أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
لم تكن المرجعية الدينية الجزائرية في أي وقت من الأوقات محل جدال أو نقاش أو تشكيك على مدى عقود طويلة من الزمن، لكن تنظيمات متطرفة حاولت وتحاول في السنوات الأخيرة التأثير عليها مستغلة بعض الظروف السياسية والأمنية الدولية و الإقليمية المضطربة، والحسابات الجيوستراتيجية المعقدة.
لقد ورث الجزائريون الإسلام الأندلسي.. إسلام التسامح والتفتح .. وتناقلوه أبا عن جد.. بكل بساطته وسماحته، ولم يكن يوما ما موضوعا للجدال والنقاش، أو مثارا لخلافات وخصومات.. حتى جاءت تنظيمات متطرفة، تحاول في السنوات الأخيرة التأثير على هذا الإسلام الذي جمع الجزائريين في تعايش قل نظيره لعدة قرون.
وقبل هذا نشير أيضا أن تنظيمات متطرفة مشابهة حاولت في بداية ثمانينيات القرن الماضي جلب إسلام جديد للجزائريين، في وقت كانت فيه أحداث تقع على بعد آلاف الكيلومترات عن بلادنا.. هناك في إيران وأفغانستان.
و اليوم وفي ظل ظروف ومعطيات سياسية جديدة، و تحديات أمنية جديدة تعرفها المنطقة العربية و العالم الإسلامي بوجه عام تحاول بعض التنظيمات الدينية المتطرفة، من هنا ومن هناك، التأثير على المرجعية الدينية للجزائريين والمس بها، لأغراض سياسية تدميرية باتت واضحة للجميع.
ويحاول أصحاب التزمت وتجار الدين إفهام الجزائريين أنه بالإمكان لهم اعتناق دين آخر، أو التعاطي مع الدين الإسلامي بأسلوب آخر غير الأسلوب البسيط الصحيح الذي ألفوه منذ قرون، وصار يبدو خطر هذه الجماعات المتطرفة واقعا ملموسا، بالنظر لما فعلوه في شباب مجتمعات أخرى، أصبحوا يفسرون الدين كما يحلو لهم، ويترجمونه كما يحلو لمنظرين مختفين وراء الستار.
و لما يتحدث وزير الشؤون الدينية و الأوقاف عن شبكات استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيكها في بعض الولايات، أو تلك التي تنشط على الشبكة العنكبوتية، وعن مشروع قانون لتحصين المرجعية الدينية للجزائريين وصون إسلامهم، فإن هذا يعني أن الخطر قائم حقيقة واليقظة مطلوبة.
و الواقع يقول أن خطر التطرف والتزمت لا يأتي من جهة واحدة كما قد يعتقد البعض، و إن كانت الدعوة إلى التشيع مثلا غريبة بحق عن المجتمع الجزائري وغير مقبولة، وقد لا يهضمها الكثيرون، لكن بعض الجماعات السنية المتطرفة - التي فهمت الإسلام فهما خاصا كما يحلو للذين يقفون وراءها - لا تقل هي الأخرى خطرا على مرجعتينا الدينية.
فقد عرف المجتمع الجزائري بارتباطه المتين بالإسلام الذي يعرفه وتربى عليه والذي ورثه عن أجداده، و قد ترى بعض الشعوب الشقيقة المسلمة مثلنا أن علاقة الإنسان الجزائري بالإسلام قوية جدا وخاصة، على خلاف ما هو موجود في المشرق العربي، لكن الإسلام الجزائري كما نعرفه لم يكن يوما ما موضوعا لتطرف ديني، أو محلا لاستغلال فئوي مريب، أو استغلال سياسوي مرتبط بقوى خارجية مشبوهة، بل يظل متوقفا على العلاقة بين الفرد وربه بغض النظر عن طبيعة هذه العلاقة وحدتها.
ولم يكن الإسلام عندنا أيضا يوما ما محل فتن أو صراع سياسي طائفي كما هو موجود اليوم في دول شقيقة للأسف، ولم يتسبب في التطاحن والتناحر والتدمير الممنهج كما نراه في دول أخرى.
و يبقى أن نشير أن حماية هذا الإسلام المعتدل، السمح المتفتح لا تقتصر فقط على دور مؤسسات الدولة بل هي أيضا مهمة النخب المثقفة برمتها ومهمة المجتمع بكامله، إن هو أراد فعلا تجنب الصراع المذهبي والطائفي المدمر، وصيانة المرجعية الدينية لن تتم سوى بمزيد من التفتح، والدراسة والبحث، والطريقة البيداغوجية المثلى لتفسير القرآن وتعاليم الدين.
النصر