أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
لا تسعى الجزائر من خلال توجهها الاقتصادي نحو القارة السمراء إلى تدارك تأخر في الالتفات إلى محيطها فحسب، ولكنها تسعى أيضا إلى إعطاء توجهات سياسية تبنتها على مدى عقود بعدها الاقتصادي، في ظرف عالمي بدأت تهب فيه رياح إفريقيا كسوق بـ 1.2 مليار نسمة وكمنطقة استثمار عذراء أخذت مؤشرات نمو اقتصادياتها منحى تصاعديا.
ولو راجعنا علاقات الجزائر الإفريقية لوقفنا على تاريخ من النضال من أجل تحرير القارة من الاستعمار، تلاه إسهام في المحافظة على الاستقرار وفي التنمية البشرية بفتح الجزائر مجال التعليم والتكوين العالي في مختلف المجالات للأفارقة، ثم الدفاع عن مصالح القارة على المسرح الدولي من خلال إسماع صوت القارة لكبار العالم، الذين تجاوبوا مع مبادرة النيباد التي تبنتها بلادنا إلى جانب كبيرين في القارة هما جنوب إفريقيا ونيجيريا، وسنقف أخيرا على معركة دبلوماسية خاضتها الجزائر لمواجهة تحرشات الاستعمار الجديد بإفريقيا بابتداع سياسة التدخل لأسباب إنسانية، وهي ذرائع يحركها حسّ استعماري يبدو أنه مازال يشتغل لدى قوى غربية لم تتخلّص من عاداتها السيئة.
و الآن فإن الجزائر بصفتها أكبر بلد في القارة وبموقعها الاستراتيجي تدعو الأفارقة إلى كلمة سواء في المجال الاقتصادي بشكل يحقق المنفعة المتبادلة ويعزز سيادة البلدان ويقوي موقعها التفاوضي مع مختلف الشركاء في عالم تتحكم فيه لوبيات اقتصادية لا تتردّد في افتراس الاقتصاديات الهشة و ارتهان قرارها الاقتصادي والسياسي أيضا، وهي في ذلك تتجنّب التعالي على الأفارقة كما تفعل بعض بلدان شمال القارة التي تسعى إلى لعب أدوار أكبر منها، بل وتسعى إلى مقايضة الولاء بخدمات شحيحة في لوبينغ دبلوماسي يخدم بعض المسؤولين على حساب حاجات الدول ومصالحها الحقيقية، وهذا السلوك يعكس، للأسف، نوايا توسعية هي ابنة غير شرعية للاستعمار وأبعد ما تكون عما تقتضيه أخلاق الجيرة في قارة عانت الظلم والحيف والعنصرية.
وقد حرص رمطان لعمامرة أمس على الرد على الذين يتحدثون عن "تنافس" بين الجزائر ودول أخرى على إفريقيا من خلال استضافة المنتدى الإفريقي للاستثمار بالقول أن الجزائر أكبر من أن تقارن بغيرها، كاشفا عن مسعى لإعطاء هذا اللقاء البعد العالمي الذي يليق به في الطبعات المقبلة.
فالجزائر التي بادرت بمسح ديون بنحو مليار دولار لم تطلب المقابل، كما يفعل غيرها وهي اليوم إذ تتبنى الدعوة إلى شراكة بينية، تضع أيضا بنيتها التحتية وإمكانياتها في خدمة الاقتصاد الإفريقي الذي يحتاج إلى نهضة تقفز بالقارة من موقع المستهلك الدائم إلى موقع الشريك الفعال.
فالمبادلات البينية بين الأفارقة لا تتجاوز 12 بالمئة من تعاملاتها، وهذه إحدى أسباب أزمتها، التي تدعو الجزائر إلى تجاوزها عبر ربط شراكات تمكن القارة من إنتاج حاجياتها والاستغناء عن اللجوء إلى الأسواق الخارجية.
وإذا كانت الجزائر قد حققت مكسبا كبيرا على صعيد الدبلوماسية الاقتصادية بقيادتها لمفاوضات جنّبت سوق النفط الانهيار، فإن السلطات تنتظر تجاوبا من الفاعلين الاقتصاديين لتمتين موقف الجزائر والاستفادة في نفس الوقت من المكانة الدبلوماسية للبلاد واختراق الأسواق الخارجية انطلاقا من الجوار الإفريقي، لأن عدم الاستفادة من المبادرات التي تطلقها الدولة سيفوّت الفرص الأخيرة على الجزائر.
النصر