أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
الجزائر ستواصل جهودها حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن الجزائر التي جعلت من القضية الفلسطينية شغلها الشاغل ستواصل جهودها ومساعيها، وستكرر المحاولة تلو الأخرى حتى يقوم مجلس الأمن الدولي بتحمل المسؤوليات المنوطة به اتجاه الشعب الفلسطيني كاملة غير محتشمة وغير مترددة وغير مبتورة، ودعا الدول العربية إلى الارتقاء بالموقف العربي جرأة وشجاعة.
جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس من القاهرة حيث يشارك في أشغال الدورة الـ 161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، التأكيد على الموقف المبدئي والثابت للجزائر من قضية الشعب الفلسطيني والجهود التي تبذلها من أجل وقف حمام الدم في غزة، وقال في كلمة له أمام وزراء الخارجية العرب إنه وبتعليمات صارمة من رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، فإن «الجزائر التي جعلت من القضية الفلسطينية شُغْلَها الشَّاغِل وعُنوان جميع تحركاتها منذ انضمامها لمجلس الأمن، ستواصل جهودها ومساعيها، وستكرر المحاولة تلو المحاولة، حتى يقوم هذا المجلس بتحمل المسؤوليات المنوطة به تجاه الشعب الفلسطيني كاملةً غير محتشمة، وغير مترددة، وغير مبتورة».
وحدد عطاف في ذات الكلمة أمام نظرائه العرب الأوليات الواجب القيام بها بصورة مستعجلة لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة التي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة والإجرام منذ خمسة أشهر، وفي هذا الصدد شدد على أن المرحلة الراهنة تقتضي إجراء تقييم موضوعي لمدى استجابة الجامعة العربية لاستنجادات واستغاثات الأشقاء الفلسطينيين ومدى وفائها بالتزاماتها التاريخية اتجاههم لا سيما وهم يواجهون نكبة أخرى بعد النكبة التاريخية.
فأضعف الإيمان أولا- يقول عطاف- هو «الارتقاء بالموقف العربي جُرأةً وشجاعةً وإقداما»، حتى يكون في مستوى التضحيات الجسام والصمود الأسطوري لأهلنا في قطاع غزة، وثانيا استعادة الموقف العربي لدوره الريادي في الدفاع عن القضية المركزية لأمتنا العربية والإسلامية، حتى تَحْذُوَ حَذْوَهُ بقية المجموعة الدولية التي تعتبر موقفنا بمثابة بوصلةٍ تَحْتَكِمُ إليها وتستأنس بها.
وفي المقام الثالث دعا عطاف إلى تثبيت الموقف العربي تجاه المحتل الإسرائيلي دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً مثلما بادر بذلك الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة، حتى نستدرك ما فاتنا من خطوات ومبادرات من شأنها حشد الضغط الدولي في مواجهة العدوان الإسرائيلي الهمجي وما خَلَّفَهُ من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وانطلاقا مما سبق يشدد وزيرنا للشؤون الخارجية على أن المستوى الأول من الأولويات يحتم على الجامعة العربية «إجراءات عملية وتكثيفَ جهودنا الجماعية من أجل وقف حمام الدم والإبادة الجماعية، ووضع حَدٍّ للجرائم متعددة الأنواع والأصناف التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة».
ويتمثل المستوى الثاني من الأولويات التي يقع على الجامعة العربية الدفع بها اليوم قبل الغد في ضرورة بل حتمية المساهمة الفعلية في هدم جدار الحصانة الذي طالما احتمى به الاحتلال، وانتفع في ظله بنظام خاص من التفضيلات والتمييزات والاستثناءات تنطبق عليه دون غيره.
وبخصوص هذه النقطة شدد، أحمد عطاف، على أن الجزائر ترحب أيما ترحيب بالزخم الذي ولَّدته مختلف المبادرات المتخذة من لدن الدول الشقيقة والصديقة على مستوى الهيئات القضائية الدولية، كما تؤيد ضرورة التحرك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار إجراء عقابي بتجميد عضوية إسرائيل، استلهاماً من التدابير التاريخية التي اتخذتها المنظمة الأممية تجاه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى يوم زواله واندثاره.
أما المستوى الثالث والأخير من الأوليات فيرتبط بضرورة تعزيز أفق الحل السياسي ودحض ما يتم الترويج له حاضراً من قبل الاحتلال الإسرائيلي حول «مستقبل غزة»، مشددا على أنه في وجه الأطروحات الإسرائيلية التي يتم التسويق لها تحت عنوان «غزة ما بعد الحرب»، فإن الجزائر تعتقد بكل صدق وأمانة بأن الموقف العربي يجب أن يؤكد على ثلاثة ثوابت وضوابط أساسية لا مناص منها، وهي لا مستقبل لغزة غير ذلك الذي يحدده الفلسطينيون أنفسهم.
ومن هذا المنظور يشدد المتحدث على استقلالية القرار الفلسطيني، وأن تُحترم الإرادة الفلسطينية، وأن يحترم الحق الفلسطيني.
وثانيا أن مستقبل غزة ليس ذلك الذي يريد الاحتلال رسمه على مقاسه وعلى شكل يريحه ويخضعه لتدابير لا تخدمه إلا هو، فمستقبل غزة هو ذلك الذي يستند إلى الشرعية الدولية ويعجل بإحياء مسار السلام الشامل والعادل والنهائي للصراع العربي- الإسرائيلي ويستجيب للمطلب الوطني للشعب الفلسطيني.
وأخيرا لا مستقبل لغزة إلاَّ في حضن الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وتكريسا لكل هذه القناعات دعا عطاف باسم الجزائر إلى مباشرة الإجراءات الضرورية لتمكين دولة فلسطين الشقيقة من الحصول على العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذا التوجه لم يعد مطلباً محصوراً في النطاق الفلسطيني أو العربي فحسب، بل تعدى ذلك بكثير بعد أن تبنته كل من حركة عدم الانحياز ومنظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وفي الختام نبه وزيرنا للشؤون الخارجية إلى أن حجم المسؤولية الملقاة على الدول العربية كبير كبر واجباتهم لنصرة أشقائهم الفلسطينيين لأنهم أصحاب حقٍ راسخ، وحُماة قضيةٍ عادلة، وحَفَظَةُ مشروعٍ وطني شرعي ومشروع، معربا عن ثقته ويقينه بأنه سيجد لا محالة طريقه إلى النفاذ مَهْمَا الْتَوَتْ الطُرُق، ومهما تعددت العقبات والعراقيل، ومهما تعاظم كَيْدُ الكائدين ومَكْر الماكرين.
وعلى هامش مشاركته في الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري كانت لرئيس الدبلوماسية الجزائرية عدة لقاءات مع نظرائه العرب، حيث عقد لقاءات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، و أطلع هذا الأخير على الجهود التي تبذلها الجزائر من موقعها في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف إطلاق نار دائم في غزة ومعاجلة الوضع الإنساني الكارثي الذي خلفه العدوان الصهيوني عليها.
كما التقى أيضا بالقاهرة كل من وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، ووزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك.
إلياس -ب