أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يحتفظ كل واحد منا في ذاكرة الطفولة، بصورة طقم الأواني و تحديدا « سرفيس القهوة أو الطعام»، الذي كان يزين خزانة غرفة المعيشة أو الصالون، وهي قطعة مهمة جدا ما كانت أمهاتنا تسمح لأحد باستخدامها أو لمسها لأنها مخصصة للضيوف و المناسبات، هذا المشهد اختلف كثيرا هذه السنة، فتلك الأواني الثمينة أصبحت جزءا من ديكور طاولات إفطار الكثير من العائلات، بعدما تحول الاهتمام بتنسيقها إلى هوس بالنسبة لسيدات تضاعف اهتمامهن بهذا الفن بفضل تنوع المنتجات في المحلات و تزامن شهر رمضان مع فترة الحجر الصحي و تواجد الكثيرات في عطلة استثنائية.
هدى طابي
منافسة على مواقع التواصل وأطقم تكلف 20 ألف دج
تحولات كثيرة مست نمط عيش العائلات الجزائرية في السنوات الأخيرة، وقد شملت طريقة تقديم الطعام و حتى تناوله، فالقليلون لا يزالون يفطرون في رمضان وهم مجتمعون حول سينية النحاس و مائدة الخشب ليتشاركوا صحنا واحدا من كل طبق « قعدة عروبي» كما يقال باللهجة العامية، بالمقابل عوضت عائلات كثيرة هذا المشهد بديكور عصري يقوم على استخدام طاولة وكراسي مريحة أكثر، أما ما يتضمنه سطحها فقد أصبح أقرب إلى طاولات المطاعم الفاخرة، بفضل التفنن في تزيينها، إذ لم يعد الاهتمام يقتصر على تشكيل الطبق و طريقة عرضه و تقديمه، بل أصبح متركزا أكثر على فخامة الأواني و جمال الصحون و تناسق الطقم الكامل و كيفية عرض كل قطعة على الطاولة، وهي ثقافة بدأت في الانتشار مع تزايد عدد المحلات المتخصصة في بيع الأواني و وفرة المنتج المستورد، ناهيك عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لهذا الفن كأسلوب حياة، تتبناه اليوم الكثير من السيدات، اللواتي يقضين قرابة ساعة يوميا في تنسيق أواني طاولة الإفطار، لينشرن صورها لاحقا عبر صفحاتهن على فيسبوك و إنستغرام و يتباهين بها، ويخضن منافسات في هذا المجال تنظمها صفحات متخصصة.
لف المناديل نشاط مربح على يوتيوب
الملاحظ أيضا أن حجم انفاق الجزائريات على ديكور الطاولة الرمضانية لم يعد هينا، فهناك سيدات قلن بأنهن يتجاوزن عتبة 20 ألف دج خلال تجديدهن لأواني المطبخ خصيصا لهذه المناسبة، لأن ثمن طقم الطعام وحده قد يتعدى 10آلاف دج، أما طقم الشاي أو القهوة فيتراوح بين 4000 إلى 6 آلاف دج، فيما تكلف الإكسسوارات من شوك و ملاعق و كؤوس و غيرها حوالي 5000دج وحدها، و قد تتعدى ذلك بكثير بالنظر إلى أنها هي أيضا أصبحت خاضعة لمنطق الموضة و تصاميمها تتجدد في كل موسم.
هذا الاهتمام المتزايد صب في فائدة فتيات و ربات بيوت، حولن صفحاتهن على فيسبوك و قنواتهن على يوتيوب إلى مصدر للربح، بفضل تداول فيديوهات تعليمية لكيفيات لف المناديل الورقية و طي مناديل القماش، التي تزين طاولات الإفطار، وبهذا الخصوص تقول صونيا وهي طالبة، بأنها استغلت فترة الحجر الصحي لتعلم العديد من حيل طي و لف المناديل وقد أنشأت مؤخرا صفحة على فيسبوك لتعليم الفتيات، كما أنها تنوي فتح قناة على يوتيوب لتحقق ربحا عن طريقها، خصوصا بعدما لاحظت اهتمام متابعاتها بهذا المجال، حتى أنها تلقت طلبيات كثيرة من زبونات فاجأنها برغبتهن في شراء ما تنتجه من مناديل مطوية يمكن أن تتماشى طياتها مع أفكار مختلفة ومناسبات عديدة كالختان و عيد الميلاد و الخطوبة.
«عالم روائع منال» أفكار للرسكلة و تشجيع الحرف
تعتبر مجموعة «عالم روائع منال» أول فضاء يجمع عاشقات الديكور الجزائريات، وهو مشروع بدأ بفكرة بسيطة أطلقتها منال خليل سيدة قسنطينية في عقدها الرابع، ليتحول في غضون ستة أشهر فقط إلى مجموعة تفاعلية تضم قرابة 11 ألف منتسبة إضافة إلى عدد كبير من المتابعات، و يقوم مبدأ الصفحة على تجنب نشر الأكل و الأطباق، مقابل تشارك صور لديكور الطاولات و تبادل الأفكار حول طرق تنسيق الأواني حسب الاستخدامات و الألوان، ناهيك عن تعليم إيتيكيت الطاولة، و هي مجموعة تتطور من حيث مضمونها بسرعة، كما أوضحت مؤسستها، التي فتحت المجال أمام حرفيات شابات و ربات بيوت موهوبات لعرض إبداعاتهن اليدوية و تشارك مواهبهن مع غيرهن من النساء مع السماح لهن بنشر صور ما تجود به أناملهن قصد تسويقه، وذلك لتعطي بعدا نفعيا لما تقوم به.
وحسب منال، فإن اهتمام المرأة الجزائرية بالأواني وديكور الطاولة ليس جديدا، فلطالما امتلكت أمهاتنا مجموعاتهن الخاصة من الأواني الفاخرة المخصصة للمناسبات ولطالما كان تطريز غطاء الطاولة جزءا من يوميات غالبية السيدات، ومن هنا تحديدا ولد شغفها بهذا المجال الذي اختارته ليكون عالمها الموازي مناصفة مع نشاطها كموظفة و أم وربة بيت، فقد عشقت دائما طقم الأواني الأزرق الذي كانت والدتها تملكه و الذي كان يضم أزيد من 100 قطعة، و اكتسبت لمستها الفنية التي تترجمها على طاولة طعامها بفضل تناسق ألوانه و جمال زخرفته، فكانت كما قالت، تحضر في حقيبتها خلال السفر قطع أواني و ديكورات للطاولة، بدل علب الشوكولا و قطع الملابس، كما كانت تجد في تنسيق طاولة طعامها فرصة للإبداع و التعبير عن نفسها و إبراز ذلك الجانب الفني في شخصيتها، وهو تحديدا ما دفعها للتفكير في إنشاء المجموعة لتتقاسم هذا الشغف مع غيرها من السيدات و تروج لثقافة الطاولة العصرية و الأنيقة، وهكذا بدأت في نشر صور لأفكار مختلفة كانت تكلفها في كل مرة ثمن الأواني الجديدة و الإكسسوارات التي تستخدمها لصنع المشهد، وهكذا بدأت تكتشف قدرتها على تنسيق القطع، كما لمست اهتماما متزايدا من قبل السيدات بما تقدمه، حتى أن بعضهن اقترحن عليها فكرة التسوق لصالحهن، لتنتقل من مرحلة تصوير الأطقم التي تبدع في تجميعها من عديد المحلات، إلى مرحلة بيعها لزبوناتها بطلب منهن، خصوصا وأن ما تقدمه لا يمكن أن يتوفر في الأسواق و المحلات.
التفاعل مع ما تقدمه متابعات المجموعة كبير جدا، وقد زاد بشكل ملحوظ حسب محدثتنا، وذلك منذ حلول شهر الصيام الذي تزامن مع فترة الحجر الصحي و تواجد الكثيرات في عطلة استثنائية، حيث تحول الأمر إلى ما يشبه منافسة يومية بين سيدات تحاول كل واحدة منهن أن تشبع جوع عائلتها بصريا من خلال تزيين طاولة الإفطار حتى قبل أن يتذوقوا ما تحويه الصحون، وهو تحديدا ما انبثقت عنه فكرة إطلاق مسابقة أسبوعية لاختيار أجمل ديكور طاولة، تهدي منال، الفائزات فيها جوائز تشجيعية تشتريها من حر مالها، مشيرة إلى أن الاهتمام بهذا المجال يشمل نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، وكثيرات كما أكدت، يتعاملن مع الأمر بجدية و قد تعلمن إتيكيت توزيع الأواني من صحون وملاعق و سكاكين و مناديل و غير ذلك على الطاولة، كما أنهن يطلبن النصح في كل مرة فيما يتعلق بأخطاء الديكور، و منهن من تحسنت أذواقهن بشكل كبير وأصبحن يبرعن في الأمر و يعتبرنه لغة فن يتحدثنها للتعبير عن الجانب المبدع في شخصياتهن ولترجمة حبهن لعائلاتهن، ففي النهاية الديكور فن عالمي واتيكيت الطاولة أسلوب حياة معروف وله رواده عبر العالم.
من جهة أخرى تقول السيدة خليل، بأنها تعمل من خلال المجموعة على تشجيع الرسكلة، فقد بدأت مؤخرا في تشارك أفكار عن كيفية صنع الشموع و إكسسوارات المائدة و طرق تحويل العلب و الصناديق الفارغة إلى قطع ديكور ذات قيمة، كما أنها تستغل قدرتها على التأثير للترويج للمنتج التقليدي الجزائري خصوصا ما تعلق بالفخار و النحاس
القسنطيني. هـ. ط