فروخي على رأس قائمة العاصمة

قوائـم الأفلان تكشف عن مفاجــآت و تثيـــر العديد من الاحتجاجات
حملت قوائم حزب جبهة التحرير الوطني الخاصة بالانتخابات التشريعية للرابع ماي المقبل مفاجآت عدة في بعض الولايات، كما خلفت    احتجاجات وغضب في قسمات ومحافظات داخل وخارج الوطن.
وكانت أكبر مفاجأة جاءت بها هذه القوائم في الجزائر العاصمة، حيث وقع الاختيار على وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السابق سيد أحمد فروخي ليتصدر قائمة الحزب بالولاية، وهو المعروف بعدم تحزبه، وعدم انتمائه يوما للحزب العتيد .
وجاء في المرتبة الثانية وراءه وزير العلاقات مع البرلمان السابق الطاهر خاوة الذي ترشح في قوائم الآفلان لثلاث عهدات متتالية بولاية باتنة، ثم نادية لعبيدي وزيرة الثقافة سابقا، فعضو المكتب السياسي مصطفى بوعلاق، ثم النائب الحالي عن وهران آمال دروة، وضمت القائمة نوابا من العهدة السابقة أيضا على غرار إلياس سعدي، أسماء بقادة، جمال ماضي وسعيدة بوناب، كما كانت المفاجأة أيضا في العاصمة غياب الوزير الحالي للفلاحة عبد السلام شلغوم في آخر لحظة وهو الذي كان مرشحا بقوة لتصدر القائمة.
وفي ولاية سطيف تحدث مناضلو الحزب عن إدراج منتخب في صفوف حزب الفجر الجديد ضمن الخمسة الأوائل في قائمة الآفلان، أما في البليدة فقد ضمت القائمة أناسا لم يودعوا في المرة الأولى ملفاتهم أصلا حسب مصادر من هناك، وفي باتنة أسقط اسم الوزير عبد الوهاب نوري في آخر لحظة ليعوض بالسيناتور السابق العايب.
وبالنظر للخطاب الذي اظهره الأمين العام الحالي جمال ولد عباس كان مناضلو الحزب العتيد ينتظرون ثورة في القوائم هذه المرة، وتغيير يصل على الأقل إلى نسبة 90 من المائة في التركيبة الحالية، لكن الواقع جاء مخالفا، حيث لوحظ عودة عدد معتبر من نواب العهدة المشرفة على الانقضاء،  ولم يطبق ما قيل عن عدم ترشيح أصحاب العهدتين و أكثر، بل أن الكثير منهم ظهروا في القوائم النهائية وفي المراتب الأولى، على غرار محمد جميعي بولاية تبسة الذي قضى ثلاث عهدات في البرلمان وعاد ليرأس القائمة هذه المرة، ونفس الشي بالنسبة للطاهر خاوة، وسعيد لخضاري متصدر قائمة الحزب بولاية تيزي وزو، وبولاية قسنطينة أسندت القائمة للبروفيسور محساس بعدما راج حديث عن الوزير الحالي للصحة عبد المالك بوضياف، كما ضمت القائمة أيضا نوابا سابقين من الذين قضوا عهدتين على غرار أحمد فؤاد خرشي ومسعود شيهوب، وتمكن النائب بهاء الدين طليبة من المرتبة الثانية في قائمة ولاية عنابة بعدما جرى حديث عن إقصائه في وقت سابق.
ومن المفاجآت التي حملتها القوائم هذه المرة أيضا ما حصل في المسيلة حيث تصدر القائمة صناعي حديث الانتماء للحزب في ولاية تضم عضوين في المكتب السياسي ورئيس لجنة دائمة بالحزب، وكذا مترشحين آخرين من ذوي الكفاءات.
بالنظر أيضا لما قطعه جمال ولد عباس الأمين العام للحزب على نفسه قبيل الانتخابات من أن أصحاب المال لن يكونوا في القوائم فقد تمكن هؤلاء من العودة بقوة للمراتب الأولى، كما حدث في المسيلة حيث تصدر القائمة التلي لبيض، وهو صاحب مصانع، و في تبسة عاد جميعي، وعنابة، والبليدة والجلفة وأم البواقي، وولايات أخرى حيث تصدر أصحاب الملايير القوائم هناك.
ويلاحظ أيضا عودة الحرس القديم إلى بعض القوائم سواء من النواب الذين مروا على مبنى زيروت يوسف في عهدات سابقة، أو الذين كانوا في مجلس الأمة، ففي سكيكدة عاد السعيد بوحجة لتصدر القائمة وهو الذي قضى عهدتين في البرلمان، وهو من المجاهدين القلائل في القوائم هذه المرة، وفي باتنة عاد سيناتور سابق، نفس الشيء بالنسبة لجيجل أيضا.
بالمقابل لم يظهر أثر للكوادر الشبانية والكفاءات بقوة في قوائم الحزب العتيد هذه المرة، بينما تمسكت القيادة بفئة أمناء المحافظات والمنتخبين أكثر من غيرهم.
وقد فجرت قوائم الآفلان مباشرة بعد بداية الكشف عنها موجة من الغضب في العديد من الولايات التي رأت أن من اختيروا لا يستحقون أن يمثلوا ولاياتهم وحزبهم هناك، بينما ظلت بعض الولايات هادئة دون أي احتجاج.
بالموازاة أيضا أصدرت عدة قسمات ومحافظات في كل من النعامة، سيدي بلعباس، الأغواط، الجلفة، معسكر، قسنطينة، أم البواقي، قالمة وولايات أخرى بيانات تنديد واحتجاج على القوائم، أرسلوها للأمين العام جمال ولد عباس لإعلامه بالغليان الذي يسود القواعد النضالية، ووصل الأمر في محافظة أولاد جلال إلى حد إحراقها.
 وينتظر الجميع الندوة الصحفية التي سينشطها الأمين العام جمال ولد عباس هذه الأيام بعد نهاية مرحلة إيداع القوائم لتقديم كل التفاصيل عن عملية اختيار المترشحين.                إلياس –ب