ نعم هي أول مشاركة لنا خارج الوطن، وفعلا لم يكن الأمر سهلا بسبب المشكل المادي وعدم توفر ثمن تذاكر السفر، حينها نشرنا هذا الإشكال عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكان ذلك مفيد، كما جاءنا رد إيجابي من وزارة الثقافة والفنون حيث حرصت الوزيرة صورية مولوجي شخصيا على التنسيق مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي التي تكفلت بتذاكر السفر.
ما الذي ميز العرض فنيا و تقنيا و جعله يحظى بالإشادة و التتويج؟
ـ العمل يتماشى مع فلسفة المهرجان «مسرح بلا إنتاج» فمسرحيتنا أنجزت بإمكانيات أعضاء الفرقة دون دعم من أية جهة، وحتى على مستوى الشكل، فإن الفرقة تعمل كثيرا على «الفضاء الفارغ» أي الاستثمار في الممثل والاستغناء عن الديكور، ولذلك حصلنا على جائزة صنف «الحلول الخلاقة»، لأننا وجدنا حلولا لعرضنا وبناء مشاهد تعتمد فقط على قدرات الممثل، وهي تقنيات تسمح للمتلقي بأن يطلق العنان لخياله ويندمج مع الأداء.
ما معنى الخيش و الخياشة؟
ـ الخيش هو نوع من النسيج نجده في شكل أكياس كبيرة تعبأ فيها القهوة، وقد قمنا بشرائها وخياطة ملابسنا منها أما الخياشة، فهي كلمة متداولة في وهران، وتعني الأشخاص السلبيين ذوي السلوكيات المنحرفة.
أما عن مضمون المسرحية، فهي قصة عن أربعة شبان يروون مغامراتهم في فترة مزاولتهم للدراسة خلال الطور الثانوي، ثلاث شخصيات من بينهم سلبية، أما الرابع فإنسان إيجابي وهو المدعو «حميدة»، وهي شخصيات من الطبقة البسيطة وذلك اخترنا الخيش للملابس.
قصة حميدة مليئة بالمغامرات و الأحداث فهي مثال مصغر تأثير الصداقة، فإما أن تكون بناءة أو أن يكون الصاحب ساحبا فيجر غيره إلى الانحراف، و المسرحية بالعموم اجتماعية كوميدية تحاكي الواقع.
ما هي أكثر العراقيل التي صادفتكم خلال إنجاز العمل ؟
ـ أنتجت المسرحية سنة 2019، وقمت أنا بالإخراج و السينوغرافيا وكانت أول تجربة لي، خضتها و أنا أحضر لماستر2، في الفنون الدرامية، أما إعداد النص فعبد الفتاح قدور إبراهيم و أدى الأدوار كل من يوسف قواسمي و محمد بلكروي و بن مكي إلياس ودحة إبراهيم الخليل و شراك بوشيبة غازي كمساعد مخرج، وقد كان أبرز عائق صادفنا هو عدم امتلاكنا لمقر للجمعية لأجل التدريبات وهو مشكل لا يزال مروحا إلى غاية اليوم، رغم النداءات والطلبات، فأغلب تدريباتنا كانت في الحدائق وما بين الجامعة ودار الشباب والمسرح الجهوي.
هل هي أول تجربة لكم في مهرجان مسرحي ؟
ـ في أول عرض لهذا العمل سنة 2019، أبهرنا تجاوب الجمهور و أقترح علينا أحدهم حينها، أن نشارك في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، وفعلا شاركنا وتحصلنا على الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل في الطبعة 52 من المهرجان، ثم توالت التتويجات حيث نالت الفرقة الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل «الونشريس الذهبي» في الطبعة 02 من الأيام الوطنية للمسرح الملتزم بتيسمسيلت2021، وفي السنة نفسها، توجنا مرتين أولا بـ «البرنوس الذهبي» وهي الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل في دورة المرحوم «موسى لكروت « في إطار الطبعة 13 من الأيام الوطنية لمسرح مكرة بسيدي بلعباس، وثانيا بجائزة أحسن نص و أحسن إخراج في الدورة الأولى للأيام الوطنية «فتيحة بربار» لمسرح الشباب ببومرداس، وفي السنة الجارية كان التتويج مميزا بجائزة رئيس الجمهورية «علي معاشي» للمبدعين الشباب الطبعة 2022، والجائزة الأولى «الحلول الخلاقة» في المهرجان الدولي للمسرح بلا إنتاج بالإسكندرية، وبعد هذا الحصاد تستعد الفرقة للقيام بجولة عبر الوطن لتمكين الجمهور من مشاهدة «الخيش والخياشة».
بعيدا عن الجانب المادي بماذا أفادتكم المشاركة في المهرجانات؟
ـ المهرجانات فرصة للاحتكاك مع فرق أخرى، حيث يستفيد الممثل، من مشاهدة العروض وحضور الورشات و الندوات، لذا تعد محطة تكوينية، و بالنظر إلى المبادرات التي تقوم بها وزارة الثقافة والفنون والسلطات العليا للبلاد حاليا، فإن الجزائر ستشهد قفزة نوعية في مجال الفنون و المسرح بفضل الحركية المتزايدة في الساحة الفنية.
ما هو جديدكم ؟
ـ هناك مشاريع قادمة، سنعيد بعث مسرحية للأطفال بعنوان “الأرنب و القنفد” من تأليف عبد القادر بلكروي و إخراج يوسف قواسمي، وهناك أيضا مشروع ثان للأطفال عنوانه “هاري فاري و الألوان”.
قبل أن أختم أريد أن أغتنم الفرصة لأوصي الشباب الراغبين بممارسة المسرح، بدخول المجال عن قناعة وصدق لأنه مفتاح النجاح.
بن ودان خيرة