أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
تنتابك الرهبة و أنت تقترب من المكان، حيث تفوح نسائم الماضي و التاريخ، فترسم تفاصيل تمنحك تأشيرة للعودة إلى الماضي، لتصفح تاريخ مجيد يروي قصص و حكايات أعظم قادة الجزائر بين أحضان قلعة تأبى أن تزول.
قلعة الجزائر، دار السلطان، قصر الداي، و أسماء متعددة لمكان واحد شهد معظم و أهم الأحداث التاريخية بالجزائر، قلعة قائمة في أعالي القصبة، و أعالي العاصمة بنحو 118 مترا عن سطح البحر، على مساحة هكتار و نصف ، مكان اختاره العثمانيون منذ وطأت أقدامهم الجزائر، ليكون مقرا لهم، فكان علي خوجة أول من وضع حجر الأساس للقصر، و بناه كبديل لإيواء الدايات الذين كانوا يسكنون قصر الجنينة أسفل القصبة سنة 1515.
قلعة الجزائر ليست قصرا واحدا، فهي بمثابة مركب ، يتكون من قصرين هما قصر الداي حسين الذي سكنه و أفراد أسرته في عام 1816، و يضم دواوينه، أين كان يمارس مهامه كقائد، أما القصر الثاني فهو قصر الدايات و الذي كان بمثابة الفندق الذي يستقبل ضيوف الداي، و كذا بايات الجزائر، كباي قسنطينة و باي وهران.
أكبر قصور القصبة
و يعتبر قصر الباي، أكبر قصور القصبة على الإطلاق، إذ لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال المرور عبر أكبر بوابات القلعة الذي يعرف بـ”باب القصبة”، و يحتفظ إلى غاية اليوم بتفاصيله، و ذلك السلسال الضخم المعلق في الأعلى و هو خاص بالفرسان، فيدخلك مباشرة إلى السقيفة الأولى، و منها إلى السقيفة الثانية التي تسحر كل من يصل إليها بتفاصيل تلك الرسومات و الزخارف التي لم تمحها السنون و الأحداث التي مر بها المكان، لتشكل همزة وصل بين المدينة و القصر الموجود بجهتها الغربية.
قلعة الجزائر التي جرى تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة “يونيسكو” سنة 1992، تضم أيضا العديد من المنشآت العامة و الخاصة، على غرار المسجد الذي بناه الداي حسين و الذي يعرف حاليا بمسجد “البراني”، إضافة إلى مخزن البارود.
و كان قصر الداي الأكبر بالقصبة، مخصص لدراسة و تحليل و المسائل السياسية، الإدارية و المالية للدولة الجزائرية، و كانت تناقش جميعها بطابق القصر الأرضي على مستوى قاعة الديوان، ضمن منشأة فريدة من نوعها بهندسة خاصة و أعمدة من المرمر لا تزال قائمة، كما أن الزخارف الملونة ذات التفاصيل التي تعكس حضارة دولة عريقة، لا تزال آثارها موجودة إلى اليوم.
فتح معرض للحرفيين داخل القلعة التاريخية
هذه القلعة شهدت أهم الأحداث التاريخية للجزائر، و لا يزال اسمها محفورا في قلوب الجزائريين ، لأنها شهدت الحادثة الشهيرة التي مهدت لدخول الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر، و هي حادثة المروحة، فقد استقبل الداي حسين يوم 29 أفريل 1827 القنصل الفرنسي بيار دوفال و ذكره بديون فرنسا، غير أن رده أغضب الداي، فطلب منه الخروج ملوحا بالمروحة، لتكون ذريعة لاحتلال الجزائر، و كذا اقتحام القلعة في ما بعد. و قد خصصت العديد من المشاريع لترميم و إعادة بعث الروح مجددا في القلعة، إلا أنها لم تنته كلها، و رغم ذلك فتحت للجمهور للتعرف عليها، و أغلقت مجددا سنوات التسعينات، غير أن جهود الدولة بدأت تأتي ثمارها بافتتاح معرض الحرفيين بالقلعة، من طرف وزيرة الثقافة أمس الأول، في إطار مخطط عمل الوزارة الرامي إلى استغلال المواقع الأثرية و المعالم التاريخية لأغراض اقتصادية، في انتظار استكمال مشروع الترميم ككل، و فتح القلعة أمام الجمهور للتعرف على خبايا كثيرة لا يمكن معرفتها، إلا عند زيارتها .
إ.زياري