أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للندوة 11 لمجلس السلم والأمن في إفريقيا المسمى "مسار وهران"، على ضرورة التعاون والتنسيق بين الأفارقة لدعم الجهود الرامية...
أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، السيد أحمد عطاف، أمس الأحد بوهران، محادثات ثنائية، مع عدة شخصيات...
•إطـلاق قسم باللغة الروسية و الاستعداد لإطـلاق آخر باللــغة الصينيةأشاد وزير الاتصال محمد مزيان بالتطور الذي حققته وكالة الأنباء الجزائرية منذ...
هنأ السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني المنتخب الوطني العسكري لألعاب القوى المشارك في الألعاب...
لم يتحمّل مواطنون «جفاء» الماء بعد سنوات من “الوصل” غير المنقطع، وخرج بعضهم إلى الشوارع للمطالبة بإعادة المياه إلى مجاريها، كما حدث في عنابة التي عاشت عيدا صعبا بسبب شح الحنفيات.المؤسسات المشرفة على تسيير الموارد المائية أكدت أن المشكلة تتجاوزها، لأن الأمر يتعلّق بالسماء وليس بتقصير على الأرض، فتراجع نسبة التساقط أدى إلى نقص منسوب المياه في السدود وبالتالي إلى تراجع الكمية الموزعة.
لكن الكثير من الدلائل تؤكد أن الذنب لا تتحمله الغيوم وحدها، ولكن الإنسان أيضا، فقد عادت في “سنوات النعمة” بعض مظاهر التبذير وتكفي معاينة تسربات تدوم فترات طويلة قد تبلغ الأسابيع ، وتكفي رؤية مواطنين يغسلون سياراتهم بأنابيب في الشوارع ويبلغ بهم الكرم حد تنظيف الأرصفة أو مشاكسة المارة بماء كلّف إيصاله إلى مختلف المدن والتجمعات السكانية الكثير، بداية من بناء السدود وانتهاء بمد قنوات على مئات الكيلومترات، و يكفي الوقوف على بعض العادات التي نمارسها يوميا للبرهان على سوء تعاملنا مع هذا المورد الثمين، فكم يبذر الجزائريون في غسل أسنانهم أو حلق ذقونهم أو غسل الأواني؟ لماذا نفتح الحنفيات عن آخرها ونضيّع عشرات أو مئات اللترات في حاجة لا تستدعي أكثر من لترين؟ كم من سدّ نهدر ماءه بهذه العادات التي نسخر أحيانا من حملات تدعو إلى تصحيحها؟
يكفي السلوك العقلاني من كل فرد للحفاظ على هذه الثروة و ادخارها للسنوات العجاف و للأجيال القادمة التي نسرق حقها ونحن نسرف في استهلاك الطاقة أو الماء، ونحن نحرق الغابات وندمّر الطبيعة ونأخذ نصيب غيرنا من باطن الأرض ونخرّب كل ما جاد به سطحها.والظاهر أننا لا ننتبه إلا عند الحاجة ومع ظهور الأزمات ولا نعرف قيمة بعض النعم إلا حين نشعر أننا بصدد فقدانها، لذلك نحتاج إلى نشر ثقافة جديدة في استعمال الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، ثقافة جديدة في التعامل مع البيئة والمحيط، فعدد السكان آخذ في التزايد في تناسب طردي مع الوعي بشؤون الاجتماع والمحيط، مثلما تظهره سلوكاتنا “الوحشية” مع الطبيعة، والمسؤولية يتقاسمها الأفراد والجماعات والسلطات العمومية، فمراقبة تسيير الموارد الطبيعية واستغلالها من مسؤولية السلطات حين يتراجع منسوب وعي المواطنين ومن مسؤولية المجتمع المدني و الأحزاب السياسية، فالعمل السياسي لا يرتبط بالمواعيد الانتخابية كما هو الحال عندنا، بل يستدعي التفكير في المستقبل ولا يتوقف عند المعارضة أو المساندة، بل يتطلب الاستشراف فأمُنا الأرض في حاجة إلى مساندتنا ومعارضة الذين يفسدون فيها ويسفكون الموارد، والبرامج السياسية ليست مجرد إنشائيات تكتب وتقرأ، بل ممارسات و سلوكات و أثر يُرى.
فأزمة الماء مشكلة عالمية ، لا نعطيها حقها من الاهتمام، وهذا لا يعني التقليل من شأن المنجزات التي حققتها الجزائر في هذا القطاع بالذات، ولكن بدعوة إلى تعزيز المكسب والحفاظ عليه، لأن أزمة الماء مرتبطة بتراجع منسوب الوعي به وليس بتراجع منسوب السدود فقط.
النصر