كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
قام السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي...
علمت وكالة الأنباء الجزائرية من مصادر مقربة من الوفود المتواجدة بلشبونة أن الوفد الجزائري برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية...
* تعديل وراثي للنباتات لتكييفها مع المناخبلغ مركز البحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، مراحل متقدمة ومبهرة في أبحاث علمية...
انخرطت وسائل إعلام وطنية، مرّة أخرى، في “حرب سياسية” لم تفصح بعد عن كل أسرارها حتى و إن خرجت بعض طلائع الجنود إلى الساحة، جنود قدامى خسروا في كل الاستحقاقات السياسية و لم يجدوا في تقاعدهم الذهبي من تسلية سوى إطلاق النيران المتقاطعة في الصحف، ولم يجدوا من قضية يثيرونها سوى قصة الملياردير الذي اشترى صحيفة.
وبقدر ما تكشف هذه القضية عن بؤس الساحة السياسية في البلاد، بقدر ما تقدم معاينة مؤلمة لوضعية صحافة انصرفت منذ تأسيسها إلى خدمة أغراض أطراف متصارعة، ويذكر الذين عاشوا سنوات الدم في الجزائر أن الصحافة كانت طرفا في الحرب الأهلية، بداية من دعوة بعض عناوينها إلى إلغاء المسار الانتخابي، وانخراطها في حملة كراهية بين الجزائريين ومرورا بحملتها على الرئيس السابق ليامين زروال ومستشاره، ولازال بعض “أبطال الحملة” يفتخرون إلى اليوم بحسن صنيعهم ويسردون على تلاميذهم كيف أطاحوا بالجنرالين من رئاسة الجمهورية، حتى وإن كان جميع الجزائريين يعرفون الظروف التي دفعت الرئيس السابق إلى رمي المنشفة، كما يذكر الذين عاشوا تلك المرحلة أن صحافيين حملوا السلاح، و منهم من كانوا يتعمدون إظهار مسدساتهم وتدويرها فوق أصابعهم متشبهين بنجوم أفلام الويستيرن، بل ومنهم من أشهروا السلاح في وجوه زملائهم في قاعات التحرير.
حين وضعت الحرب الأهلية أوزارها ، تحوّل بعض أصحاب الصحف إلى أثرياء وتغيرت أحوالهم وصار بإمكانهم بناء فيلات فخمة وشراء عقارات على الضفة الأخرى للبحر المتوسط، بعد أن راكموا الملايير على حساب صحافيين يتم استعبادهم وينطفئون في عز شبابهم بالسكري والضغط الدموي، بالفقر والتشرد في فنادق العاصمة ومراقدها الرخيصة. وكم من صحفي اكتشف أنه غير مؤمّن بعد سنوات طويلة من الخدمة، وكم من صحفي سُرّح لأنه طالب بحق أو ناقش من لا تجوز مناقشته، ويشهد الذين اشتغلوا طويلا في المهنة أن أكـثـر الناس مهنية يغادرون الصحافة فقراء، وفيهم من هجروها باكرا بعدما اكتشفوا النواميس المشؤومة التي تتحكم فيها، كما يشهدون بأن الكثير من الناشرين والمساهمين الذين آلت إليهم ريوع الصحافة لم يحصلوا من العلم إلا النزر القليل، بل من النادر أن تجد بينهم ناشرا حاز على البكالوريا!
و الأمرّ من ذلك أن الكثير من الناشرين و «كوادر الصحف» ظلوا يتظاهرون لسنوات طويلة أنهم سفراء فوق العادة لجهات مستترة ونافذة و أنهم لا يمارسون الصحافة فقط، ولكنهم يتحكمون في المصائر بموجب مهام خطيرة أسندتها لهم الأشباح.
هذه المعاينة القاسية قد تفسر انحراف الصحافة عن ممارسة الصحافة، وانصرافها إلى الصراعات السياسية وخدمة مصالح أشخاص ولوبيات وانخراطها حتى في أجندات تضرّ بمصالح البلاد، كالدفاع عن سياسات دول معادية أو الانتصار لسفراء يطلقون تصريحات خارجة عن مهامهم الدبلوماسية.
المعاينة تؤكد أيضا أن أحد أسباب محنة الصحافة هو إسناد إدارتها لغير أهلها و تتحمل مسؤولية ذلك السلطات العمومية التي تركت المهنة بدون ضبط لأزيد من عقدين والمهنيين الذين صبروا على هذا الوضع، ولم يقدموا ما يغيّر حالهم، ويغيّر وضع الصحافة الجزائرية.
فهل يعرف كل هذا أبناء المهنة الجدد الذين زُجّ بهم في معركة لا تعنيهم، فخرجوا يصرخون «لن نركع» مع أن وضعيتهم أسوأ من الركوع!
النصر