تهدد حياة مستعمليها دون استشارة طبية

أدوية السكري.. وسيلة جديدة للتخلص من الوزن الزائد
يلجأ مؤخرا، عدد كبير من الأشخاص، و النساء تحديدا، للاعتماد على بعض الأدوية الكيميائية من أجل التخلص من الوزن الزائد، تتصدرها أدوية مرض السكري التي تهدد الأصحاء بالإصابة بهذا الداء المزمن ، مع تضاعف خطر الإصابة بالنوبات القلبية و العصبية.
التخلص من الوزن الزائد، يعد بالنسبة للبعض مشكلا كبيرا يؤرقهم، خاصة مع استنفاذ كافة الطرق و الوسائل المعروفة للتخلص منه في وقت قصير، و هو ما يدفع بهم للبحث عن بدائل أكثر فعالية و أكثر سرعة، و ربما يعتبر ارتفاع أسعار بعض الأدوية المعروفة عالميا عائقا بالنسبة للبعض، ما جعلهم يفضلون حلولا أقل تكلفة، في مقدمتها أدوية مرض السكري التي يقال بأنها تعطي شعورا بالشبع و تقوم بحرق السكر في الجسم.
حاولنا التحري عن الموضوع ، بعد أن شاع استعمال أحد الأدوية في أوساط النساء بشكل خاص، و يتعلق الأمر بدواء “غلوكوفاج” الخاص بمرضى السكري من النوع الثاني، و يعتبر الاسم التجاري لدواء “ميتفورمين” الذي يستخدم لخفض مستوى السكر في الدم، و يحمل العديد من الأسماء التجارية مثل “ديافاج”، “ميتفورال”، “غلوكوفيج”، “دياميت”، و يباع على شكل أقراص من 500 ملغ، 850 ملغ و 1000 ملغ.
“الغلوكوفاج” يجتاح قاعات الرياضة النسوية
انتشر استخدام دواء “الغلوكوفاج” في الآونة الأخيرة بين النساء، و يتم تداوله على نطاق واسع خاصة بين من يرتدن على قاعات الرياضة النسائية، أين تنصح الكثيرات رفيقاتهن بتناوله ، و يشرن إلى تجارب سابقة لنساء تخلصن من الوزن الزائد في وقت قياسي، حسب صاحبة قاعة للرياضة بالجزائر العاصمة، و تؤكد بأن إحدى زبوناتها تناولته و انخفض وزنها بشكل رهيب، ما شجعها على تناوله هي الأخرى، و جعلها تنصح من تبحث عن القوام الرشيق بهذا الدواء و تثني على فعاليته السريعة و سعره المعقول، مقارنة بأدوية التنحيف المستوردة التي تبقى أسعارها غالية.
نجود واحدة ممن تعاطين “الجلوكوفاج”، و خسرت أكثر من 25 كلغ في وقت قصير، قالت للنصر بأن إحدى صديقاتها نصحتها بتناوله، فلم تستشر الطبيب و تناولته مباشرة، و بمجرد توقفها عن تناول الدواء، بدأت تشعر بتغيرات في جسمها كالإحساس بالوهن و الدوران و الدوخة و تسارع نبضات القلب، ما جعلها تلجأ إلى طبيب، فاتضح أن البنكرياس أصيب بالخمول و بات عاجزا عن إفراز هرمون الأنسولين الذي يحتاجه جسمها، مما فرض عليها تناول “الجلوكوفاج” بشكل دائم، لأنها  أصيبت بداء السكري بسبب سلوك خاطئ ، كما قالت.
مختصون يحذرون من تناول الأدوية دون استشارة طبية
تحذر أخصائية الأيض و التغذية الدكتورة نسيمة بوصيود نسيمة، من خطر تناول الأصحاء للأدوية دون استشارة الطبيب عموما، و كذا من اللجوء لأدوية السكري من أجل إنقاص الوزن بشكل خاص، لما قد تخلفه من أضرار صحية جسيمة، كالإسهال في مرحلة الأولى،  قد ينجر عن ذلك أعراض جانبية أكثر خطورة، كنقص الفيتامين” ب 12”، و مشاكل على مستوى الكلى.
و تشير الدكتورة إلى أن تناول مرضى السكري ل “الغلوكافاج” يؤدي إلى  استقرار وزنهم أو انخفاض في الوزن لا يتجاوز  10بالمئة، محذرة من خطر تناوله دون وصفة طبية أو تجاوز الجرعات التي ينصح بها الأخصائي ، لأن ذلك يزيد من خطر الأعراض الجانبية، دون زيادة الفعالية المرجوة ، كما عبرت المتحدثة.
بالنسبة لأدوية التخسيس التي تباع في محلات العطارة و إن كانت باهظة الثمن، ترى الدكتورة بوصيود بأنها عبارة عن مواد كيميائية تباع على أساس أنها وصفات طبيعية، تؤدي إلى زيادة عمل الهرمونات، و ظهور أعراض جانبية كتسارع نبضات القلب و الإحساس بالإجهاد و الإرهاق، كما أكدت لنا بعض من تناولن أدوية التخسيس التي قد يصل سعرها إلى 10 آلاف دينار جزائري.
في حين أشار أطباء السكري إلى احتمال تحول من يتعاطى هذا النوع من الأدوية و هو غير مصاب،  إلى مريض بالسكري بعد أن يصبح جسمه عاجزا عن إنتاج هرمون الأنسولين، مما يستوجب تناول الدواء بشكل دائم.و ينصح الأخصائيون الراغبين في الرشاقة و التخلص من الوزن الزائد، بالاعتماد على الحمية الغذائية الصحية و الرياضة، مع القليل من الإرادة ، و الامتناع عن تناول المواد الكيميائية و الأدوية، دون استشارة طبية، لتجنب ما ينجر عن ذلك  من عواقب وخيمة ، و الابتعاد خصوصا عن الخلطات الكيميائية التي تباع دون وصفات طبية و تتسبب في أعراض جانبية خطيرة، تبدأ بتسارع كبير في نبضات القلب، مثلما أكدت الدكتورة نسيمة بوصيود.                      إ.زياري