أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تحف التيندي تستعرض قرنا من حياة المرأة الترقية و الرجل الأزرق
«آغلال»، «آكابار»، «آكوس»، «تاساجلي» ، «آباون» و «تاسغرة»، كلها أسماء ترقية لمجموعة من الأواني الأثرية القديمة التي يزيد عمر بعضها عن ثمانين عاما، فيما يصل عمر بعضها الآخر داخل خيام العائلات الصحراوية الجزائرية لأزيد من قرن كامل توارثها خلاله أجيال و حافظت عليها نظرا لقيمتها المادية و المعنوية معا.
السيدة عائشة، ابنة مدينة إليزي التي التقيناها بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة خلال الأسبوع الثقافي لولاية إليزي، أخبرتنا عن حكايات ارتبطت بأصول بعض القطع و التقاليد المرتبطة باستعمالها.
قطع أثرية قالت بأن بعضها متوارثة أبا عن جد و تعتبر بمثابة ثروة عائلية، نظرا لأهميتها البالغة في التأريخ لفترات زمينة طويلة عاشها أجدادها و استطاعوا خلالها تحدي جفاف الصحراء و صناعة أواني و قطع زينة ذات جمالية عالية من لحاء جذوع شجرتي «تابركت» و «لآتجار».
و من الآواني التقليدية المثيرة للاهتمام أيضا «آكابار» الذي هو عبارة عن إناء طويل مقعر مصنوع من الخشب تتوسطه ملعقة خشبية طويلة و سميكة، يستعمل لدق التمر و الذرة و القمح، وهو مزواد الرجل الترقي خلال رحلاته الطويلة في الصحراء ، أما «تاساجلي» التي هي بمثابة ثلاجة و إناء الصحراء ، فعبارة عن قنينة كبيرة مستديرة الشكل ذات غطاء محكم، مصنوعة من جلد الجمل بعد تنظيفه و طليه بمادة خاصة تستخرج من شجرة الدباغة «آتجار»، المستعملة عموما لحفظ الدهن و بعض الأطعمة سريعة التلف ، لتوفيرها لدرجة حرارة معتدلة.
بالمقابل، يستخدم الإناء الكبير « آغلال» ، لتجميع الحليب و المكيال « آباون « لتحديد الكم ، فكل «آباون» يساوي كيلوغرام واحد، و أصل هذا المكيال هو المرأة الترقية التي كانت تكره التبذير، فصنعت لنفسها باستخدام أداة النحت « تاتوت»، مكيالا يحدد الكمية اللازمة من التمر أو القمح أو الذرة عند تحضير الطعام لاستقبال الضيوف، و يشتهر هذا الإناء في المجتمع الترقي بأنه إناء للبركة.
و خلال استعراضها لأواني الخيمة الصحراوية، تطرقت عائشة المرأة الترقية الجميلة بلباسها التقليدي الأصيل، إلى تقاليد العرس الترقي، مؤكدة بأنه حدث يستحق المشاهدة، نظرا لتفاصيله الكثيرة، حيث يبدأ عادة قبل سبعة أيام من موعد الزفاف، أما تحضيراته فتنطلق قبل سنة، لأن»إيسابر « أو جهاز العروس لا يكون جاهزا قبل ذلك.
خلال أيام العرس تتزّين العروس الترقية كل يوم بالحناء و تتعطر بالمسك، أما العريس فمطالب بالمشاركة في الرقصة الشعبية رقصة الجمال، قبل أن ينحر واحدا و يحضر لحمه كعربون سخاء ليلة العرس، على أن يحضر كذلك لحم أربعة من الماعز أو الخرفان.
تواصل محدثنا قائلة بأن العروس التي تتزين بلباس « اتبركن» المصبوغ باللون البنفسجي باستخدام النيلة التقليدية، تعزل في بيت زوجها طيلة الأسبوع، و لا يسمح لعريسها بالدخول يوم الاحتفال، إلا إذا قدم هدية معتبرة لواحدة من قريباتها، بعد ذلك يستمر عزل الزوجة في منزل أسرتها لسنة كاملة أو سنتين ،حتى تضع مولودها الأول، ثم تغادر بعدها إلى بيت الزوجية».
التراث الترقي يشمل أيضا التداوي و الطب، فبعض النساء الترقيات لديهن معارف و خبرة واسعة بفوائد الأعشاب الطبية، ما جعلهن يحظين بمكانة مرموقة في المجتمع الترقي خصوصا العجائز، اللائي تحتفظن داخل خزائنهن الجلدية الملونة « إيكانكب»، بمختلف الأعشاب و مستخلصاتها المفيدة لشفاء أمراض المعدة و الحمى و الإسهال ، كالشيح مثلا و عشبة « تايطيت «، كما تحظى عشبة « تفوشكن» بقيمة عالية ،لخصائصها المفيدة في علاج العقم.
نور الهدى طابي