* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
العائلات المتصاهرة تلجأ إلى الاشتراك في المصاريف
دفع الإرتفاع الفاحش لكلفة الأعراس في قسنطينة ، خلال الأشهر الأخيرة إلى بروز ظاهرة جديدة ، تتمثل في نوع من التضامن بين العائلات المتصاهرة حديثا ، لمواجهة كلفة الولائم التي لم يعد الإحتفال بها في متناول فئة جد واسعة من المجتمع ، أو طرف واحد في ذات المعادلة ، وهذا بإقتسام مصاريف العرس و كراء قاعة إقامته في سلوك تقشفي ، بعد أن أثقلت فاتورة الأعراس كاهل وجيوب العرسان الجدد وأهليهم.
محمد الذي إحتفل بزواج إبنته مؤخرا ، لم يكن يستطع توفير كافة المصاريف ، جراء تقاليد الجهاز الذي لم يغير تطور المجتمع التمسك به وتعاب العروس التي لا تنقل إلى بيت الزوجية ما تلبسه وما لا تلبسه من فساتين ، وطواقم وأفرشة وأغطية ، خوفا من أن توصف يوما بأنها جاءت “ عريانة “ بالتعبير المحلي . و تمت إضافة إلى كل ذلك خلال السنوات الأخيرة الأجهزة الكهرو منزلية و الأرائك ، ووصل الأمر ببعض الشابات العاملات إلى جلب سيارات مع جهازهن ، إعتقادا منهن بأن ذلك يرفع من مكانتهن و قيمتهن في عيون العريس و أفراد عائلته.
محدثنا أوضح أن الكثير من مصاريف زواج إبنته دين سوف يسدده ، و أشار إلى أن أصهاره إتفقوا معه على إقامة حفل مشترك في قاعة أفراح واحدة مع إقتسام مصاريف ذلك ، هذا في ظل الإرتفاع الفاحش لكراء ذات المرافق التي تحولت إلى فرض إجباري . وعلمنا أن سعر الوليمة إرتفع إلى ما بين 20 و30 مليون سنتيم ، دون إحتساب ما يقدم فيها للمدعوين من الأسرتين المتصاهرتين ، من أطباق تدخل في تحضيرها كميات كبيرة من اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء وما رافق ذلك من أطباق وتنويع للحلويات والمرطبات ....
ويضيف محدثنا بأن الإرتفاع الفاحش في أسعار المكسرات من لوز وجوز بحوالي 80 بالمائة ، مقارنة بالسنة الماضية ، والتي تدخل في تحضير الحلويات القسنطينية ، وعسل النحل لسقي البقلاوة ، ساهمت بدورها في إرتفاع فاتورة المناسبات ، وهذا ما جعله يضطر إلى قبول العرض ، بإقامة عرسين في نفس المكان والزمان . هذا أيضا طرح تحدّيا آخر، يضيف محمد ، وهو عدد المدعوين لأن القاعة لا يمكنها أن تحتضن عرسين في ظل تشعب العلاقات الإجتماعية والأسرية.
لهذا السبب تلجأ العائلتان المتصاهرتان إلى إستغلال أقصى طاقة إستيعاب قاعة الأفراح ، بدعوة الأقرب ثم الأقل قربا ، فيما إختصرت دعوة الأصدقاء على أعداد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، ليختلط الحابل بالنابل ، حين وصول المدعوين من الأسرتين.
العرس يكاد يقتصر على تناول الوجبة ، وإفساح المكان للبقية التي تنتظر دورها خارج القاعة ، ليتفرق الكل بعد ذلك مباشرة ، دون أن يتعرف أفراد العائلتين على بعضهما البعض على غرار ما كان معمولا به في السابق من الأعراس الشعبية . تسبب الضجيج المنبعث من مكبر صوت الوسائل الموسيقية الحديثة “ دي جي” ، التي شاع إستعمالها في تنشيط الأعراس ، و التي لم يعد كبار السن يطيقون تحملها ، جراء صخبها الذي حال دون التواصل بين المدعوين على غرار الأعراس الجزائرية التقليدية ، التي كان لكبار الأسر ، الأفضلية في كل مراحل تنظيم مثل هذه المناسبات التي زهدوا فيها الآن .
يقول عبد المجيد الذي إتفق مع أصهاره على أن يتكفلوا هم بتحضير وجبة الغذاء ، على أن تكون مستلزمات قهوة المساء على عاتقه والتي ظن في بادئ الأمر أنها لن تكلفه كثيرا ، ولكن قاربت إن لم تكن قد تساوت مصاريف الوجبة التي تكفل بها صهره ، بعد أن تفننت أسرته في إعداد مختلف الحلويات ، وتعليبها وتوضيبها في شكل هدايا تقدم للمدعوين أثناء مغادرتهم المكان ، وبعد أن تكون قد قدمت ما يساويها على موائد القهوة ، وهذا في نوع من التساوي والمباهاة بين مصاريف العائلتين ، بما يستر ماء الوجه.
بالنسبة لأصحاب قاعات الأفراح فإن ذلك لا يعنيهم ، بعد دفع مصاريف كراء القاعة ، حسب من تحدثنا إليهم منهم على مستوى المنطقة الصناعية 24 فيفري 56 بالما سابقا ،على أن يشغلوا المرفق طوال المدة المخصصة لهم والتي عادة ما تكون وجبة غذاء مع قهوة مساء و التي قد تمتد إلى ما بعد الساعة الثامنة مساء ، وهذا ما تسبب في رفع أسعار الكراء.
بعد ذلك يتفرق الجمع و يتجه كل إلى بيته ، بمن فيهم أهل العروس و العريس. الأفراح في الماضي كانت تستغرق أياما ، قبل وبعد الزفاف ، ويكرم فيها كبار السن من الجدات ، كنوع من التقدير ، ليختصر كل ذلك بعد حين من الدهر في وجبة غذاء وقهوة مساء . و أختزلت الدعوة في هذا العصر إلى رسالة نصية قصيرة “ آس أم آس “، أو مكالمة هاتفية تقتصر على عبارة واحدة تتضمن معنى الأكل: “ أرواحوا تتغداو أو تتعشاو “ بعد أن كانت الدعوات إلى الأعراس تقوم به “ لمسادنات “ ، و هن نساء من العائلتين المتصاهرتين يرتدين الحلي و الأزياء التقليدية و يتوجهن إلى بيوت الأقارب و الجيران للقيام بهذه المهمة على إيقاع الزغاريد و التهاني و العطور، لكن “ لمسادنات “ لفظ خرج من القاموس المتداول ، ودخل التاريخ والأنثروبولوجيا و معه نكهة و أصالة أفراح زمان .
ص.رضوان