* نود الاستفادة من تجربة الجزائر في استغلال الفوسفات وصناعة الأسمدةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، وزير الدولة وزير...
انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مازوني، حسب ما علم أمس الأربعاء لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وتقدم رئيس...
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة التي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الثلاثاء، أنه يتعين على مجلس الأمن «العمل بحزم» لفرض وقف إطلاق النار في غزة، من أجل...
نجحت الشابة هاجر عبد الرزاق، في إطلاق صفحة على فيسبوك تعنى بتراث مدينة قسنطينة المادي و اللامادي، حيث تحاور من خلالها ذاكرة أبناء المدينة على اختلاف الأجيال، لإحياء ما اندثر من عادات و تقاليد جميلة، فضلا عن تصحيح بعض المعلومات وشرح مفردات القاموس المحلي و الدفاع عن التراث وحمايته من محاولات سرقته عن طريق التعريف به و بتاريخه عبر فضاء أسمته «وجز بايات قسنطينة».
هاجر، عشرينية نشأت بشارع بلوزداد و أحبت المدنية و تعلقت بكل تفاصيلها من جغرافيا إلى تاريخ و عادات و ثقافة كما قالت، أجبرتها ظروف صحية على مغادرة الجامعة والمكوث في البيت، فبدأت رحلتها في عالم الفيسبوك للتعريف بقسنطينة وتُراثها العريق واستطاعت بفضل محتواها المختلف أن تحصد أكثر من 71 ألف متابع في ظرف وجيز.
أخبرتنا أن اهتمامها بالتراث زاد بسبب محاولات السطو على بعض عناصره و تصاعد الحملات الشعواء على مواقع التواصل، و أن البداية لم تكن سهلة لأن الحديث عن تُراث المدينة والكتابة عنه يحتاج إلى اطلاع وجهد كبير، مع احتمال الوقوع في الأخطاء، و لذلك باشرت في البحث و السؤال بالاستعانة بالكتب و ما يعرفه الآخرون، وكان اختيار اسم الصفحة، مبنيا على معناها و تفرد قسنطينة به، فالتسمية تتكون من كلمتين «الوجز» وهو البيت الأول الذي يبدأ به نظم «القصيد»، أو ما يعرف عند كبار الشيوخ بـ «النظام» ، أما «بايات» بالشدة على الباء فهي الأبيات الشعرية، وهو أيضا تشبيه لبايلك الشرق الذي كانت عاصمته قسنطينة.
قالت محدثتنا، إن التراث رمز لهوية الشعوب ومرآتها كونه يساهم في تعزيز الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل وهو أداة لتكوين الفكر والثقافة ونظرا لأهميته وجب علينا حمايته والمحافظة عليه خاصة في ظل ما تشهده الجزائر من حملات تضليلية ومحاولات لطمس تاريخها وهويتها، ناهيك عن أهمية التراث في خدمة السياحة و الترويج للجزائر على مواقع التواصل. و قد لاقت الصفحة استحسانا كبيرا كما عبرت، إذ يتفاعل معها العديد من الجزائريين والأجانب خاصة من دول الجوار، حيث اعتبروها بادرة طيبة للتعريف بكل ما هو جزائري أصيل خاصة وأن الجزائر بلد قارة و قسنطينة هي أم الحواضر، إذ حرصت كما أخبرتنا، على تمرير رسالة مهمة لمتتبعيها وخاصة النساء تؤكد على دور الأسرة في تكوين جيل يعرف تراثه ويحترم ثقافته.
أعتمد على مصادر وكتب نادرة وقديمة
تقوم هاجر قبل نشر مواضيعها برحلة بحث للحصول على معلومات صحيحة تُشاركها مع متابعيها، كما علمنا منها، حيث تعتمد على كتب التاريخ و المصادر المطبوعة القديمة، بما في ذلك المخطوطات، بالإضافة إلى مقالات سابقة لباحثين ومختصين في مجال الفن والتراث، و تتطرق لمواضيع تخص العادات والتقاليد وشخصيات قسنطينية، و تستعين في الحديث عن كل ذلك بذاكرة أقارب جدتها «عمر بلعطار» و»محمد مازلي» اللذان أرسلا إليها كتبا قديمة تروي حكايات عن مشايخ المدينة. ويأخذ المطبخ القسنطيني نصيبه أيضا من الترويج، حيث تعتمد في ذلك كما أوضحت، على نسخة من وصفات أقدم كتاب للطبخ القسنطيني ترجع إلى سنة 1761 وهو كتاب بعنوان «طبرامة لسفار» ومعناه مختلف أنواع السفرات وتنسيق الأطباق، يعود للطباخ «براهم باي» زوج « لالة الدايخة بنت موني» و قد تحصلت عليه من قريبة لجدتها المرحومة، و اتخذته مصدرا لمنشوراتها عن الطبخ المحلي وأطباقه مثل «الجغمومة» و «طاجين عجاب» و « المحمر الملوكي» وغيرها.
ويبرز التفاعل على الصفحة حسب هاجر، اهتماما كبيرا من قبل قسنطينيين بالعادات والتقاليد، مع ذلك فإن المقارنات التي تجريها بين ما تجده في الكتب و ما هو متداول بين الناس اليوم، تبين بوضوح حجم التغيرات التي مست المجتمع القسنطيني، وهو أمر لا يلغي حسبها، تزايد الوعي بأهمية التراث و ضرورة إحيائه.
و قد أشارت إلى أنها باشرت سنة 2017 مشروعا لإنجاز رسوم متحركة جزائرية موجهة للطفل، تتضمن رسالة تعليمية وثقافية، مستعينة في ذلك بموهبتها في الرسم والكتابة وتحكمها في التكنولوجيا، حيث نشرت بعض أعمالها على منصات عربية سنة 2020، و ركزت على تصوير التراث القسنطيني.
شيماء يهوال