* نشن حربا دون هوادة على الفساد والانحرافاتأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أن الجزائر قد استكملت اليوم بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة...
أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أحيا سكان ولاية قالمة أمس الجمعة الذكرى 64 للمجزرة الفظيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الفرنسي يوم 6 مارس 1956 بمنطقة البسباسة، ببلدية الدهوارة شرقي قالمة، عندما انتقم من السكان العزل و قتل 356 منهم، في واحدة من أبشع المجازر التي تطال السكان بالقاعدة الشرقية، حاضنة الثورة الخالدة.
تقول المصادر التاريخية بأن المجزرة الدامية كانت بأمر من الجنرال بيجار للثأر من قتلى معركة البطيحة بسوق أهراس، و ملاحقة المجاهدين الذين غنموا ترسانة قوية من الأسلحة كانت بحوزة إحدى كتائب العدو بمنطقة لحنانشة المتاخمة للحدود الشرقية لولاية قالمة.
كانت ملاحقة عنيفة، تحولت في ما بعد إلى انتقام وحشي من السكان الذين لجأ إليهم أفراد جيش التحرير للاستراحة و تخزين الأسلحة المهربة من السرية الثالثة للرماة.
كان قادة العدو يعتقدون بأن السكان تولوا مهمة نقل الأسلحة و إخفائها، مغتنمين فرصة السوق الأسبوعي بمدينة حمام النبائل، و هو أحد أكبر الأسواق الشعبية بالمنطقة، فيه يلتقي الأهالي للبيع و الشراء، و متابعة أخبار الثورة الفتية المتأججة.
كانت القوافل القادمة من سوق حمام النبائل تعبر الأودية و الشعاب، باتجاه مشاتي البسباسة المترامية الأطراف، و لا أحد كان يتوقع أن يتحول هذا اليوم إلى مجزرة و إبادة شاملة لسكان المنطقة.
و كلما وصلت قافلة إلى البسباسة تتعرض للاعتقال، بينما كان النساء و الأطفال محاصرين داخل المنازل المغطاة بالقرميد و الديس.
و قد صدرت الأوامر بقتل كل المعتقلين و المحاصرين داخل المنازل الريفية، و إضرام النار فيها و مصادرة كل الممتلكات، و تحويل المكان إلى ساحة للنار و الدماء، حتى تكون البسباسة عبرة لكل المناطق الحاضنة للثورة بشرق قالمة و غربها و شمالها و جنوبها.
و في غضون ساعات قليلة، قتل جنود العدو 356 مواطنا من أهالي البسباسة و المناطق المجاورة لها، و انبعثت في السماء سحب الدخان الأسود الكثيف، و سقطت حمم القنابل الحارقة من الطائرات التي تملأ الفضاء و تحجب ضوء الشمس، و صرخ طفل بين حضني أمه المغطاة بالدماء، و سقط شيخ كبير بطلقة في الرأس، و مزقت القنابل الأجساد البشرية بلا رحمة، و عم الحزن المكان، في واحدة من أبشع المجازر التي يرتكبها العدو الفرنسي ضد السكان العزل، في إطار مخطط الأرض المحروقة الذي كان يهدف إلى التضييق على الثورة و قطع الإمدادات الشعبية عنها.
و مازالت آثار المجزرة قائمة إلى اليوم، حيث ترقد أجساد الضحايا جنبا إلى جنب بمقبرة البسباسة، و من حولها بقايا الأحياء الذين ظلوا يعانون سنوات طويلة بعد استقلال البلاد، عزلة و فقر و نسيان أطبق على المنطقة عقودا من الزمن، قبل أن تبدأ في التعافي ببرامج اقتصادية و اجتماعية جاءت متأخرة، لكنها تكون قد خففت من وطأة المعاناة الطويلة، التي عاشها سكان أحد أصعب الأقاليم الجبلية النائية بولاية قالمة.
فريد.غ