أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
السوريون بقسنطينة يتحدون ظروف اللجوء و يقتحمون مجال المطاعم و الأقمشة
جزائريو الانتماء سوريو الهوية هكذا يعرفون أنفسهم، حفظوا عادات مجتمعنا و أتقنوا لهجتنا بامتياز،قدموا إلى قسنطينة هربا من جحيم الأزمة الاقتصادية و الأمنية في سوريا، و افتتحوا مطاعم روجت لثقافتهم و عرفت بمطبخهم الدمشقي، كما اشتغلوا في تجارة الأقمشة و الملابس الجاهزة و النجارة و جعلوا من صناعة الرغيف السوري حرفة.. نماذج ناجحة لسوريين مقيمين بعاصمة الشرق تعكس ارادتهم صورة حضارية عن اللاجئ. التقيناهم بعدد من الأحياء و الضواحي، يستقر أغلبيتهم في المدينة الجديدة علي منجلي، الخروب، المنطقة الصناعية بالما ببوالصوف و كذا حي لوناما، عددهم يتعدى 100عائلة كما اخبرونا قدموا من مدن أدلب و حلب، بعضهم غادر سوريا قبل سنوات قادما الى الجزائر في إطار عمل قبل أن يقرروا الاستقرار فيها بعدما بدأت الأوضاع الاقتصادية و الأمنية في التردي. فتحوا لنا أبواب مطاعمهم و محلاتهم و كشفوا عن تفاصيل رحلتهم و خلفيات تجارتهم، حدثونا عن حياتهم و حنينهم للوطن و عن رمضان بعيدا عن الديار و كيف يستحضرون أجواءه من خلال موائد تقليدية دمشقية، أساسها التبولة و الحمص و الصفيحة و الكبة السورية.
نـور الـهدى طـابـي
منهل الابراهيم صاحب مطعم
المسلسلات سبقتني للتعريف بالمطبخ الشامي و زبائني سوريون و أتراك
منهل الابراهيم واحد من السوريين الذين استثمروا في مجال المطاعم وهم تقريبا أربعة يتوزعون بين علي منجلي وسط المدينة و الخروب،قال بأنه وصل الى الجزائر منذ ما يزيد عن عشر سنوات، عندما دخل أرضها في إطار مشروع مؤسسة لحفر الآبار وعمل في هذا المجال لقرابة الأربع سنوات، لكنه و بعد انتهاء عقد العمل في مجال الحفر، قرر الاستقرار في الجزائر خصوصا و أن الوضع في بلاده كان قد بدأ يتوتر نسبيا، فضلا عن ذلك فقد التقى بفتاة جزائرية أحبها و تزوجها، وهي من أقنعته بالبقاء و الاستثمار في مجال الأطعمة.
اخبرنا محدثنا بأنه تقبل الفكرة برحابة صدر و توجه لتسوية أوراق إقامته التي تتجدد من فترة إلى أخرى، و بمساعدة زوجته باشر التحضيرات لتأسيس مطعمه الدمشقي، و اختار المدينة الجديدة علي منجلي مقرا لمشروعه نظرا لكون زوجته تملك محلا خاصا هناك.
محدثنا قال بأنه وخلال فترة عمله في مجال حفر الآبار كان قد جمع مبلغا محترما ساعده على البدء في المشروع الذي تطلب رأس مال قدره مليار سنتيم، و الذي يعرف ازدهارا في الآونة الأخيرة نظرا لانفتاح الجزائريين على الأطعمة السورية و إقبالهم عليها على اعتبار أن الدراما السورية ببيئتها الشامية ساهمت في الترويج لها و كونت لديهم فكرة مسبقة عنها.
منهل قال بان زبائنه ليسوا فقط من الجزائريين، بل يقبل عليه بشكل كبير السوريون المتواجدون بقسنطينة، و الذين يشبعون شوقهم للوطن من خلال الحديث إليه و تذوق إطباقه، كما يقصده الكثير من العمال الأتراك المتواجدين على مستوى ورشات البناء بالمدينة الجديدة، و الذين قال بأنهم يفضلون طعامه لقربه الكبير الى الثقافة الغذائية التركية.
أما بخصوص أذواق الجزائريين فقال بأنهم يفضلون، الشقف و المعجنات كالصفيحة و الكبة بأنواعها، كما يحبون الأرز السوري و الزعتر و الحمص، و البابا غنوج و الفلافل، كما يعشقون الرغيف السوري.
و كشف لنا محدثنا بان غالبية السوريين المتواجدين بقسنطينة من التجار، يعرفون بعضهم مشيرا لوجود خباز متخصص في إعداد و توزيع الخبز السوري أو الرغيف بمنطقة زواغي، و نجار حرفي بذات الحي، بالإضافة إلى تجار أقمشة و ملابس جاهزة بحي بوالصوف.
ابو شادي صاحب ورشة للطرز السوري
غالبيتنا يزاول حرفته القديمة و علاقتنا بجيراننا جعلت رمضان أجمل
أبو شادي صاحب ورشة للطرز التقليدي السوري بحي بن الشرقي، لجأ إلى قسنطينة رفقة عائلته الصغيرة قبل ثلاث سنوات هاربا من جحيم « داعش» كما عبر، قائلا بأن وجود شقيق له في الجزائر ساعده على الاستقرار و بدل الإقامة في فندق قرر تأجير منزل في حي بن الشرقي قبل أن يبيع مجوهرات زوجته لينشأ مشغلا صغيرا للطرز السوري، يعيل منه أسرته و يشغل فيه كل سوري يبحث عن لقمة عيش كريمة.محدثنا قال بان البداية لم تكن سهلة خصوصا و انه تعرض لسرقة منزله في إحدى المرات ضاعت خلالها كامل مدخراته النقدية، وهو ما عقد وضعه لكنه لم يستسلم، و واصل العمل بعدما سوى وضعية إقامته و صرح بنشاطه التجاري، الذي ما كان ليستمر لولا التسهيلات التي حظي بها من قبل مصالح الأمن.
و حسب تصريحه فهو لا يعد الوحيد العامل في مجال النسيج، بل هناك الكثيرون غيره ما يتعدى 50 الى 100 عائلة سورية غالبيتهم من حلب، انتقلوا إلى قسنطينة و نقلوا معهم حرفهم الأصلية كتجارة القماش و الطرز و حتى الإطعام و صناعة الملابس الجاهزة، مشيرا إلى أنهم ميسورون في الأصل وهو ما ساعدهم على المضي قدما.
أما عن رمضان و أجوائه فقال بأنه يقضيها رفقة عائلته الصغيرة زوجته و خمسة أطفال، و أحيانا ما يجتمعون مع عائلة شقيقه على مائدة افطار واحدة، قد تضم أيضا عائلة سورية أخرى و اثنين من معارفهم، أما مكوناتها فهي أطباق سورية تعدها النسوة لتعيد للأذهان صور الإفطار في الوطن و رائحة الشهر الكريم في أزقة و أحياء حلب الجريحة.
حمد و أبو رامي يمارسان تجارة الأقمشة
نصوم على الحنين للوطن و نفطر على سفرة سورية
بالمنطقة الصناعية بالما بحي بوالصوف، التقينا عددا من تجار الأقمشة السوريين، معظهم استقر بقسنطينة قبل خمس سنوات، و بدوأ في مزاولة نشاطهم بمساعدة سوريين آخرين سبقوهم إلى المدينة، يمتلكون ثلاث محلات يشتغل بها سوريون و جزائريون، لا تكاد تفرقهم عن بعضهم بسبب تقارب اللهجة، فأبناء الشام باتوا أكثر اتقانا للدارجة العامية من أبناء البلد، كما عبر حمد ساخرا، وهو سوري وصل الى قسنطينة مع بداية الأزمة السورية قاصدا أفراد من عائلته سبقوه إليها بحوالي سنة. خلال حديثنا إلى أحد التجار اجتمع حولنا سوريون آخرون، فرقتهم الأزمة في وطنهم لتعيد لم شملهم في الجزائر مجددا، معظمعم أفراد لعائلة واحدة أو أقارب، لهم باع و صيت في مجال تجارة الأقمشة، التي يستوردونها كما اخبرنا حمد من الصين.
معظم من تحدثنا إليهم، انتقلوا للعيش في قسنطينة رفقة عائلاتهم، التي تقيم بمنطقة الصناعية بالما، أين قاموا بتأجير منازل قريبة لمحلاتهم، بينما استقرت عائلات أخرى بمنطقة لوناما، وقد اخبرنا محدثونا بان تواجد أسرهم معهم خفف من حنينهم الى الوطن، حنين قال أبو رامي بأنه يزداد مع كل هلال رمضان جديد، فالشوق للأزقة و الأحياء و الأسواق الشعبية السورية يزداد و تزداد معه الرغبة في العودة الى الوطن، و الحزن على حاله و حال أبنائه، مع ذلك فان الأجواء الأسرية التي يصنعها تواجد عدد من الأشقاء و الأقارب بقسنطينة فضلا عن وجود عائلات سورية أخرى بأحياء قريبة، « يبعث الاطمئنان في النفوس، و يساعد كما عبر، على «الصبر على شوقنا للأحبة و للشام التي نتابع إخبارها يوميا عبر القنوات الفضائية»، مضيفا « أما افطارنا فهو سوري خالص، سفرتنا أو مائدتنا شامية لا تمد الا ونحن نشاهد مسلسلاتنا و برامجنا، كما لا تخلوا من أطباقنا التقليدية، و حتى حلوياتنا نبتاعها من محلات الأشقاء السوريين الذين يتخصصون في بيعها»