مخبزتها الصغيرة سلاحها لمواجهة الصعوبات عبر عقود من الزمن: السيدة حاجي فريدة تصنع الخبز والحلويات لإعالة ثلاث عائلات بأم البواقـي

لم تبق السيدة حاجي فريدة مكتوفة اليدين أمام مرض زوجها وفقر أسرتها و قررت عدم انتظار إعانات المحسنين و الخيرين، بل شمّرت على ساعديها واقتحمت عملا صعبا و منهكا، لكنها تمكنت من البروز و النجاح فيه لحوالي ثلاثة  عقود من الزمن، مستقطبة زبائن أوفياء تعلقوا بما تعرضه من أنواع الخبز و الحلويات و ما تقترحه من خدمات.
السيدة حاجي فتحت قلبها لقراء النصر، قبل أبواب محلها المتواضع المتواجد بحي السعادة رقم 2 ،وسط مدينة أم البواقي، و كشفت لنا بأن ما تجنيه من مشروعها من أموال، تخصصها لإعالة أسرتها التي تضم ابنين شابين أحدهما في ربيعه 30 و الثاني في 36 ، وبناتها الثلاث البالغات من العمر 22 و26 و34 عاما، إلى جانب إعالة أحفادها الثلاثة من ابنها، الذي يعاني هو الآخر من ظروف اجتماعية قاهرة، ناهيك عن التكفل بزوجها الذي يلازم الفراش بمنزل العائلة المتواجد بحي مصطفى بن بوالعيد ، بسبب معاناته من عدة أمراض استعصى علاجها على الطواقم الطبية و على أفراد الأسرة المعدمة.
المتحدثة التي تبدو أكثر نشاطا من سنوات عمرها، أوضحت بأنها قررت اقتحام عالم الشغل، بدل انتظار صدقات المحسنين، و في خريف سنة 1985 حصلت على بطاقة حرفي من دار الصناعات التقليدية والحرف بأم البواقي، و تخصصت في مجال صناعة الحلويات.
و هكذا أصبحت تتفنن في تحضير حلويات بمختلف الأصناف التقليدية و العصرية، لتلبي مختلف الأذواق،فتألقت و اشتهرت كحرفية رغم أنها كانت تمارس نشاطها في البداية بمطبخ سكنها المتواضع، و قررت لاحقا توسعة مشروعها الاستثماري، فخططت لتأجير محل واستقبال زبائنها به، و هاهي تنشط اليوم بمحلها الحالي بحي السعادة، أين تصنع بمفردها طيلة أزيد من عقدين من الزمن، مختلف أصناف الحلويات المنزلية إلى جانب أنواع الخبز، لعرضها للبيع، و قبل ذلك عملت طيلة 10 سنوات كاملة في سكنها الخاص.
وبينت المتحدثة بأن سكان المدينة يقبلون على اقتناء منتجاتها، و لقت الترحيب و الدعم من جيرانها و محيطها عموما، و بالمقابل تواجه صعوبات ، على غرار  ارتفاع تكاليف إيجار المحل، و تكفلها بثلاث أسر كاملة، و حاجتها الماسة لعتاد وتجهيزات تساعدها في عملها اليومي، على غرار فرن كهربائي وآلة عجن وغيرها من اللوازم.                        أحمد ذيب