نصائح و أفكار للسياحة و الدراسة والعمل: تدوين الأسفار يفتح أبواب العالم

انتشرت مؤخرا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصفحات و المجموعات المهتمة بمجال السفر، إلى جانب تزايد عدد المدونين الناشطين في هذا المجال، و الذين ساهموا كثيرا في تبسيط فكرة السفر إلى الخارج للسياحة أو الدراسة أو العمل، عن طريق نقل تجاربهم الخاصة، و تقديم أفكار و اقتراحات جديدة، جعلت من زيارة بلدان العالم واستكشافها أمر أسهر بكثير، كما ساهمت كثيرا في تنشيط السياحة الداخلية كذلك.

رحلات على أجنحة الإنترنت
ستجد وأنت تتصفح الإنترنت فيديوهات كثيرة لمدوني السفر من قبيل " بلدان يمكنك زيارتها بدون فيزا" و    " أرخص شهر عسل في هاواي" و " فيزا للدراسة والعمل في كندا"  و " هكذا يمكنك قضاء أسبوع مجاني في السويد"، وهي فيديوهات يعدها أشخاص وأحيانا أزواج مختصون في مجال التدوين الإلكتروني، ولهم متابعون من مختلف دول العالم، بينهم جزائريون حققوا شهرة كبيرة على غرار خبيب كواس الذي اختير مؤخرا كواحد من بين أفضل صناع المحتوى العالميين و نور براهيمي ودنيا زاد برنيس، و الزوجان محمد و ياسمين المشهوران باسم " تو ألجيريانز إن ترافل".
و يعرف هذا النوع من المحتوى انتشارا و متابعة كبيرين مؤخرا، خاصة بعد الفترة التي تلت انجلاء الجائحة و رفع قيود الحجر و السفر، حيث يقدم المدونون أفكارا للسفر بأقل التكاليف داخل الجزائر و خارجها و يقترحون وجهات مختلفة بينها بلدان كان يعتقد بأن زيارتها صعبة جدا وحكر على الميسورين فقط.
 و يرحل هؤلاء المدونون بمتابعيهم إلى مختلف القارات عن طريق فيديوهات قصيرة " فلوغ" تبين الوجهة و تقدم برنامجا عن أهم الأماكن التي يمكن زيارتها في البلد المقصود و تكاليف كل شيء، مع  التركيز على الحيل البسيطة التي تجعل من الرحلة أقل كلفة، على غرار عروض الخطوط الجوية و الفنادق و مواسم التخفيضات و غير ذلك.
مجموعات سفر تقدم وساطة مجانية
ويعطي مدونو السفر أدق التفاصيل عن الرحلة، لأنها قد تكون جد مهمة لمعرفة كيفية التعامل عند الوصول إلى الوجهة المطلوبة، حيث يعتمدون في توجيه متابعيهم على تجاربهم الشخصية فينصحونك بأن تفعل أمرا وأن تتجنب أمرا آخر، ومن بين المعلومات التي يقدمها هؤلاء  كيفية البحث الدقيق عن شركات الطيران التي توفر عروضا وخصومات على التذاكر،  و نوعية المواصلات التي يستحسن استخدامها في دولة معينة و كيفية اختيار الفنادق و المطاعم في وقت الذروة و بمبلغ زهيد.   
ويبدو أن الشباب  هم أكثر فئة تستهويها فكرة تدوين الأسفار، حتى إن بعضهم حولوا ذلك إلى  تحد وأصبحوا يتداولون فيما بينهم   فيديوهات وصورا لأماكن  قاموا بزيارتها بناء على نصائح مدونين آخرين، كانوا بمثابة وسطاء عوضوا وكالات السفر و قدموا خدمات توجيه و إرشاد مجانية أهمها اقتراح المواقع الإلكترونية الأرخص لأجل مختلف أنواع الحجوزات.
وخلال استطلاع قامت به النصر، عبر العديد من المنصات  المتخصصة في نشر المحتوى السياحي  وعلى رأسها مجموعة  تجارب سياحية "إيكسبريونس ترافل"،  التي تحصي أكثر من 3 ملايين متابع، لاحظنا بأن حجم المتابعة في تزايد، خاصة وأن هذه المنصة تعكف على نشر محتوى يومي  من   فيديوهات وصور و منشورات  عن السياحة  وتقديم أدق التفاصيل عن كيفية السفر، ومتى و مع من و غيرها من المعطيات، حيت تحقق الفيديوهات ملايين المشاهدات و يتم تداولها بقوة، كما تحظى بتفاعل كبير خاصة الفيديوهات التي تروج للسياحة في الجزائر.
نور براهيمي من موظفة إلى أشهر مدونة سفر
وتحقق فيديوهات مدونة الأسفار الجزائرية نور  براهيمي التي يتابعها أكثر من 500 ألف  شخص عبر   موقع يوتيوب مشاهدة قياسية، و تعتبر من أفضل مدوني السفر في الجزائر، وقد شاركت تجربتها مع متابعيها، و تحدثت عن بداياتها و كيف تخلت عن وظيفتها في شركة متعددة الجنسيات، لكي تتحول إلى مدونة سفر.
 وتقدم براهيمي محتوى مختلفا، يخص أسهل طرق الحصول على الفيزا، و تشرح ذلك عبر فيديوهات تفصيلية تعرف بمواقع تسمح بتبادل بيوت الاستقبال عبر العالم، و تقترح الخدمة الاجتماعية لساعات معينة في النهار مقابل الحصول على فيزا و سداد تكاليف الإقامة والإطعام، و غير ذلك من الحيل البسيطة للسفر بأقل من تكلفة إلى دول مثل السويد و ألمانيا وأمريكا.
 تقدم نور كذلك،  نصائح عديدة تتعلق بكيفية اختيار حقيبة السفر و السفر مجانا من الجزائر إلى دول أخرى لأجل الالتحاق ببرامج التعليم والتدريب والدراسة، فضلا عن توجيه المسافرين نحو أرخص أمكان الإقامة والتسوق.
خبيب كواس يسافر بـ  5 ملاين متابع نحو العالم
خبيب كواس، هو الآخر مدون جزائري يحظى بالمتابعة و يعتبر الأشهر على الإطلاق و من بين الأفضل في العالم، ففيديوهاته تنتشر بقوة و تلقى تفاعلا قويا يسمح من خلالها لمتابعيه بالسفر معه إلى مختلف بقاع العالم، و يقدم نصائح مهمة لخوض تجربة السفر بأقل التكاليف، لما يزيد عن 5ملايين متابع، منهم 1.5 يتابعونه على يوتيوب و 3.5 يتابعون حسابه على إنستغرام، و يوثق خبيب تجربته على شبكات التواصل و يشارك تفاصيل رحلاته ومغامرته، بشكل مبسط يمكن المتابع من الحصول على كل ما يحتاجه من معلومات للسفر إلى البلد الذي يريده دون الحاجة إلى المرور عبر وكالة سياحية.
اثنان من أصل ثلاثة أشخاص يعتمدون على مقاطع الفيديو للسفر
ووفقا لدراسة حديثة أجرتها شركة  غوغل و إيبسوس ميديا، فإن اثنين من أصل ثلاثة مستهلكين يشاهدون مقاطع فيديو للسفر عبر الإنترنت عندما يفكرون في القيام برحلة ما، لذلك أصبح من الأهمية  بالنسبة للمسوقين في مجال السياحة التعرف على مجال التدوين المرئي السياحي و إتقان استخدام "البلوجز" أو المدونين لتعريف السياح بالطريقة الأمثل والأسهل لاختيار فنادقهم و شركات الطيران و مناطق الجذب السياحي أو غيرها من الأنشطة ذات الصلة بالسياحة على اليوتيوب وذلك بمشاركة مقاطع حقيقية لسياح آخرين مروا على نفس الأمكنة و وثقوا أنفسهم و نشاطاتهم في ذات الفنادق أو الأمكنة السياحية، وهو الأمر الذي يمكنه أن يؤدي إلى جذب المزيد والمزيد من السياح. و أشارت دراسة  أخرى،  إلى أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن البيانات ذات التجربة الشخصية من مدونات الفيديو التي تدخل في إطار المحتوى الذي ينتجه المستخدم، تتمتع بدرجة عالية من الثقة بين السياح   لأنها بالأساس مصادر  مستقلة و لا تنتمي إلى جهات رسمية أو إلى الوكالات السياحية التي تقوم بعملية التسويق بشكل متعمد ومتقن.
و جاء في الدراسة، بأن هذه المعلومات تحظى بالاهتمام و المصداقية لأنها لا تصدر عن المنظمات الرسمية وهذا النوع من المعلومات يعتبر أكثر أهمية وقوة بالنسبة للسياح، في ذات السياق  تؤكد دراسات أخرى أن السائح أصبح الآن شريكا نشطا في عملية التسويق السياحي للوجهات وللعناصر الثقافية فيها، و لكي تنجح المؤسسات السياحية في الترويج للوجهات ومقوماتها الثقافية يجب أن تكون قادرة على تزويد السياح بأنواع المعلومات والخبرات التي يمكنهم طلبها بشكل متزايد وعلى المكلفين بالتسويق أن يتطلعوا إلى إنشاء قنوات اتصال مستمرة ثنائية الاتجاه، خاصة وأن قنوات اليوتيوب باتت اليوم، واحدة من أفضل الوسائط التي يمكن توظيفها في هذا المجال.
 لينة دلول