أشاد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، بالإنجازات التي ما فتئت تحققها...
أعلنت وزارة التربية الوطنية عن إطلاق حملة توعوية وطنية حول مخاطر إدمان الشاشات وتأثيرها على الصحة البدنية والعقلية والنفسية للتلاميذ، بالتعاون مع...
* الرئيس يثني على جهود العمال و يشبه تحدي الإنجاز بتحدي تفجير الثورة * سنجد الحلول لتزويد باقي ولايات الوطن بالمياه الرئيس تبون يدشن مصنع تحلية مياه البحر «فوكة...
* الجزائر تخطو اليوم خطوات نحو ضمان الأمن المائي أكد خبراء اقتصاديون، أمس، أن مصانع تحلية مياه البحر الجديدة، تعتبر مكسبا كبيرا في إطار تعزيز الأمن...
تهيمن الحيرة على عديد الأسر الجزائرية لتدبر مبلغ شراء أضحية العيد، في ظل غلاء الأسعار من جهة، و توقف الكثيرين عن العمل، نتيجة انتشار فيروس كورونا من جهة ثانية، ما يحرم الكثيرين من إقامة شعيرة، لطالما التزموا بها في المواسم الفارطة.
يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في الجزائر، و تتواصل معه الأزمات المادية التي لحقت بعدد كبير من الأسر التي كانت تعتمد في عيشها على دخل يومي، توقف بسبب توقف نشاطات كثيرة بفعل الجائحة، لتجد نفسها تعيش «تحت عتبة الفقر»، ما عدا مصروف صغير من «البريكولاج»، لعله يكفي لتوفير لقمة العيش.
عيد في زمن البطالة
بدأ العد التنازلي لحلول عيد الأضحى، و وجد الكثير من أرباب الأسر أنفسهم مجبرين على مواجهة الوضع، «أكون أو لا أكون» قال سفيان، رب أسرة و أب لطفلين، توقف عن عمله اليومي في طلاء المنازل، ما أحاله على بطالة إجبارية أنزلته إلى مستوى الفقر، و أصبح يجد صعوبة حتى في شراء الخبز و الحليب لطفليه، و بالتالي لن يتمكن هذا الموسم من شراء أضحية العيد، فلا مال لديه، كما أنه يرفض الاقتراض، فلا مصدر لديه لإعادة المال، ما جعله يقرر شراء قطع من اللحم، حتى لا يحرم أفراد عائلته من فرحة العيد و لو أنها غير مكتملة.
أما مراد، موظف بسيط في البلدية، و أب لأربعة أطفال و الخامس سيولد بعد أيام، «لا يمكنني شراء أضحية العيد هذا العام، دخلي محدود جدا، و أجد صعوبة في توفير مستلزمات العيش اليومي، خاصة و أن الجائحة أوقفت عملي الثاني كبائع في محل للمواد الغذائية خلال الفترة المسائية، لذلك لا يمكنني أن أشتري أضحية بـ4 ملايين سنتيم و أنا دخلي مليوني(02 )سنتيم لا تكفي حتى لتوفير وجبات كاملة لأبنائي».
ارتفاع الأسعار أيضا، من بين العوامل التي يبدو أنها ستحرم البعض من الأضحية، فالسيد عادل ، و هو عامل يومي بإحدى محطات غسل و تشحيم السيارات، قال إنه لن يتمكن هذا العام من شراء الأضحية، فليس لديه المال الكافي، خاصة و أنه اضطر لاقتراض مبلغ كبير منذ بداية فرض إجراءات الحجر الصحي و غلق المحطة التي كان يعمل بها ، مشيرا إلى أنه عاد مجددا للعمل لكن إمكانياته لا تسمح بإقامة شعيرة الأضحية.
الأسر التي فقدت أقاربها تمتنع عن إقامة الشعيرة
يبدو أن العزوف عن شراء كبش العيد لا يشمل الأسر الفقيرة فحسب، فقد وجدنا أسرا متوسطة الدخل، ركبت الموجة، حال أسرة السيد عمار التي فقدت ثلاثة من أفرادها، الأب و شقيقين، جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، ما جعلها تقرر عدم شراء أضحية، لأنها تعيش حالة من الحزن و القلق .
و قال لنا السيد عمار أنه سيشتري كمية من اللحم فقط من أجل إسعاد الأطفال، و هو نفس قرار السيد أحمد الذي فقد والده قبل أيام، نتيجة إصابته بكوفيد 19، و قد أصيب بالفيروس هو و زوجته، و على الرغم من أنهما غير محتاجين ماديا، إلا أنهما قررا عدم شراء الأضحية، فهما لا يزالا تحت تأثير المرض، ما يمنعهما من بذل جهود كبيرة.
أما حسان الذي يعمل كموظف بالمستشفى الجامعي بقسنطينة رفقة زوجته، فقال بدوره أنه لن يقتني أضحية هذا العام، فمناوبتهما ستكون في العيد، كما أنهما خائفان من نقل المرض إلى باقي أفراد العائلة عندما يحتكان بهم أيام العيد، و أضاف أنه سيكتفي بشراء كمية من اللحم، من باب المحافظة على نكهة العيد فقط، على أمل أن تتحسن الأوضاع و تزول الجائحة قريبا.
المساعدات تأثرت بالأزمة
فترة عيد الأضحى التي لطالما شكلت فرصة لإخراج الصدقات و شراء الأضاحي و توزيعها على الأسر الفقيرة، من طرف بعض الميسورين، يبدو أنها تأثرت هي الأخرى بأزمة الوباء، حيث أكدت السيدة سهام التي كان زوجها يشتري 5 أضاحي يوزعها على أسر معوزة، أنه لم يتمكن من ذلك، نتيجة تأثر نشاطه التجاري بالأزمة ، و ارتفاع أسعار المواشي، و بالتالي هو مضطر لاقتناء أضحية لأسرة واحدة فقط.
كما أن الجائحة أثرت أيضا على أسر تعودت على شراء خروف العيد كل عام، لكنها لا تملك المال الكافي هذا العام، مما اضطرها لشراء أضاحي بالتقسيط، أو الاستدانة لتوفير المبلغ الكامل، بينما عطلت أزمة السيولة شراء الأضاحي بالنسبة لمن تعدوا على اقتنائها مبكرا ، فالكثير من الموظفين تأخر صب أجورهم و آخرون لم يتمكنوا من سحب أموالهم نتيجة الضغط الذي تعانيه مكاتب البريد و حتى البنوك.
و في الوقت الذي يرتفع أعداد العائلات المعوزة، بسبب الجائحة، فإن الجمعيات الخيرية تواصل نشاطها لتوزيع عدد من أضاحي العيد أو كيلوغرامات من اللحم، لعلها تكون كافية لإضفاء أجواء العيد الذي يأتي في فترة استثنائية هذا الموسم.
إ.زياري