كشف وزير المالية، لعزيز فايد، بأن مقترح رفع منحة الإعانة للسكن الريفي هو قيد الدراسة على مستوى الحكومة لاتخاذ القرار، وأعلن عن تدابير للتقليل من...
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ووصف ترامب فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه...
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، مختلف التدابير المتخذة والمقترحة في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية...
أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
نوّهت منذ أيام الأمم المتحدة بتجربة بلادنا في إدماج المساجين بعد أن وقفت ممثلة البرنامج الإنمائي بالجزائر على تجربة مؤسسة البيئة المفتوحة بمنطقة بوكعبن بوادي الشعبة بباتنة، أين حوّلت أرض جرادء إلى جنة بسواعد مساجين اختيروا لتطبيق أول عملية للإدماج بواسطة العمل الفلاحي.التجربة وإن كانت ذات أبعاد نفسية بحكم أن التواصل المباشر مع الطبيعة والخضرة يمتص شحنة العنف الموجودة في دواخل الفرد مهما كان مستقيما ويساعد على التخلص من شوائب الحياة و انفعالاتها، إلا أنها خطوة هامة تؤكد أن الإدماج ليس مجرد فكرة أو شعار يدوّن في تقارير سنوية لحقوق الإنسان.
ضمن حيز بري مساحته 25 هكتارا حدث ما لا يمكن لعلماء الاجتماع أو النفس تحقيقه، هناك في قلب الطبيعة شعر السجناء أنهم طلقاء وفي نفس الوقت منحت لهم فرصة التعبير عن الذات بواسطة العمل بعيدا عن ضغط السجن، فإضافة إلى الجهد العضلي الذي يمكن من التخلص من الطاقة السلبية الناجمة عن نقص الحركة أو التي يولدها الاحتكاك بالمساجين وهندسة السجون الخانقة، فإن نزلاء مختلف المؤسسات العقابية وضعوا أمام اختبار مصيري يجعلهم يخرجون بسلاسة من ثوب الفرد مقيد الحرية إلى شخص فعال، فجاءت النتيجة مبهرة.
أن يشارك إنسان في بعث الحياة في أرض بور ويأكل مما زرع فتلك متعة لا تضاهى بالنسبة للشخص العادي فما بالك بمن يخضع لعقوبة بعد خطأ أو لحظة ضعف نقلته من صفة المواطن الصالح إلى ذلك السجين الذي ينظر إلى المجتمع بعين الانتقام والسخط، 250 سجينا دخلوا هذه التجربة ولا شك أنهم سيخرجون منها بدرس وحرفة تسهل اندماجهم في المجتمع وتعيد لهم الثقة في النفس والأهم أنها تربطهم بالأرض.
مئات الملايير تصرف سنويا لإيواء المساجين وواقع الجريمة حاليا يقول أن عددهم في تزايد وأن الاستمرار في التعامل مع هذه الفئة بالأسلوب التقليدي سيكلف أكثـر وربما يكرس ما يروّج حول أن الرفاهية في السجون جعلت مجرمين يبرمجون لدخولها شتاء
و الركون إلى الراحة بين فترة وأخرى، طالما أصبح للسجن ناد وملعب ومكتبة وسرير مريح. أن يدخل أحدهم السجن لصا ويخرج منه فلاحا أو نجارا فذلك هو التأديب والإصلاح بمفهومه العملي والعميق، ولو أن كل السجناء خضعوا للإدماج بهذه الطريقة من المؤكد أننا لن نشكو من مشكل عمالة وربما نطور قطاعات كثيرة، وفي نفس الوقت لن نجد من يعود إلى السجن بعد أسابيع وربما أيام من مغادرته، كما أن المؤسسات العقابية ستموّن من سواعد نزلائها.
وبعيدا عن الجدوى الاقتصادية على أهميتها، فإن الإدماج اليوم أصبح من الطرق العصرية للتعامل مع السجين لأن عزله داخل عنبر لن يخلص المجتمع من الجريمة ولن يجعل منه ذلك الإنسان المتجدد بل ربما يزيد من جنوحه نحو الإجرام والعنف، الأصلح هو عدم قطعه عن العالم الخارجي وربما هي فرصة لتلقينه حرفة استغلالا لهامش وقت الفراغ الذي يخلقه التواجد داخل أربعة جدران لأشهر أو لسنوات.وقبل تجربة مؤسسة البيئة المفتوحة كانت الجزائر قد لجأت إلى أسلوب العفو عن المساجين الذين يحقّقون النجاح الدراسي، وأصبحنا سنويا نجد أعدادا هائلة من المتحصلين على شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا من داخل السجون وهو عامل مهم لأن وجود شخص يهتم بالدراسة والقراءة داخل هكذا محيط من شأنه أن يحدث الفارق.
النصر