أكد رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية، الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، لدى استقباله أمس الأحد من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن...
انطلقت، أمس، في كل المدارس الابتدائية عبر الوطن، التقييمات الشفوية لامتحان تقييم المكتسبات بالنسبة لأقسام السنتين الثانية و الرابعة وأقسام السنة...
أعلنت مؤسسة «عدل للتسيير العقاري»، أمس، عن انطلاق ثاني عملية كبرى لإعادة التهيئة والترميم على مستوى سبعة فروع جهوية، تشمل 625 عمارة موزعة عبر مختلف...
جدد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس الأحد، دعم الجزائر المطلق لجهود الأمين العام للأمم...
تستغل ربات بيوت أيام الصيام، لممارسة نشاط منزلي يحقق لهن دخلا ماديا، بعدما حولن مطابخهن إلى مطاعم مفتوحة على الفضاء الافتراضي، حيث يعرضن خدمة تحضير وجبات الإفطار و توصيلها إلى عناوين الزبائن الذين تشكل الموظفات نسبة معتبرة منهم مع اقتراح قائمة متنوعة تجمع بين الأطباق التقليدية و العصرية، و تتفنن الطباخات في عرض صور لما تبدع فيه أناملهن عبر صفحات فيسبوكية و حسابات إنستغرام مخصصة لتجارة الطعام، مع تصوير مراحل إعداد الوجبة لجذب أكبر عدد من الزبائن، و هي تجارة مربحة و مزدهرة حققت بفضلها نساء شهرة و أدخلن خدمات أخرى على غرار تحضير علب الطعام نصف الجاهز.
أسمـــــاء بوقــــرن
تتضاعف الحركية التجارية بشكل كبير على مواقع التواصل خلال رمضان، فالعديد من السيدات تستخدمنها لعرض خدمات مرتبط بالشهر، تلبي احتياجات عائلات و أفراد يجدون صعوبة في تحضير وجبة الإفطار مثلا، و لذلك تنشط الكثيرات عبر هذا الفضاء في مجال تجارة الطعام الجاهز أين ينشرن قوائم يومية لما يحضرنه أو يمكن أن يحضرنه تحت الطلب من أطباق، و يتعاملن مع زبائنهن عن طريق الهاتف، كما يقترحن خدمة التوصيل بعد الحجز المسبق و خدمات أخرى لها علاقة بذات النشاط.
1200 دينار لوجبة فطور متنوعة
قالت السيدة مريم، و هي من أوائل من مارسن هذه التجارة بقسنطينة، بأن الفكرة انبثقت من تجربة سابقة لها في إعداد وجبات غذاء جاهزة و بيعها عبر الفضاء الافتراضي، لتقرر قبل سنة، مواصلة العمل خلال رمضان و تحضير وجبات الإفطار و بيعها كذلك، حيث تقوم يوميا بضبط قائمة أطباق كاملة مع مراعاة خصوصية طلبات الزبائن الأوفياء الذين يقترحون إدراج بعض الأطباق التي يشتهونها من خلال رسائل تصلها عبر تطبيق المحادثة. وأوضحت المتحدثة، بأنها تعد في كل يوم صيام وجبة متنوعة، بداية بالمقبلات التي تكون عبارة عن سلطة مشكلة في الغالب، إلى جانب طبق شربة الفريك، و طبق رئيسي ثان يتنوع بين العصري و التقليدي، كما تضم القائمة طبقا حلوا مع « كسرة أو خبز الدار». و يقدر سعر الوجبة بكل مكوناتها بمبلغ يتراوح بين 1000 و 1200دج، مشيرة إلى أن هناك زبائن يكتفون بطلب البوراك و الكسرة فقط، أو يفضلون الطبق الحلو دون غيره. و يفوق عدد الوجبات التي تبيعها بشكل يومي 20 وجبة، إلى جانب بيع علب شباح السفرة الجاهزة و التي تعد الأكثر طلبا في رمضان، إذ تستقبل طلبيات من مختلف جهات الوطن و بالأخص العاصمة و الولايات الشرقية.
مريم أكدت للنصر، بأنها لا تكتفي بتحضير الإفطار، بل تقدم خدمات أخرى لزبائنها كتحضير الكسرة و خبز الدار و إعداد المملحات، و تتبيل لحم الدجاج و اللحم المفروم وتشكيله، إذ يكلف الدجاج المحشو النيئ 2200 دج للدجاجة، مقابل 3300 دج بعد طهيها وهي وجبة تكفي حسبها، لإطعام 8 أشخاص. كما تحضر أيضا المقبلات و السلطات و البوراك « جاهزا و أو نصف جاهز».
«المسفوف» من أكثر الأطباق التقليدية طلبا
من جانبها، أوضحت السيدة مليكة، وهي أربعينية تنشط في هذا المجال، بأن غلاء المعيشة اضطرها للبحث عن عمل تساعد به زوجها على توفير مصاريف العيش، ولأنها ماهرة في الطبخ، قررت أن تقتحم تجارة الطعام، وبدأت في تحضير وجبات الإفطار بعدما لاحظت رواج هذا النشاط الموسم الماضي، حيث قامت بإنشاء حساب على فيسبوك أطلقت عليه اسم «كاش فطور» و بدأت في الترويج لعملها قبل حلول الشهر الفضيل وقد تفاجأت كما أخبرتنا، بالرسائل العديدة التي وصلتها من زبائن كثر، يستفسرون حول طبيعة خدماتها و قائمة وجباتها والأسعار و التوصيل و غير ذلك من التفاصيل، وهو ما شجعها على المضي قدما.
وقالت، إن الأمر لم يتوقف عند طلب وجبات الإفطار، بل انسحب على السحور أيضا مع إقبال كبير على الأطباق التقليدية و تحديدا المسفوف بالزبيب و طبق المشلوش القسنطيني بالعسل و الجوز.
لاحظنا من خلال الصفحات التي تعنى بهذا النوع من التجارة، بأن النشاط في ازدهار و لم يعد منحصرا في إعداد وجبات الإفطار و ضمان توصيلها للزبون فحسب، بل تعدى ذلك إلى تحضير التحليات للسهرة و الوجبات الخاصة بالسحور، مع تحضير الكسرة و خبز الدار، وقوالب العجين الخاص بالمملحات و بعض الحوليات مقابل 20 إلى 25 دج للقالب كما تحضر حلويات خاصة بالسهرة كبوراك الرنة و الصامصة و التمر المحشو، بأسعار تختلف باختلاف عدد القطع، و نوعية الحشو، وقد يصل سعر علبة من 32 قطعة إلى 2000دج.
وحسب رقية الناشطة في المجال، فإن تجارة الطبخ ساعدتها على توفير دخل جيد لها بعدما قضت سنوات في البطالة عقب تخرجها، حيث بدأت في تحضير وبيع وجبات الإفطار العام الماضي، و قد تمكنت من ضمان عدد معتبر من الزبائن الأوفياء و غالبيتهم من الموظفات كما أخبرتنا، وبناء على طلب زبوناتها، بدأت هذه السنة، بتحضير الطعام نصف الجاهز مثل اللحم المتبل و عجين الورق ومستلزمات السلطة و قوالب المملحات الفارغة و خبر البرغر و عجينة البيتزا و غيرها، إذ تقترح على زبائنها عموما علبة مشكلة من هذه الأنواع من العجين تضم 18 قطعة مقابل 2300دج. كما تبيع شابات أخريات توابل مشكلة و موضبة بطريقة عصرية.
فيديوهات مباشرة لكسب ثقة الزبائن
ومن العبارات الشائعة جدا على صفحات تجارة الطعام، عبارة «فريك منزلي»، حيث تعتمدها السيدات لإغراء الزبائن بوجبة منزلية صحية ولذيذة، مع التأكيد على أن الفريك محضر في المنزل وبطريقة تقليدية بدأ بعملية التنظيف ومرورا بالتجفيف و الطحن و الغربلة وصولا إلى التوضيب و البيع، أو طهي الشربة وبيعها جاهزة. وحسب رقية، فإن هذا النشاط مدر أيضا للربح خلال رمضان، ولذلك فقد اقتنت هذه السنة كمية معتبرة من الحبوب و جهزتها و باعت منها لزبائنها مقابل 450 دج للكيلوغرام، حيث نشرت صورا وفيديوهات لمراحل تحضيره لكي تؤكد على جودة ما تعرضه للبيع وتكسب ثقة الزبائن. و تتبع السيدات طرقا مدروسة للتسويق، من خلال مشاركة تفاصيل إعداد الوجبات مع متابعات صفحاتهن عبر البث المباشر، ليظهرن مدى التزامهن بشروط النظافة و استخدام مواد غذائية صحية و طازجة، و التأكيد على شطارتهن و تميزهن، مع إظهار طرق حفظ الطعام و تقديم نصائح و حيل مختلفة تخص المطبخ و الطهي، و هي عوامل تساهم في كسب ثقة الزبون و في استقطابه و ضمان وفائه و استمرارية النشاط حسب قول السيدة مريم، التي تعدت شهرتها حدود الولاية، و أصبح زبائنها من مختلف الولايات.
الموظفون و كبار السن زبائن أوفياء
ومن أكثر الزبائن طلبا لوجبات الإفطار الجاهزة، الموظفون الذين يعملون بنظام التناوب و يتواجدون في أماكن عملهم خلال أذان المغرب، أو الموظفون من خارج الولاية و الذين لا يكتفون في الغالب بوجبة الإفطار وحدها، بل يطلبون السحور كذلك ويشتهون أطباقا تقليدية معينة، كما يشكل العاملون في قطاع الصحة نسبة كبيرة من الزبائن، إلى جانب كبار السن المقيمين بمفردهم، وهؤلاء تحديدا يفضلون قوائم طعام محددة يختارون مكوناتها بأنفسهم لتتماشى مع صحتهم.
وتبقى النساء الموظفات، أهم زبونات للطعام نصف الجاهز، حيث يطلبن عادة تحضير معجنات معينة أو تتبيل اللحم المفروم و تشكيله أو يطلبن حبات شباح السفرة غير مطبوخة، أو حتى حبات من البوراك غير المطهو، ليكملن طهي كل شيء في المنزل بعد وصولهن وقبل موعد الإفطار بسويعات قليلة.
أ.ب