سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
* أمر بتسوية ملف العقار الفلاحي في 2025 * ضرورة إيجاد حل لمشكل غلاء اللحوم الحمراء * توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجيةأكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد...
كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
إجراء يصطدم بمخاوف العائلات و عادات و أحكام مسبقة بقسنطينة
يعاني العديد من المسنين ، خاصة المرضى و العاجزين منهم الملل و الفراغ و الشعور الخانق بالتهميش و العزلة . هذا يضاعف أحاسيس الغربة والعزلة النفسية لديهم . سيما الذين يعيشون في كنف أسر يعمل أو يدرس جميع أفرادها من أبناء و أحفاد ، و إضطرارهم للبقاء لوقت طويل بين أربعة جدران في قبضة الإنتظار و الذكريات و الوساوس أحيانا.
من أجل التخفيف من معاناة هذه الشريحة ، و ضمان شيخوخة متوازنة لها ، متفتحة على المجتمع ، و منفتحة على الآخرين ، و تقاسم جزء من مسؤوليات أسرهم ، أصدرت وزارة التضامن الوطني و الأسرة منشورا وزاريا في 15 ديسمبر 2014 ، يتضمن إجراء جديدا للتكفل بهم طيلة النهار داخل دور المسنين ، على أن يحضر ذووهم لإصطحابهم إلى بيوتهم في المساء . لكن هذا الإجراء، كما يبدو ، لم يلق صدى لدى المسنين و العائلات بولاية قسنطينة . إذ لم تستقبل دار المسنين عبد القادر بوخروفة بحامة بوزيان إلى غاية اليوم ، أية حالة من هذا النوع ، إستنادا إلى خلية الإعلام و الإتصال لمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بالولاية.
الإجراء الذي أصبح ساري المفعول بقسنطينة منذ حوالي شهرين، لم تتقبله بعض العائلات المحافظة و يصطدم ببعض الذهنيات و مخاوف من التأويل الخاطئ، و ذلك بالرغم من أهميته و دعمه للتكفل الأسري بالمسنين . حيث قال معظم من تحدثوا إلى النصر بهذا الشأن ، بأن مجرد التفكير في نقل الأب أو الأم إلى دار المسنين ، يجعلهم يشعرون بقشعريرة و نفور شديد و إحساس بالذنب.
و أسر إلينا مثلا محمد، شاب في الثلاثينات من عمره ، بأنه لا يستطيع مجرد التفكير في هذا الأمر. و لا يستطيع التخلي عن أمه المريضة التي تبلغ من العمر 65عاما ، و لو لساعات معدودة نهارا، فقد إضطر لطلب عطلة غير مدفوعة الأجر لمدة سنة من وظيفته الإدارية ، ليتكفل بها و يرعاها بنفسه ، في إنتظار عودة أخته من السفر، معلقا : «هذا واجبي و ليس واجب عمال دار العجزة « .
في حين قال آخرون بأن هذا الإجراء لا يزال يكتنفه الغموض و يحتاج إلى توضيحات من الجهات الوصية . و تساءلت سميرة ، ممرضة في العقد الرابع، عن الأسباب التي تمنع متخذي هذا القرار من فتح مراكز خاصة لرعاية المسنين نفسيا و الترفيه عنهم ، و علاجهم في نفس الوقت من كافة أمراض الشيخوخة، كما هو مطبق في الخارج ، بدل إرغام ذويهم على نقلهم عبر مختلف المستشفيات و العيادات لتعدد أمراضهم ، و ما ينجم عن ذلك من مصاريف و متاعب . مؤكدة بأن دور المسنين لن تفي بالغرض في وضعها الحالي . فيما تفضل بعض الأسر الاستعانة بمرافقات للمسنين المرضى و العجزة في فترة غيابها عن البيت ، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 50000 دج شهريا في بعض الحالات المستعصية.
مسؤولة خلية الإعلام و الاتصال بمديرية النشاط الإجتماعي :
أوضحت مسؤولة خلية الإعلام و الاتصال بمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن لولاية قسنطينة ، رميساء بن حملاوي ، بأن إجراء الإستقبال النهاري للمسنين بدار الأشخاص المسنين بحامة بوزيان ، وضعته وزارة التضامن الوطني . ويضاهي حسبها ، دور الحضانة بالنسبة للأطفال . ينص على التكفل بالشريحة التي تبلغ 65 عاما من العمر أو أكثر، من الساعة 8 صباحا إلى غاية السابعة مساء بدار الأشخاص المسنين . و قد وضعت له عدة شروط ، من بينها ، كما بينت محدثتنا ، ألا تكون شخصية المسن المعني بالإجراء عدائية عنيفة. أو يعاني من إضطرابات نفسية حادة أو أمراض معدية أو مستعصية ، مع ضرورة إحضاره لملف طبي كامل و توقيع المعني أو أحد أفراد أسرته سواء إبن أو إبنة أو أخ أو أخت، إتفاقية مع الدار بهذا الخصوص .
و بموجب الإتفاقية يوفر له الطاقم المتعدد الإختصاصات بالدار عدة خدمات طبية أو شبه طبية و متابعة و مرافقة نفسية ، على غرار بقية النزلاء الدائمين ، إلى جانب توفير المأوى المريح و الحماية و الأمن و تقديم وجبات غذائية متوازنة، مع مراعاة الحمية أو النظام الغذائي المناسب له ،حسب ذات المسؤولة . كما يتم إشراك هذه الشريحة في مختلف النشاطات البيداغوجية و التثقيفية و الترفيهية ، و يولي الطاقم العلاج بالعمل الكثير من الإهتمام من أجل إدماج المسن في وسطه الجديد و تشجيع الإتصال و التواصل مع بقية المقيمين هناك .
وشددت محدثتنا على أن هذا الإجراء الساري المفعول ، من شأنه أن يحافظ على كرامة المسنين و يكسر عزلتهم ، و يحميهم من إمكانية تخلي الأهل و ما ينجر عنه من أزمات نفسية ، خاصة و أنه يخفف عنهم نوعا ما، عبء المسؤولية و صعوبات التكفل المستمر بكافة إحتياجاتهم . مضيفة بأن التكفل النهاري يضمن أيضا لهذه الشريحة المساعدة على حل مشاكلها الإدارية المختلفة . وختمت حديثها بدعوة عائلات المسنين إلى النظر بموضوعية إلى هذا الترتيب التضامني و التصدي للأفكار السلبية المسبقة.
إلهام.ط