التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
تدخل الأحزاب السياسية بمختلف مشاربها وألوانها عند كل موعد انتخابي مرحلة اختبار حقيقي ليس فقط كي تعرف مدى الشعبية التي تتمتع بها في أوساط الناس، بل أيضا لقياس مدى تماسكها وتوفرها على مناعة حقيقية تجعل منها أحزابا حقيقية بالمقاييس المتعارف عليها، وليس مجرد تجمعات لمغامرين أو باحثين عن مجد ما.
تبدو الكثير من الأحزاب السياسية عندنا كأنها كذلك إلى غاية المواعيد الانتخابية، فنرى ونسمع أشياء غير عادية تحدث بداخلها في خضم السباق المحموم نحو أرائك البرلمان والمجالس الأخرى، فتسمع عن انشقاقات كبيرة في هذا الحزب ومعارك في الحزب الفلاني، وانسحابات بالجملة من حزب ثالث، وغيرها من الظواهر التي كانت خامدة في الأوقات العادية لكنها تطفو بمجرد الإعلان عن موعد الاستحقاقات الانتخابية.
ويصل الأمر إلى حد التعارك بالأيدي والكراسي وغيرها من أجل مقاعد البرلمان والمجالس المحلية الأخرى، هذا دون الحديث عن الحروب السرية التي تدور في الكواليس من قبيل النميمة والضرب تحت الحزام، والرشاوي وشراء وبيع الذمم، وتشويه سمعة الغير، كما تزيد جرعة النفاق بقوة في مثل هذه المناسبات لأن الكثيرين يعتقدون أن السياسة هي مجرد نفاق في نهاية الأمر.
وقد ترى مناضلا شرسا في حزب ما، قضى سنوات وعقود فيه ثم خلال فترة الانتخابات وفي أول اختبار يترك الحزب ويتخلى عن المبادئ التي دافع من أجلها ويلتحق بحزب صغير أو لا يكاد يذكر فقط من أجل الظفر بمقعد في المجلس الشعبي الوطني.
والأمثلة عما سبق ذكره كثيرة ومتعددة، و الإطلاع عليها يتطلب فقط متابعة يومية لمجريات التحضير للانتخابات التشريعية وغيرها، وهي متابعة كافية للوقوف على مدى التفكك الذي وصلت إليه بعض الأحزاب وابتعادها كل البعد عن التعريف الحقيقي للحزب السياسي.
وقد نجد مثل هذه الظواهر في الأحزاب الكبيرة العريقة كما في الأحزاب الصغيرة حديثة النشأة فقط لأن النضال السياسي أصبح مجرد ترقب فرص للانتفاع على حساب الحزب ومناضليه أو المنتمين إليه.
والظاهرة طغت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لأن الترشح لمناصب المسؤولية الانتخابية باسم أي حزب لم يعد يخضع لمقاييس معروفة ومتفق عليها كما كانت الحال في أوقات سابقة، فمثلا كان في السابق المناضل حديث العهد بالانتماء الحزبي لا يجرؤ على الترشح لانتخابات البرلمان لأنه يعلم أن المعايير الموضوعة لا تسمح له بذلك، و أن الأمر يتطلب منه سنوات من الأقدمية والتجربة.
لكن الوضع حاليا لم يعد كذلك بما أن بعض مسؤولي الأحزاب داسوا على كل المعايير و المقاييس وأصبحوا يفرضون ذوي القربى، و أصحاب الوجاهة والنفوذ والمصالح على حساب المناضلين الحقيقيين.
عندها صار التمرد قاعدة أساسية داخل هذه الأحزاب ولم يعد أي ضابط يحكم النضال داخل حزب معين، بل صارت المصالح هي المتحكم الأول والمعيار الأساسي.
وعندما صار ينظر إلى منصب عضو البرلمان على أنه مجرد ضمان لتقاعد مريح وراتب مغر وفير ليس أكثر فلا تنتظر من المنتمين الآخرين لمثل هذا النوع من الأحزاب أن يصفقوا، بل كل واحد منهم يبحث عن ضالته ولن يتوانوا في ترك الحزب الذي قضوا فيه سنوات، بل ويطعنوا فيه لمجرد أن يوضع على رأس قائمة في حزب آخر.
النصر