بمركز العبور في محطة المسافرين: تشكيليٌّ يُنظِّم مسابقةً في الرسم لأطفال متضرِّرين من زلزال ميلة

أبدع الأطفال الذين يعيشون رفقة عائلاتهم المتضررة من زلزال 7 أوت الماضي بمركز العبور بمحطة نقل المسافرين الغربية في مدينة ميلة، في مسابقة الرسم التي نظمها أحد الفنانين التشكيليين من نزلاء ذات المركز هو و عائلته، فأخرج كل طفل ما في جعبته من مشاعر و آلام و آمال، حسب سنه و قدرته على مداعبة القلم.
الرسومات التي عرضها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12عاما، أول أمس، عكست الحالة النفسية لكل واحد منهم، فهناك من رسم منزل عائلته المنهار،  و هناك من رسم المنزل ـ الحلم الذي ينتظر أن تبنيه عائلته،  و رسم طفل نمط الحياة في خيمة بمركز العبور،  و جسد آخر صورة طفل في حالة ذعر و بكاء، عند وقوع الزلزال، و مخلفاته من انهيار للمنازل و تصدع الشوارع والساحات، وتساقط أعمدة مختلف الشبكات و انقطاع أسلاكها.
صاحب المبادرة الأستاذ سويعد، الذي كان يقطن قبل وقوع الكارثة بحي الأمل، قال للنصر، أنه عندما لاحظ معاناة و تشتت أفكار أطفال العائلات التي تعيش معه داخل الخيم بمركز العبور، و حديثهم المستمر عن و ضعيتهم قبل الزلزال و بعده، وتساؤلاتهم المتكررة عن مستقبلهم، وحاجتهم للترويح عن النفس و إخراج مشاعرهم و مخاوفهم الكامنة، اتصل بصاحب مكتبة من أبناء مدينة ميلة، فزوده بكل الوسائل والمواد المستعملة في الرسم مجانا، فتمكن من تنظيم المسابقة و الإعلان بعد انتهائها، أن المشاركين فيها و هم 25 طفلا، فائزون،  ما دامت ساعدتهم على التخلص من جزء من معاناتهم النفسية و الاجتماعية، مع منح جوائز رمزية تشجيعية لأحسن الرسومات الثلاثة الأولى.
إبراهيم شليغم