متبرعون ينقذون حياة مرضى في رمضان: التبرّع بالـــدم مفيــــد للصائـــم ولا يشكــل أي خطــر

يستقبل المركز الولائي الجديد لحقن الدم بعنابة، يوميا خلال شهر رمضان، حالات عديدة تحتاج للتبرع بالدم، لإجراء عمليات جراحية مستعجلة، ويحدث أن يصطدم أهالي المرضى بعدم توفر بعض زمر الدم النادرة، أو عزوف المتبرعين عن منح الدم أثناء الصيام، بسبب معتقدات خاطئة.
النصر زارت المركز الواقع بالقطب الصحي البوني، والتقت بالطاقم الطبي والمشرفين الإداريين، وعدد من المتبرعين و مرضى قدموا من مصحات أخرى بحثا عن الدم. لفت انتباهنا شاب حول عمه من مصحة خاصة لأجل الحصول على كيسين من الدم زمرة (B-) وهي زمرة نادرة و لم يستطيع إيجاد متبرعين بها من محيطه القريب، « العائلة و الجيران»، علما أنه عادة ما يتم توجيه نداءات في المساجد، للوصول إلى المتبرعين بهذه الزمر، وكان المريض يحتاج الدم لأجل عملية جراحية في البروستات، وهو ما تطلب من القائمين على المؤسسة البحث في سجلات المتبرعين القاطنين غير بعيد عن المركز، وبعد عدة اتصالات مع أشخاص وتقصي وضعهم الصحي وإمكانية التبرع، وافق شخصان على التبرع وحضرا في ظرف وجيز لتقديم الدم لهذا المريض.
قال المتبرع (مقدم رضوان 37 سنة) القاطن ببلدية البوني : « أنا متبرع دائم منذ سنة 2011، أقصد المركز كل 3 أشهر، لأمنح القليل من دمي للغير خاصة وأن فصيلته نادرة، و أحيانا يتم الاتصال بي في حال تعذر إيجاد متبرعين كما حدث اليوم، و قد وجدت في هذا الأمر، أحسن صدقة أستطيع تقديمها للآخرين خاصة في شهر رمضان، كما أن ثقافة التبرع صقلت إنسانيتي و ساهمت في الحفاظ على صحتي». بعد الانتهاء من جلسة التبرع بالدم قامت الدكتورة بوزيان آسيا، بإدراج اسم رضوان ضمن قائمة المتبرعين الذين سيتم تكريمهم خلال الفعاليات المقبلة للمركز.
كما تم الاتصال بمتبرع يحمل نفس الزمرة لتوفير الكيس الثاني، غير أن ظرفا صحيا حال دون حضوره بسبب تناوله بعض الأدوية، فقام بالاتصال بصديق له يحمل نفس الزمرة، و وافق الثاني على الحضور فورا، الأمر الذي منح الجميع شعورا بالانفراج.
قدم أيضا متبرع من ولاية قالمة، تم توجيهه من مصحة خاصة، لأخذ الدم احتياطيا لزوجته الحامل المقبلة على الولادة، وقد تم سحب الدم في غضون 10 دقائق، كما أن حالته صحية بقيت مستقرة دون الشعور باي نقص في التركيز أو أعراض أخرى.
وأوضحت الحكيمة بوزيان في حديثها للنصر، بأن التبرع بالدم في شهر رمضان مفيد لصحة الإنسان ولا يشكل خطرا، لكن شريطة التغذية الجيدة بعد الإفطار لتعويض الدم، وقالت إن التبرع في رمضان لا يختلف عن التبرع في الأيام العادية ويرتبط باحتياطات إضافية فقط، تتعلق بأفضلية التبرع ليلا بعد تناول وجبة الإفطار و يستوجب تناول وجبة خفيفة مع شرب كأسين من الماء، حتى لا ينخفض ضغط دم المتبرع، مع نزع كمية قليلة لا تتعدى 450 ملل من الدم، مؤكدا بأنها عملية يعقبها شعور بالراحة مع تجدد الدورة الدموية، كما أن التبرع الدائم يقي من أمراض ضغط الدم والقلب والشيخوخة و الزهايمر والسرطانات.
وأضافت المتحدثة، بأنه يمكن التبرع في النهار بشرط أن يكون المتبرع تناول وجبة السحور، وشرب كمية معتبرة من السوائل، وأخذ قسطا من النوم « 4 ساعات على الأقل»، وأن يتقدم إلى مركز الحقن قبل منتصف النهار، ويخلد للراحة بعد التبرع، علما أنه يمكن للأشخاص غير المعتادين على التبرع، الشعور بالتعب و الوهن، ما يستوجب تعليق الصيام وشرب كأسين من الماء.
و يحتوي جسم الإنسان على 5 لترات من الدم، و يمكن التبرع بنصف لتر بالنسبة للفرد في الجزائر، حيث يستطيع الرجل التبرع مرة كل 3 أشهر والمرأة مرة كل 4 أشهر. كما يستفيد المتبرع من تحاليل خاصة بعد التبرع، أثناء معالجة الدم و في حالة وجود مؤشرات مرضية يتم استدعاؤه لإجراء تحاليل شاملة لتحديد الخلل.
وأفادت الدكتورة آسيا بوزيان ، بأن  هناك 1000 مريض بالأمراض الوراثية للدم بعنابة، يحتاجون دوريا إلى الدم، ما يستوجب التحسيس بفوائد التبرع وإنقاذ حياة هؤلاء. و كشفت أيضا، عن تضاعف كبير في حالات الإصابة بسرطان الدم منذ ظهور فيروس كورونا، ما يستدعى النظر في هذا الأمر.   
ويرتقب أن يبدأ المركز في تطبيق تقنيات جديدة، تتعلق بتحويل الدم من مريض إلى آخر، عن طريق آلة خاصة للمعالجة، بالإضافة إلى توفير الصفائح الدموية بالنسبة للمرضى المصابين بسرطان الدم، ويتربع المركز الولائي لحقن الدم، على مساحة 885 مترا مربعا، وهو مجهز بمختلف التجهيزات، و تابع للمركز الاستشفائي الجامعي، طاقة تخزينه تتراوح بين 50 و 100 ألف كيس.
حسين دريدح