الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تستنجد سيّدات بالمنتجات الطبيعية لمواجهة مشاكل البشرة، بعدما صارت الكريمات الصناعية مكلفة جدا و محل جدل صحي، ويعد الصابون التقليدي بمختلف تركيباته مطلوبا بكثرة، لكونه يعطي نتائج سريعة للبشرة، وهو تحديدا ما شجع حرفيات على خوض تجربة صناعته وتسويقه في إطار الترويج لثقافة العودة إلى الطبيعة.
لينة دلول
أسعار بين 200 و 250 دينارا
تعرف حرفة صناعة الصابون التقليدي، أو كما يطلق عليه «الصابون البلدي أو الصابون الأسود» عودة قوية، توقعها أنامل سيدات تمكن من تحقيق التميز والتحكم في تركيبة هذا المنتج، حيث يلاحظ كل من يزور معارض الحرف و الصناعات التقليدية، أو يدخل محلا لبيع المنتجات الطبيعية، أركانا مخصصة لأنواع من الصابون، تعرض بألوان مختلفة وبروائح لا حصر لها، فنجد منتجات باللون الأسود و أخرى حمراء وصفراء وزرقاء وبنية، تقدم بطريقة جميلة و بتوضيب و تعليب عصري يجذب الزبائن، كما تتفنن الحرفيات في التسويق لهذا المنتج و إقناع الزبونات بفعاليته، سواء في نقاط العرض أو عبر حساباتهن على مواقع التواصل.
وقفنا خلال جولة بمعرض للصناعات التقليدية تحتضنه قسنطينة منذ أيام، على نشاط كبير للحرفيات في مجال صناعة الصابون البلدي، وقد اتضح من خلال حديثنا إلى بعضهن، أنهن يعتمد في ذلك بشكل كبير على الزيوت الأساسية، مثل زيت الزيتون و زيت زهرة الخشخاش، زيادة على زيت الكركم، كما تستخدم لذات الغرض النيلة الزرقاء، و يمزج زيت الزيتون بزيت الأرقان لصناعة قوالب من الصابون يكلف الواحد منها بين 200 و250 دج.
قالت لنا سهام، وهي حرفية في عقدها الثاني، إنها تهتم كثيرا بالوصفات الطبيعية للعناية بالبشرة، و إنها مسرورة جدا بعودة اهتمام الحرفيين بالصابون البلدي والترويج له بعدما غاب لسنوات عن الأسواق، معتبرة بأن هذه الصناعة قديمة و تدخل ضمن عادات و تقاليد عناية المرأة الجزائرية بجمالها منذ القدم.
وأوضحت رهام، زبونة قابلنها أمام واحدة من طاولات العرض، بأنها تعاني من الصدفية، وقد قرأت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الصابون البلدي المصنوع من مادة الكركم والنيلة الزرقاء، مفيد جدا للتخفيف من حدة الإكزيما وتهدئتها، و لذلك قررت تجربته بعدما ملت من استخدام الكريمات الأخرى دون فائدة.
وقالت رانية طالبة جامعية، بأن المنتجات الطبيعية على اختلافها أصبحت تستهويها كثيرا، لفعاليتها الفورية وجودة مكونتها الطبيعية عكس المستحضرات الصناعية التي تضر البشرة أكثر مما تفيدها و تسبب التجاعيد، موضحة بأن هناك توجها ملحوظا نحو كل ما هو طبيعي، والأخص بعدما تراجع الاستيراد وارتفعت أسعار منتجات الماركات الشهيرة والموثوقة، ما فرض على النساء البحث عن بدائل أخرى للعناية بالبشرة.
حرفيات يحفظن للحمام الجزائري مكانته الخاصة
وبحسب الحرفية هيام مريحات، التي كانت تعرض تشكيلة متنوعة من الصابون والكريمات بالمعرض الذي يحتضنه قصر الثقافة محمد العيد أل خليفة، فإن الصابون البلدي منتج طبيعي خالص ومصنوع بمكونات محلية، وهو ما يضاعف الإقبال عليه، من طرف النساء اللواتي يؤيدن أهمية التركيز على المنتجات الطبيعية الخالية من المركبات الكيميائية في ظل التوجه نحو الطبيعة و منتجاتها للحد من الأمراض ومشاكل البشرة.
وللصابون البلدي حسبها، فوائد جمالية عديدة على البشرة والجلد حيث يساعد على تفتيح المسامات و إزالة الخلايا الميتة وتنظيف البشرة وجعلها أكثر حيوية و نضارة، ويخلص من البثور والنقاط السوداء والشوائب، إضافة إلى تأخير ظهور التجاعيد، وتنشيط الدورة الدموية.
وقالت محدثتنا، إنه لا خوف من استعمال الصابون الأسود على كامل الجسم لأنه مكون من مواد طبيعية، مضيفة بأن أهميته تكمن في كونه يحافظ على رطوبة الجلد ولا يجففه، ويجب كما أضافت، استعمال الصابون الأسود على كل مناطق الجسم عند الاستحمام، مع اجتناب الضغط، أو ما يتبع الصابون من فرك بـ «الليفة الخشنة»، لأن هذه العملية تؤثر على سطح البشرة وتحرقها.
وأوضحت، أن نسبة من الجزائريات ما يزلن متشبثات بتراثهن وتقاليدهن حيث يحفظن للحمام الجزائري مكانته، و يعتبرنه تقليدا قارا خصوصا حمام العروس، الذي لا يخلو من كل ما هو تقليدي بما في ذلك الصابون البلدي.
من المشاريع النسوية الناجحة
وأشارت الشابة، إلى أنه وبالرغم من أن صناعة الصابون البلدي من أبسط الطرق وأسهلها، لكونها لا تحتاج إلى أدوات أو مواد كثيرة، إلا بعض الزيوت والأعشاب، فإنه يجب على الحرفية أن تكون عارفة بطبيعة المكونات وكيفية مزجها مع بعضها، وكذا القيام بعمليات حسابية للحصول على صابون متقن الصنع لا يتسبب في أية مخاطر صحية.
وأضافت هيام، بأنه على كل شخص يريد تعلم هذه الحرفة أن يخضع على الأقل لتكوين يتلقى خلاله القواعد الأساسية التي تمكنه من التحكم في الحرفة، ومن ثمة يمكنه أن يبدع فيها بإضافة الزيوت العطرية التي يرغب فيها، بعد أن يبحث عن فوائدها، حتى يكون صابونه غنيا بالفوائد الصحية، وقالت إن مديرية الصناعات التقليدية والحرف بقسنطينة تقدم دورات مكثفة في صناعة الصابون وتسمح للمنتسبات بالحصول على شهادات تكوين وبطاقات حرفي.
وأوضحت الحرفية، أن صناعة الصابون البلدي من المشاريع النسوية والمصغرة الناجحة والمربحة، بالنظر إلى توفر كل المواد الأولية المطلوبة في الجزائر، خاصة زيت الزيتون الذي يعد أهم عنصر في التركيبة.
وأضافت، أن العديد من الحرفيين حافظوا على الطريقة التقليدية في صناعة الصابون البلدي، وأضافوا بعض التعديلات المتمثلة في مزج الصابون بالعطور والزيوت الطبيعية والأعشاب التجميلية، وكذا التغيير في طريقة التوضيب والتعليب وتنويع الأشكال لتواكب التطور وتخدم الأذواق.