الإعلانات الخيرية تجتاح الفيسبوك بعد موجة الثلوج

هبّات تضامن واسعة على الحدود الجزائرية التونسية
انتشرت في الأيام القليلة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوّر لمواطنين جزائريين يقومون بتوزيع قارورات غاز البوتان مجانا على فقراء يعيشون بمرتفعات  منطقة القصرين التونسية التي تقع على الحدود الجزائرية، و ذلك  على إثر التقلبات الجوية و موجة الثلوج التي اجتاحت عددا من المناطق الشرقية للبلاد، فيما نشر عدد من النشطاء عبر فيسبوك، إعلانات  تخص الأرامل و الفقراء و تتعلق بتوفير أغطية و مدافئ، أرفقوها بأرقام هواتف، و  هي بادرة لاقت تفاعلا و استحسانا كبيرين.
هبة تضامنية كبيرة، جرتها معها موجة البرد و الثلوج الأخيرة، أبانت عن وجه إنساني حسن للمجتمع الجزائري، الذي أكد تمسكه بقيم التكافل و التراحم، وذلك بحسب ما أظهرته صور تداولها فايسبوكيون جزائريون و تونسيون لمواطنين يحملون قارورات غاز البوتان ، و يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام لبلوغ السكنات الموجودة في المرتفعات النائية الواقعة على المنطقة الحدودية بين البلدين، و ذلك بغية توزيعها  مجانا  على الفقراء، رأفة بهم بعدما عزلتهم الثلوج التي اجتاحت الولايات الشرقية للبلاد مؤخرا، على غرار ولاية تبسة التي تحدها شرقا الجمهورية التونسية و بالضبط  عند منطقة القصرين التي قيدت موجة الصقيع حركية سكانها، و هو ما دفع بعدد من الجزائريين إلى التطوع  لتقديم يد المساعدة.
الحملة التضامنية التي أطلقها مواطنون من تبسة و خارجها لمساعدة عدد من العائلات التونسية التي تعيش في المنطقة، لاقت استحسان التونسيين ، الذي عبروا عبر فيسبوك، عن شكرهم و امتنانهم لما قدمه الجزائريون ، كما نشروا صورا لعلمي البلدين ، و علقوا عليها بالقول « الشعب الجزائري و التونسي واحد» ، فيما قال آخرون « ألف تحية شكر و تقدير لكل الجزائريين على وقوفهم معنا، و توزيعهم للغاز مجانا بالحدود على الفقراء و المساكين التونسيين ، جزاكم الله كل خير ، شكرا لإخواننا الجزائريين و  عقدنا العزم أن تحيا الجزائر»، و غيرها من التعليقات المعبرة عن خالص الشكر و الامتنان.
من جهة أخرى أطلق شباب متطوعون إعلانات عبر الفضاء الأزرق ، أكدوا من خلالها استعدادهم لتوفير الأغطية و المدافئ  لكل من يحتاجها خصوصا الأرامل و الفقراء ،  وأرفقوا الإعلانات بأرقام هواتفهم، و ذلك بهدف مساعدة المحتاجين، خصوصا وأننا في فصل الشتاء، الذي يستدعي توفير وسائل للتدفئة بالإضافة إلى الأغطية و الألبسة ، و قد تفاعل عدد كبير من رواد الموقع، مع هذه الإعلانات و ثمنوا المبادرة حتى أن هنالك منهم من عرض خدماته و قال بأنه سيشتري عددا من أجهزة التدفئة و من إمكانياته الخاصة ، و يمنحها لهم لتوزيعها على المحتاجين ، داعيا لتوسيع المبادرة لتغطية عدد كبير من العائلات التي تعيش تحت وطأة الفقر .
فمنذ حلول فصل الشتاء تحولت مواقع التواصل و بالأخص الفيسبوك لكونه الموقع الأكثر استخداما في الجزائر، إلى فضاء لتقديم يد المساعدة للمعوزين ، حيث نلاحظ انتشارا واسعا للإعلانات المتعلقة بتوفير المدافئ و الأغطية و كذا المواد غذائية للمحتاجين، علما أن أصحابها ينقسمون إلى فئتين،  إما متطوعون مستقلون ينشطون بمبادرة فردية، أو جمعيات و منظمات تعنى بالعمل الخيري التطوعي.
أ بوقرن