أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، و نظيره الأمريكي، السيد أنتوني بلينكن، عن ارتياحهما لما تم تحقيقه على درب تعزيز العلاقات...
ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني صباح أمس مجزرة مروعة راح ضحيتها 50 شهيدا وما بين 20 إلى 30 مفقودا، في قصف بناية سكنية فوق رؤوس ساكنيها ببيت لاهيا بشمال...
* فايد: النص يحمل توجهات استراتيجية و يحافظ على القدرة الشرائيةصادق أعضاء مجلس الأمة، أمس السبت، بالإجماع على مشروع قانون المالية لسنة 2025، وبذلك...
أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد، مساء أمس السبت، على مراسم تنصيب فؤاد عايسي بصفته واليا لمعسكر خلفا لفريد محمدي الذي أنهيت...
تسجل مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، في كل سنة، حالات غرق في المسطحات المائية والبرك والسدود، يذهب ضحيتها أطفال ومراهقون وحتى شباب بسبب غياب الوعي بخطورة هذه الأماكن، التي يؤكد مختصون التقت بهم النصر على هامش يوم تحسيسي احتضنته قسنطينة مؤخرا، أنها تُعرف بثقل مياهها وصعوبة الحركة وضبابية الرؤية فيها، ما يهدد حياة من يسبحون فيها بالغرق أو ابتلاع كميات كبيرة من المياه الحلوة التي تتراكم داخل الجسد فتؤدي إلى الموت، خصوصا في حال لم يتم تبليغ المصالح المعنية مبكرا.
طبيب الحماية المدنية الدكتور محمود حمدي
الأطفال من عمر 8 إلى 14 سنة أكثر عرضة للغرق
قال الدكتور محمود حمدي، طبيب بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة، إن حصيلة حوادث الغرق التي تم تسجيلها بولاية قسنطينة منذ بداية 2023 إلى غاية 27 من شهر جويلية، تشير إلى تدخلين لانتشال جثة طفلين، في حين تم التدخل سنة 2022 أربعِ مراتِ، مع وفاة طِفلين ورجل.
وأوضح المتحدث، بأن غالبية حالات الغرق يتم تسجيلها في المُسطحات المائية والسُدود والبِرك التي يتجِه إليها الأطفال والمُراهِقون والشباب في الصيف، خاصة الفئات العمرية بين 8 إلى 14 سنة، مؤكِدا في ذات السِياق، بأن غالبية النداءات والتبليغات التي تستقبلها مصالح الحماية المدنية تكون متأخرة جدا، على اعتبار أن الأطفال يتجِهون للسِباحة في بِرك ومُسطحات تبعُد عن المجمعات السكنية بمسافاتِ طويلة، فيستغرق بقية الأطفال وقتا للوُصول إلى الأهل وتبلِيغهم، وعليه يكون الاتِصال بالمصلحة بعد فوات الأوان.
وذكر الطبيب، بأن السِباحة في المياه المالِحة تختلف تماما عن السِباحة في المياه الحُلوة لأن الثانية تُشكِل خطرا أكبر على حياة الإنسان، وهذا له علاقة وطِيدة بالجانب الفيزيولوجي المرتبِط بالجِهاز التنُفسي، فالماء الحلو الذي يتِم ابتلاعه عند الغرق يتجمع على مُستوى حويصلات الجِهاز التنفسي، نظرا لوُجود عملية فِيزيولوجية تحدث في الجسم من أجل انتقال السوائِل.
وابتلاع المِياه الحُلوة حسب المُتحدث، يجعل التركيز على مستوى الحويصلات التنفسية أقل من التركيز الموجود على مستوى الدورة الدموية، ويتسبب بالضرورة في انتقال الماء والدم من الدورة الدموية إلى الحُويصلات التنفُسية فتتلُف وبذلك يغرق الشخص، ومنه تحدث الوفاة السريعة في حال لم يتِم التدخل المبكر من أجل إنعاش الضحية.
وأوضح المتحدث، بأن دور الطاقم الطبي يأتي بعد تدخل فرقة الغطاسين لانتشال الغريق إذ تقدم له الإسعافات الأولية مباشرة، وفي حال عانى من توقف قلبي رئوي يكون التدخل بتطبيق عملية الإنعاش القاعدي مع تدليك عضلة القلب والتنفس الاصطناعي عن طريق المنفخ اليدوي، لتوفير جرعات كبيرة من الأوكسجين بغية إنقاذ الضحية.
أما من يُعانون من صعوبة في التنفس لابتلاعهم كميات كبيرة من الماء، فتتم إراحتهم في وضعية نصف جالس وتقدم لهم جرعات كبيرة من الأوكسجين، بعد ربط عُلبة الإنعاش بقارورة الأوكسجين، حيث تُقدم جرعات بضغط 1 أطموسفير من الهواء العادي لمن لديه صعوبة في التنفس في حالات عادية، أما في حالات الغرق يُقدم الأوكسجين بضغط مرتفع باستعمال جهاز خاص لتجفيف الحُويصِلات التنفسية، حيث يعود الماء إلى الدورة الدموية، وبهذه الطريقة يتِم إنقاذ حياة الضحية.
وتابع الطبيب حديثه قائلا: "في حالة إنقاذ الغريق وبقائه على قيد الحياة، نكون أمام حالتين، الأولى هي الأكثر حِدة وتتعلق بدخول المياه إلى جوف الضحية فتؤثر على الحويصلات التنفسية وتبقى آثار سلبية بجسده، على غرار إصابته بأمراض صدرية بسبب تقلص قدراته التنفسية، أما الحالة الثانية فهي إمكانية إصابة الشخص بأمراض معدية لسباحته في أماكن ملوثة مثل البرك والوديان، التي تُعد بؤرة ملائمة لتطور الجراثيم والبكتيريا، ناهيك عن إصابته بأمراض مناعية".
ويتم علاج هذه الحالات وفق ما أوضحه الطبيب، بتقديم متابعة خاصة للضحية على مستوى الاستعجالات الطبية بمصلحة الأمراض المعدية، حيث تُقدم له جرعات لعزل البكتيريا، وعند معرفة نوعها يُقدم له مضاد حيوي وأدوية.
الغطاس شعيب بوقاصلي
الوحل وثقل المياه سبب
مباشر للوفاة
وتطرق الغطاس بالحماية المدنية بقسنطينة، شعيب بوقاصلي، إلى صعوبة إنقاذ ضحايا حوادث الغرق والأخطار التي يتعرضون إليها، خصوصا أثناء النزول إلى وادي الرمال، الذي تُعدُ السِباحة فيه خطيرة لدرجة كبيرة، وتتطلب انتباها شديدا من الغطاس، أما خطر المسطحات المائية، فيكمن في صعوبة الرؤية تحت الماء فلا يمكن التكهن بما يوجد في الأسفل، وأحيانا يتم الاصطدام بمعادن أو أغصان الشجر.
وأضاف المتحدث قائلا إن عمليات انتشال الغرقى تختلف من مكان إلى آخر، فالنزول إلى الوديان يتطلب تطبيق نمط سباحة يعرف باسم "ساف" وهي عملية الإنقاذ في المياه المتحركة، أما في البحر فيتم تطبيق تقنية الغوص بطريقة احترافية، ولا يتم التدخل في حالات الغرق وإنما في حالة فقدان الضحية، بدءا بتحديد مكان الغريق والانطلاق في البحث عنه في المنطقة المشار إليها.
وفي حال عدم العثور على الغريق، يتم إتباع مسار حركة الأمواج أين تتجه، وفي الغالب يتم إيجاد الضحية على مقربة من الصخور في قلب المياه ولا يصل إلى الأرض ولا يبقى على السطح، أما في البرك أو المسطحات المائية، فيتم الاعتماد على إحداثيات شهود العيان، لتحديد موقع الضحية والنزول للبحث عنها في إطار دائرة معينة، فإن كانت المعطيات المقدمة صحيحة يُعثر عليها في ذلك المكان، أما بالنسبة للسدود فتُستعمل الزوارق للوصول إلى الضحية وانتشالها.
وأوضح المتحدث، بأن الخطر الذي يهدد الأطفال والمراهقين الذين يسبحون في البرك والمسطحات المائية أثناء فصل الصيف، هو وجود الوحل وثقل المياه، فكل من لا يجيد السباحة بشكل جيد يتعرض للغرق.
سامي خنفي من ديوان مؤسسات الشباب
التحسيس ضروري وجزء
من آليات الوقاية
يرى المكلف بالاتصال على مستوى ديوان مؤسسات الشباب بولاية قسنطينة، سامي خنفي، بأنه من الضروري القيام بحملات توعوية لتحسيس الأولياء والأطفال والشباب بخطورة النزول للسباحة في المسطحات المائية والبرك والوديان وغيرها، وذلك للحد من حوادث الغرق التي تسجلها مصالح الحماية المدنية كل سنة وتؤدي إلى فقدان أرواح في كل مرة
وقال خنفي إن الديوان يشارك إلى جانب مصالح أخرى بشكل سنوي، في التوعية وتمرير رسائل واضحة ومباشرة للجمهور، للامتناع عن السباحة في هكذا أماكن ممنوعة نظرا لخطورتها على حياة الأشخاص وسلامتهم، والتأكيد على الأولياء بمراقبة أبنائهم في فصل الصيف وحراستهم ومنعهم وتوعيتهم.
وأضاف المتحدث، بأن الحملات الدورية تشمل رحلات مجانية للأطفال للسباحة في أماكن صحية وآمنة تحت أعين أعوان الحراسة، مضيفا بأنه تم خلال آخر فعالية احتفالية باليوم العالمي للحد من حوادث الغرق، تقديم مجموعة من الصور التي توضح مدى خطورة السباحة في الأماكن الممنوعة، إلى جانب عرض فيديوهات تحسيسية، من بينها مقطع يبين حالة غرق مراهق بحفرة على مستوى حي ساقية سيدي يوسف، مفيدا في ذات السياق، بأن مخاطر السباحة في هكذا أماكن تزيد كونها غير محروسة وغير مراقبة.
رميساء جبيل