أدان مجلس الأمة بشدة، تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول الجزائر، واعتبره جرما سياسيا وسوء سلوك وعملا عدائيا يؤكد فقدان فرنسا الدولة لمعالمها بعيدا عن اللباقة...
أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، أن الجزائر التي بقيت صامدة قوية طيلة تاريخها الحافل بالمجد والبطولات، لن تنحني أبدا أمام رياح التآمر والتفرقة وسموم الفتنة،...
درست الحكومة، أمس الأربعاء، عددا من مشاريع المراسيم التنفيذية للقانون المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما والتي تندرج في إطار...
أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، عن فتح مسابقة لتوظيف المستخدمين الشبيهين على أساس الشهادات، بعنوان سنة 2024، في أسلاك الصحة العمومية والبيطرة،...
تشهد بلدية الجمعة بني حبيبي شرق جيجل، إقبالا كبيرا على محل للمشاوي و بيع الأكلات السورية و التركية، وهو إقبال تضاعف منذ بداية الشهر الفضيل، حيث يعرف الشارع الرئيسي حركية كبيرة قبيل ساعات الإفطار، يصنعها زبائن بينهم من يقطعون مسافات طويلة للحصول على المردومة والاستمتاع بنكهات مختلفة وجديدة.
كـ. طويل
قدم الشاب عيسى، صاحب أشهر محل لبيع المشاوي بالمنطقة إضافة جديدة منذ بداية رمضان، حيث أدخل على قائمة الطعام أكلات تركية و سورية و أنواعا من الطاجين الذي يحضر في أوان فخارية، وهي أطباق تحظى بطلب كبير و باستحسان الزبائن، الذين يأتون من خارج الولاية نزولا عند إغراء الصور التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطه.
مزيج بين النكهات الجزائرية و الشرقية
دفعنا فضولنا إلى زيارة بلدية الجمعة بني حبيبي، في الفترة المسائية و تحديدا بعد صلاة العصر، ميزت حركة غير عادية للسيارات مدخل البلدية، من بينها مركبات تحمل ترقيم ولايات مجاورة على غرار ميلة و قسنطينة و سكيكدة، و كان من الصعب الظفر بمكان للركن، وهو ما حتم علينا التوجه نحو شارع جانبي. لاحظنا بعد نزولنا بأن الجميع يسألون عن محل «ثبيوة»، وقد كان عدد كبير من الناس مصطفين أمام بابه حين وصولنا إليه والظاهر أن رائحة الشواء المتصاعدة من المكان قد أغرتهم و غازلت بطونهم لدرجة أنهم كانوا على استعداد للانتظار مطولا كما قال لنا بعضهم بعد حديثنا إليهم.
كان دخان الشواء يرتفع محملا بروائح تصل إلى منتصف الشارع، أما الزبائن فقد بدوا منشغلين بتصفح قائمة الطعام و السؤال عن مكونات الأطباق التركية و السورية المعروضة أخبرنا أحدهم، بأنه من زبائن المحل الدائمين، وأنه يتردد عليه كثيرا خلال الشهر الفضيل، لأنه و زوجته يحبان التنويع في الأطباق و الخروج عن المألوف معلقا : « أقصد المحل دائما للحصول على المشاوي و المردومة، وقد اكتشفت هذا الموسم الأطباق التركية و السورية و الطاجين، و أحببتها كثيرا و استحسنت فكرة التجديد، حيث امتزجت النكهات الجزائرية مع المشرقية لأول مرة على مائدة إفطارنا ولذلك فقد قررت أن أجرب كل القائمة قبل نهاية الشهر».
و ذكر الشباب آخر، بأنه ينحدر من ولاية سكيكدة و جاء في مهمة عمل، و قد قرر أن يأخذ في طريقه طبقا مشكلا من مشاوي المحل الشهيرة، لكنه تفاجأ بدخول قائمة جديدة من الأكلات السورية و التركية، فغير رأيه و اختار أن يجرب نكهات مختلفة، مشيرا إلى أن المحل أضحى معروفا عند بعض أفراد عائلته وجلهم يحبون طعامه، و قد اكتشفه لأول مرة كما أوضح، بفضل زميل له في العمل قال له، بأنه يقدم الجديد كل رمضان و يمنح فرصة لعيش تجربة تذوق مختلفة.
أما زبون من جيجل، فأشار إلى أنه اهتدى إلى المحل عن طريق صفحته على موقع فيسبوك، وجاء إليه خصيصا لتجربة الأكلات الجديدة التي يقدمها من مملحات ومقبلات و حلويات على غرر الكنافة والكبة و الطنيجرة، حيث أغرته الروائح على اختلافها و دفعته لاختيار تشكيلة متنوعة، قال إنه متأكد من أنها سوف تزين مائدة الإفطار، مضيفا « طلبت من زوجتي أن لا تعد شيئا لأني سأتكفل بشراء وجبة الإفطار كاملة». و ذكر مرافقه، بأنه قدم لأول مرة لشراء المشاوي و الأكلات الجديدة، بعدما شوقه قريبه لتذوقها وأكد له بأن أسعارها في المتناول.
من جانبه أضاف زبون، بأن والدته و شقيقته من متتبعات الدراما السورية و التركية، وقد اشتهيتا بعض الأطباق وطلبتا منه إحضارها بعدما تأكد توفرها في المحل.
تجربة تذوق ممتعة
و ذكر العديد ممن تحدثنا إليهم، بأنهم يقبلون خلال كل شهر رمضان على زيارة المطعم من أجل المأكولات الجديدة التي يقدمها، فضلا عن ثقتهم في نظافة المكان و ملاءمة الأسعار بشكل كبير، مؤكدين بأن اللذة دائما مضمونة مع كل تجربة تذوق جديدة وممتعة، بداية بالمردومة التي صنعت الحدث العام الماضي و وصولا إلى المطبخ التركي و السوري هذه السنة.
وعلق زبائن، بأن ميزة هذه الأطباق تكمن في نكهاتها القوية التي تعتمد كثيرا على التوابل و الأعشاب العطرية، ما يمنحها روائح قوية و شهية تغازل بطون الصائمين وقال أحد أبناء المنطقة، بأن الشارع الرئيسي ينتعش خلال شهر رمضان جراء الإقبال الكبير للزوار من مختلف البلديات و الولايات، و قد ساهم نشاط المحل هذا الموسم، في تنشيط التجارة في المحلات القريبة و حتى المخابز.
طلب كبير على المردومة بأعشاب الجبل و الكنافة و الكباب
قال عيسى صاحب المطعم، بأنه يحاول في كل مرة تقديم أطباق جديدة تتماشى مع خصوصيات الشهر الفضيل، و تواكب طلبات الزبائن، وقد وقع اختياره هذه السنة، على الأطباق التركية و السورية و الطاجين، مع المشاوي المشكلة و المردومة حيث يقوم بإعدادها بتوابل خاصة، قائلا : « أضفنا هذه السنة تشكيلة جديدة إلى قائمة أطباقنا، منها المردومة بأعشاب الجبل و و المشاوي التركية و طبق الطنجرة، كما عملت على توفير مختلف المشاوي من أرانب و دجاج و لحوم حمراء و أسماك وذلك لأجل التنويع، و قد لاحظت بأن العديد من الزبائن استحسنوا الفكرة وأحبوا كثيرا الأطباق التركية و السورية».
و حسب عيسى، فقد عمل محله على تنشيط المنطقة بدليل ما يتم تداوله من قبل أبناء الحي الذين أكد لنا بعضهم، بأن الحركية التي يعرفها المحل، انسحبت على كل الشارع و ساهمت في تنشيط التجارة و جلب أكبر عدد من الزوار خلال الشهر الفضيل و في باقي الأشهر كذلك، أما التاجر، فأضاف بأنه يحافظ على معدل الأسعار حتى تناسب الجميع، مع اللجوء إلى بيع بعض الأطباق بأسعار محددة و مقسمة إلى أحجام» طبق فردي أو عائلي».
وأشار، إلى أنه بعد السنوات العديدة التي قضاها في مجال الإطعام والتجارة عموما، أصبح قادرا على تحديد اتجاهات السوق وهو ما يجعله يتفنن في كل مرة في اقتراح أفكار جديدة لإرضاء الزبائن بداية بالحفاظ على قائمة الطعام الدائمة، واختيار أوقات محددة للترويج لأطباق و أكلات أخرى يعرف بأن لها زبائن كثرا في رمضان، مثل بوزلوف، والجديد هذه السنة حسبه، هو المطبخ المشرقي وحلوياته الشهيرة و خصوصا الكنافة بكل أنوعها بالمكسرات أو القشطة أو الشكولاطة أو الجبن.
من مطاعم تركيا إلى جيجل
و يعود الفضل في هذا التنوع إلى صديقه الشيف إسكندر، الذي يملك كما قال، خبرة كبيرة في مجال الطبخ المشرقي، اكتسبها من عمله في مطاعم بتركيا.
و ذكر، الشيف إسكندر، بأنه عاش لسنوات في تركيا وتعلم هناك أسرار المطبخ السوري والتركي معا، و حفظ وصفة المردومة التركية و طريقة تحضيرها بأعشاب الجبل، كما أتقن الطبخات السورية من كباب وكبة و معجوقة و غيرها.
أضاف الشيف، بأنه يبرع كذلك في تحضير كل أنواع « المشاوي و المحاشي» على غرار الخرفان المحشوة، أما التحليات فيقدمها بلمسة فنية وأكثرها طلبا هي الكنافة التركية، التي يستمتع كثير من الزبائن بتجربتها هذه السنة، خاصة وأن أسعار الأطباق و الحلويات على اختلاقها مناسبة جدا ومدروسة، و يأمل في أن يدخل أطباقا أخرى على قائمة المطعم في السنة القادمة.
من جانبهم، تحدث العاملون في المطعم، عن الطريقة الجديدة التي يطبخ بها الطاهي، وقالوا بأن ما جاء به من وصفات ناجحة في مجملها، وقد ضاعفت النشاط و زادت عدد الزبائن، خاصة وصفات المشاوي التي يفضلها الكثيرون، على اعتبار أن الغالبية من سكان المنطقة يحبون الأطباق المالحة والدسمة خلال رمضان بدليل أن هناك من يشترون وجبات كاملة لأجل الإفطار العائلي.
بقينا في المحل إلى غاية قرب أذان المغرب، وقد لا حظنا بأن عدد الزبائن لم يتراجع و أن الطلب بقي مستمرا، وشمل مواطنين من بلديات مجاورة على غرار العنصر و الميلية.