أكد وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد عباس عراقجي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن بلاده تثمن عاليا المواقف الشجاعة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الباحث والعالم الجزائري كريم زغيب، الذي أكد الشروع في العمل مع وزارة...
* إسقاط طائرة الدرون مؤخرا من مظاهر عصرنة و احترافية الجيشأكد العقيد، مصطفى مراح، من مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي أن هذا...
أكد الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء محمد الصالح بن بيشة، في افتتاح ملتقى بعنوان«تعزيز الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني: بين التحديات...
بقدر ما يشكل القرار الأخير للقادة الأفارقة القاضي بتزكية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منسقا قاريا لمكافحة الإرهاب، تشريفا للجزائر كدولة رائدة في التعامل الداخلي مع هذه الآفة الأخذة في التمدّد و الانتشار في العالم، فهو يحمّل الجزائر باعتبارها القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، مسؤوليات إضافية لمحاربة ظاهرة الإرهاب و التطرف على المستوى القارة الإفريقية.
هذا العبء الجديد الذي ألقاه الأفارقة على الجزائر، منطلقه اعتراف قاري بنجاح دولة حاربت الإرهاب لوحدها طيلة عشر سنوات كاملة و العالم يتفرج
و ينتظر نتيجة المواجهة بين دولة بمؤسساتها و شعبها و بين أخطبوط تتغذى رؤوسه على التطرف و تواطؤ الخارج و المخدرات و الجريمة المنظمة و الإتجار في السلاح و البشر.
و الجزائر التي اكتوت أكثـر من غيرها من آفة الإرهاب و مخلفاتها المدمرة على الاقتصاد و على المجتمع، لم تتوقف يوما عن ملاحقة بقايا الإرهاب و مطاردة الجماعات المسلحة المارقة التي ترفض تدابير المصالحة الوطنية و ما توفره من فرص للتوبة و الصفح.فلا يكاد يمر يوم واحد و تعلن قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي التي وحّدت مجهوداتها التنظيمية، عن تحييد إرهابيين أو القضاء عليهم
و تفكيك شبكات دعم و إسناد و تدمير ملاجئ و حجز أسلحة حربية و صواريخ و قنابل و ذخائر معتبرة.
العمليات النوعية هذه تتم في المناطق الجبلية و الهضاب العليا بشمال البلاد، كما تتم في الصحاري و الفيافي المتاخمة للحدود مع دول تعرف مشاكل أمنية مثل ليبيا و مالي و موريتانيا و المغرب. و كما يلاحظ هي عمليات وقائية و استباقية، غايتها العسكرية و الأمنية مهاجمة المواقع الإرهابية في عقر دارها، أي أن الجيش دخل منذ مدة طويلة في هذه الإستراتيجية الهجومية التي أثبتت فعاليتها و نجاعتها من خلال الحصائل المظفرة التي تنشرها دوريا بيانات المؤسسة العسكرية. و هكذا أصبحت التجربة الجزائرية الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيد الأمني و السياسي، وصفة يمكن تصديرها إلى الدول الإفريقية التي تعاني منذ وصول الطلائع الأولى للجماعات المسلحة التي حاربت في المناطق الساخنة بالشرق الأوسط.
و على الرغم من أن العقيدة العسكرية للدولة الجزائرية لا تسمح بأن يحارب أي عسكري جزائري خارج التراب الوطني، إلا أن ذلك لا يمنع من إقامة تعاون أمني و تقني في مجال تبادل المعلومات و توحيد الجهود الإفريقية و خاصة مع دول الساحل التي تحولت إلى أعشاش للجماعات المسلحة في مواجهة أنظمة هشّة و دول ضعيفة و شعوب فقيرة. فلم يعد بمقدور أي دولة لوحدها مواجهة ظاهرة عالمية مثل الإرهاب، تنتشر بشكل رهيب و دخلت في تحالفات عجيبة مع عصابات تهريب الأسلحة و المخدرات و البشر و المواد الغذائية و تبييض الأموال و كل أشكال الجريمة المنظمة.
فقد أصبح من الصعب التفريق بين مختلف هذه النشاطات المتداخلة و التي وجدت بيئة ملائمة وسط السكان الأهالي الذين يتشكلون من قبائل متنقلة، تشكو الفقر و الجهل و التهميش وانعدام أبسط المرافق الحياتية التي عجزت الأنظمة القائمة على توفيرها.
و لذلك تقترح الجزائر العمل المشترك لمواجهة هذه الظاهرة الكونية، و التركيز على الحلول الجذرية و معالجة الأسباب الحقيقية لتفاقم الإرهاب و انتشاره بسرعة في المناطق الأكثـر فقرا و جدبا.
فقد أصبح من غير المجدي الإكتفاء باعتماد المقاربات الأمنية، و إغفال الحلول التنموية كمحاربة الجهل و التطرف و نشر التعليم و الصحة و تشجيع سبل الحوار كوسيلة مفضّلة لحل الخلافات و مواجهة الفتن الداخلية.غير أنه و للأسف هذا الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمي و الدولي لصالح المجموعة الدولية، يشكل مصدر قلق دائم لدى بعض الدوائر المغربية التي تسبح ضد التيار الإفريقي، إلى درجة أصبحت تطلق تصريحات مضلّلة لا يصدقها عاقل و تنم عن محاولات يائسة لتوظيف الظاهرة لأغراض مكشوفة.
النصر