أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
تعد قصور إيغزر العريقة، التي تقع بالولاية المنتدبة تيميمون بأدرار، من المعالم السياحية التي تضرب بجذورها عبر عصور غابرة، و ترجح بعض الروايات أن هذه القصور شيدتها القبائل الزناتية التي استقرت بالمنقطة، لكنها تعاني اليوم من الإهمال و مهددة بالانهيار.
على الرغم من القيمة الأثرية والسياحية الكبيرة التي تتمتع بها هذه المعالم و موقعها الجغرافي الهام، إذ تتربع فوق هضبة صغيرة، و تطل على واحات النخيل الخضراء، وتحيط بها كثبان الرمال من عدة جهات، إلا أن هذا الموقع السياحي بمكوناته المختلفة ومناظره الجميلة، يكاد يكون مهجورا، و لا تزوره سوى بعض الوفود السياحية التي تصله من حين لآخر، إلى جانب سكانه الذين يعيشون ظروفا مزرية، حيث يعانون من نقص المرافق والمياه والبطالة وغيرها.
كما يفتقد المكان لمرشدين سياحيين يرافقون الوفود السياحية التي تصل إلى المكان، لتعريفها بتاريخ هذه القصور وقيمتها التاريخية والأثرية، ولهذا يكتفي الزوار بالتقاط الصور وسط الممرات الضيقة والملتوية التي تصل إلى هضبة القصور العليا، و في أعلى الهضبة التي تطل على مناظر جميلة، و تحيط بها القصور، وتقابلها في أسفلها واحات خضراء وكثبان الرمال وعشرات المساكن لعائلات الحي.
المغارة تستقبل الزوار
أول ما يصادف زائر المنطقة السياحية الجميلة، المغارة التي تتواجد في أسفل الهضبة، حيث يمتد طولها إلى ما يقارب 200 متر، في حين تنعدم بداخلها الإنارة، ويضطر الزائر إلى استعمال إنارة الهواتف النقالة، كما لا يوجد أي أثر لتاريخ هذه المغارة، ومتى اكتشفت و من اكتشفها، وعند مدخلها يوجد كهلان يبيعان بعض الأغراض التقليدية البسيطة والألبسة للزوار.
وعند الدخول إلى القصور تضطر إلى المرور وسط ممرات صغيرة تغطيها الرمال، وتحيط بها البنايات الطوبية الحمراء اللون، و بعض هذه الممرات مغطاة بالخشب،كما أن الوصول إلى أعلى الهضبة التي تضم مجموعة من القصور القديمة، يكون عبر ممرات ملتوية في مشهد جميل، إلى أن تصل إلى الأعلى حيث يكتمل المشهد بمناظر جميلة، تجمع بين القصور القديمة الحمراء اللون والواحات الخضراء و كثبان الرمال، فيعد الموقع متميزا و مناسبا لالتقاط الصور التذكارية في أعلى القصور وخلف واحات خضراء، لكن في ظل غياب مرشدين سياحيين يبقى الزائر يتمتع بجمال المنطقة فقط، دون أن تكون له دراية ومعلومات حول تاريخ هذه القصور الجميلة، التي انهار بعضها، وأخرى مهددة بالانهيار، في ظل عدم العناية بها و ترمميها، كما أن العديد من السياح الذين يقصدون المنطقة لالتقاط الصور، و نظرا لعدم درايتهم بأهمية هذه المواقع، يصعدون فوق سقوف القصور لالتقاط صور جميلة تجمع بين مناظر مختلفة، ما يساهم في انهيارها، خاصة وأنها بنيت بالخشب والطين الأحمر الذي تشتهر به منطقة تيميمون ولاية أدرار.
حسب أحد سكان حي إيغزر، فإن الممرات الضيقة التي تتوسط القصور يطلق عليها « الزقاق»، كما تضم هذه القصور مسجدا يتوسط الحي، وشرع السكان في إعادة تشييده من جديد، ويصادف الزائر لوحة كبيرة الحجم و صندوق للتبرعات يدعو فيها السكان زوار القصور ، للمساهمة في بناء هذا المسجد، كما تتواجد بوسط القصور زاوية « سيدي عبد الرحمن» التي تفتح لزوارها، ويقوم أحد سكان الحي باستقبالهم، وتتواجد ضمن القصور دار القاضي، بالقرب من السوق، و قال لنا أحد السكان بأن اختيار دار القاضي بالقرب من السوق، لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة النزاعات العديدة المتعلقة بالمعاملات التجارية التي كان تكثر في القديم، ويجد المتنازعون دار القاضي بالقرب منهم ، لفك خصوماتهم.
بيوت تتحدى الظروف و تحافظ على نمطها العمراني
بالنسبة لبيوت القصر، قال نفس المتحدث، بأنها لا تزال تحافظ على نمطها المعماري القديم، حيث تضم العتبة، الموجودة بمدخل البيت، ثم السقيفة التي تربط الفناء بالفضاء الخارجي، كما أن الغرف لها نمطها الخاص، حيث تتميز غرف الاستقبال بالأقواس لتمييزها عن باقي الغرف، وهذا النمط العمراني لا يزال يميز هذه القصور، وتجعل الزائر المتجول وسطها، يسبح بخياله عبر عدة قرون غابرة، إلا أن حالتها المتدهورة وانهيار البعض منها، جعلها تثير استياء الزوار والسكان على حد سواء، كما أن العديد من الزوار يجهلون قيمتها ويساهمون من خلال التقاط الصور فوق سقوفها، في جعلها مهددة أكثر بالانهيار، ويدعو الزوار والسكان إلى ضرورة العناية أكثر بهذا الموقع السياحي الهام الذي يمكن أن يتحول إلى جوهرة وقبلة للسياح للتمتع بجمال مناظرها ونمطها العمراني القديم وتاريخها العريق. نورالدين-ع