التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
غاب يشار كمال تماما. أخرجه الموت من النسيان وكانت حملة معادية ودعوى قضائية حرّكتها السلطات قد أعادتاه إلى الواجهة قبل سنوات ليس ككاتب كبير ولكن كمحرّض على الانفصال بسبب تعاطف معلن مع الأكراد المفرّقين بين ريّاح العالم.
خرج يشار كمال من العالم بمجد أقلّ، لتوجه يساري رفض العدول عنه رغم الإغواءات الغربية. رفض ارتداء نفس القبعة التي ارتداها باسترناك (في الموضوع المترجم في هذا العدد نرى كيف طرد عميلا للمخابرات الأمريكية أراد مقايضته بالشهرة مقابل ترك حزب العمال) وواصل حياته الحافلة على النحو الذي ارتضاه. لم يفز بجائزة نوبل التي فاز بها أورهان باموك غربيّ الهوى المغضوب عليه تركيّا، أيضا، لنقده الإرث الامبراطوري، واكتفى بالمجد الذي حصّله من قرائه في كل اللغات ، هو الذي لم يكن يكتب للناس ولا لنفسه بل كان يكتب فحسب.
وبالطبع فإن هذا الكاتب من سلالة الكتّاب الذين رفضوا خدمات ما بعد الانشقاق التي كانت توفرها الآلة الدعائية الغربية لكتّاب الشرق الهاربين من الجحيم إلى الجنة. دعاية كان يمكن أن تكون كرما يُشكر صاحبه عليه لو راعت القيمة الأدبيّة وليس الصدى السياسي.
ويبدو أن هذه الآلة لا زالت تشتغل في بعض الدول الأوروبية كما هو الشأن في فرنسا، لكن مع تغيير في الجغرافيا المستهدفة، حيث تم استبدال الشيوعيين التائبين بالمسلمين الطامحين إلى “الردّة”، ويفضّل أن يكون الكاتب قادما من بلد في قلب استقطاب جيوسياسي و نزاعات دموية، تخدم صرخته الحركة الديبلوماسية والنوايا الخفية للدولة المانحة للمجد. ولم يعد خافيا في الأوساط الثقافية أن “الإبداعات العظيمة” للكتاب الفارين من موت محتوم أو سجن مؤكد يتولاها بالرعاية “أقنان” دور النشر الموكلين بترجمة بعض المقاصد إلى روايات.
وتقدم سيرة يشار كمال درسا لكتّاب عالمنا المستهدفين بالمجد المزيف والحب غير المؤكد، فالرجل الذي عاش حياة تحاكي في مأساويتها الأساطير، قاوم إكراهات الداخل ومحاولات الهيمنة “الامبريالية” في نفس الوقت، دون أن يسقط في التطرف الايديولوجي أو القومي، إذ ورغم التزامه بخط نضاله السياسي ظل ينادي باحترام الحريات والتعدد الثقافي الذي يصب في نهر الثقافة الكونية.
سليم بوفنداسة