أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
يصطفون بالعشرات أمام مراكز البكالوريا، آباء و أمهات، يضبطون يومياتهم على توقيت برنامج الامتحان، و منهم من يفضل التفرغ و الاستفادة من عطلة استثنائية، لمرافقة الأبناء من المنزل إلى بوابة المركز، ذهابا و إيابا، و قضاء ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، لا تخلو من الدعاء و الدموع و القلق و التوتر، في انتظار فتح بوابة المركز للاطمئنان على أبنائهم و سؤالهم عن إجاباتهم.
النصر وقفت على عدة حالات لأمهات و آباء، خلال الأيام الثلاثة الأولى من امتحان البكالوريا دورة جوان 2021 ، التقيناها أمام المراكز بالمدينة الجديدة و عدة أحياء بولاية قسنطينة.
حضور قوي للأولياء في اليوم الأول
في اليوم الأول من الامتحان، توجهنا في البداية إلى ثانوية سعدي طاهر حراث بحي الدقسي عبد السلام، كانت الساعة تشير إلى حدود السابعة و النصف صباحا، فوجدنا عشرات التلاميذ مصطفين قرب بوابة الثانوية، في انتظار فتحها للدخول.
لاحظنا أيضا حضورا قويا للأولياء، فالأغلبية العظمى من التلاميذ، ترافقهم الأمهات أو الآباء، أو كلاهما، في حين تقلص نسبيا حضورهم خلال اليوم الثاني و الثالث من الامتحان.
تنقلنا بعد ذلك إلى المدينة الجديدة علي منجلي، فالتقينا بالسيدة شهرزاد، القاطنة بحي 400 مسكن، فقالت لنا بأنها ترافق ابنتها البكر يوميا إلى مركز الاختبار ساقية بوخميس بالوحدة الجوارية 18، و قد لاحظت في اليوم الأول حضورا لافتا للأولياء أمام مدخل الثانوية، لكنه تقلص خلال اليوم الثاني، مشيرة إلى أن الكثير من الأولياء يرغبون في مرافقة أبنائهم في أول يوم من البكالوريا، لمنحهم الدعم و كسر هاجس الخوف و التوتر لديهم .
و لاحظنا أن الأمهات هن الأكثر حضورا، مقارنة بالآباء، و أكدت لنا السيدة نادية، أم التلميذة دلال، التي كانت تجتاز البكالوريا شعبة تسيير و اقتصاد، أنها أصرت على مرافقة ابنتها في الصباح إلى مركز الامتحان و انتظار اجتيازها للامتحان، ثم اصطحابها إلى البيت في المساء.
و أكدت لنا بأن عدد الأمهات يفوق عدد الآباء بكثير أمام المركز، منذ اليوم الأول من الامتحان، و التقينا هناك بتلميذة رفقة عدد من صديقاتها ، فقالت لنا أن والدتها رافقتها في اليوم الأول، ما منحها شعورا بالراحة، لكنها فضلت الذهاب بمفردها في اليوم الثاني، خوفا على صحة والدتها التي قضت طيلة اليوم الأول من الامتحان، أمام المركز في انتظار خروجها.
الأمهات أكثر حضورا رغم الحرارة
بعض الأمهات يقضين ساعات طويلة أمام المراكز، تحت أشعة الشمس الحارقة التي لم تثن من عزيمتهن، فتفترشن الأرض لتبادل أطراف الحديث مع بقية الأمهات، إلى غاية انقضاء وقت الاختبار، و أخريات تفضلن التجول أو الرجوع إلى المنزل ثم العودة مرة أخرى، بينما تتحمل أخريات عناء الوقوف أمام المركز لبضع ساعات إلى غاية خروج الأبناء، وهو حال إحدى السيدات التقيناها خلال اليوم الأول من الامتحان أمام مؤسسة فرانتز فانون بحي الأمير عبد القادر، كان الخوف و التوتر باديين على وجهها ، و أكدت لنا أنها لم تبرح المكان طيلة ثلاث ساعات، منذ وصولها في حدود السابعة صباحا رفقة ابنها.
و قالت لنا سيدة أخرى أنها ترافق كل يوم ابنتها إلى مركز الامتحان بالمدينة الجديدة علي منجلي ، ثم تعود إلى البيت لتحضير الغذاء لبقية أبنائها، و تعود مرة أخرى لتصطحب ابنتها لتناول وجبة الغذاء، بينما قالت لنا سيدة أخرى أنها تنتظر ابنتها إلى غاية مغادرة قاعة الامتحان.
في اليوم الأول جلست رفقة عدد من الأمهات قرب المركز ، أما في اليوم الموالي فقد فضلت زيارة إحدى قريباتها التي تقطن بالقرب من مركز الامتحان إلى غاية نهاية الاختبار.
أما التلميذة شيماء التي تجتاز شهادة البكالوريا لثاني مرة، شعبة تسيير و اقتصاد، فقالت للنصر، أنها حضرت بمفردها إلى المركز منذ اليوم الأول من الامتحان، لأن والدتها ، فضلت مرافقة شقيقتها الصغرى لاجتياز امتحان البكالوريا لأول مرة، خاصة و أن المركز الذي تمتحن فيه بعيد..
و ما لاحظناه هو العزيمة الكبيرة للأولياء و خاصة الأمهات، فهن لم يتأثرن بدرجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام ، و أشعة الشمس الحارقة، و صممن على مرافقة أبنائهم و انتظارهم لساعات طويلة في ظروف مناخية صعبة. و قالت لنا إحدى الأمهات أنها اضطرت لطلب عطلة استثنائية من عملها كموظفة بإحدى الإدارات ، من أجل اصطحاب ابنها الذي يمتحن في شعبة آداب و فلسفة يوميا إلى المركز.
ينشدون امتصاص توتر أبنائهم و دعمهم نفسيا
أكد الكثير من الأولياء، ممن تحدثنا إليهم، أنهم يسعون بكل الطرق، لتقليص توتر و خوف أبنائهم ، مؤكدين أنهم واعون بمعاناة أبنائهم من الضغط النفسي و ينشدون التخفيف عليهم و دعمهم ، لكن في الواقع التصرفات العفوية لبعض الأولياء قد تزيد من حدة الضغط.
قالت السيدة شهرزاد أنها تبذل قصارى جهدها، لإخفاء شعورها بالتوتر، حتى لا تلاحظه ابنتها التي فضلت أن ترافقها صباحا و مساء ، و طوال الطريق من البيت إلى المركز تسعى جاهدة لتخفيف قلقها و تشجيعها و دعمها نفسيا، لتدخل إلى مركز الامتحان و هي مرتاحة ، كما تتجنب سؤالها بعد الاختبار عن طبيعة الأسئلة أو الأجوبة.و في حديثها للنصر، أكدت هذه الأم أنها بذلت جهدا كبيرا في اليوم الأول لإخفاء دموعها عن ابنتها إلى غاية دخولها إلى مركز الامتحان.
أما السيدة نادية فقالت لنا أن ما عاشته من توتر فياليوم الأول من الامتحان ،أكثر بكثير مما شعرت به ابنتها ، لكنها فضلت مرافقتها و الإكثار من الدعاء لها ، بينما فضلت إحدى السيدات عدم الحديث نهائيا مع ابنها الممتحن ، و اكتفت بنقله بسيارتها إلى المركز، ثم العودة بعد خروجه لإعادته إلى البيت، لتجنب الحديث في موضوع الامتحان و الأسئلة.
أما عبد العالي، الذي كان الوحيد بين الكثير من الأمهات أمام ثانوية ساقية بوخميس بالمدينة الجديدة، فقال للنصر أن بعض الأولياء يتسببون دون قصد، في زيادة توتر و خوف أبنائهم ، و هو ما لمسه خلال اليوم الأول من الامتحان
في حين أكد لنا بعض التلاميذ أن مرافقة الأولياء لهم أمر إيجابي، إلا في بعض الحالات التي قد يتسببون فيها بالضغط الزائد على الممتحن .
و أعربت دلال عن ارتياحها لتواجد والدتها معها، رغم أنها تفضل في بعض الأحيان أن تبقى بالبيت، لتفادي تعرضها للتعب عند الذهاب معها للامتحان ، لكنها تجد في التحدث إليها قبل و بعد كل اختبار متنفسا و مصدرا للثقة و الالاتياح.
في حين قالت تلميذة أخرى أنها تلح على والدتها لترافقها لأنها تمدها بالطاقة ، كما أن مشاهدتها أمام المركز بعد الخروج من قاعة الامتحان، يشعرها بالراحة، خاصة و أنها لا تبخل عليها بالنصائح و الدعاء لها بالتوفيق طوال الطريق.
و أكدت والدتها السيدة شهرزاد، أن الأولياء أصبحوا واعين بدورهم إزاء أبنائهم في هذه الفترة الحساسة من حياتهم ، حيث يبذلون جهدا مضاعفا طوال السنة الدراسية، ليشعر أبناءهم براحة كبيرة ، فيوفرون لهم الجو المناسب للمذاكرة في البيت و يحرسون على متابعتهم و تقديم النصح لهم ، و الاهتمام بأكلهم و البحث عن الطرق المناسبة لإخراجهم من دائرة التوتر و القلق قبل الامتحان، و خلاله، و حتى في فترة انتظار النتائج.
وهيبة عزيون