الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يضم الرصيد الفني و التراثي لكافة البلدان العربية و الإسلامية باقة من الأغنيات و الأناشيد الخاصة بالاحتفال بعيد الفطر ، يصنفها الكثيرون في خانة الأعمال الفنية المناسباتية المثيرة للملل، لأنها مكررة و نمطية في الغالب ، لكن أغنية «من زينو نهار اليوم» للشيخ عبد الكريم دالي، تكسر هذا القالب و تتحدى الزمان و المكان و ذلك منذ أن أداها في بداية الخمسينات ، لتصبح لعقود طويلة بمثابة نشيد وطني جزائري ثان و علامة نغمية جميلة لإثبات رؤية هلال شوال، و الغالبية العظمى من الجزائريين لا يتصورون حلول هذه المناسبة الدينية دون أن تدغدغ آذانهم و أحاسيسهم هذه الأغنية ـ الظاهرة عبر أمواج الأثير، أو في القنوات التليفزيونية .
الفقيد عبد الكريم دالي من رواد الطابع الحوزي ببلادنا ، وقد ولد بتلمسان في سنة 1914 في كنف عائلة فنية و توفي بالعاصمة في سنة 1978 ،برصيده مئات الأغاني الجميلة ، لكن تبقى أغنيته المرتبطة بفرحة العيد خالدة بالنسبة لأجيال متعاقبة ، و قد جاء في مطلعها:
«من زينو نهار اليوم صحة عيدكم ...
من زينو نهار اليوم مبروك عيدكم
مبروك عيدنا و فرحنا ...مع لحباب جمعنا...
و إن شاء الله ربي يخلينا فارحين كل يوم..»
أغنية ... حنين و ذاكرة
الملفت أن الفنانين الجزائريين من مختلف الأجيال أدوا الكثير من الأغاني المناسباتية، خاصة ذات الطابع الوطني أو المرتبطة بالفوز في منافسات كرة القدم، لكن لم يستطع أحد منهم إزاحة هذه الأغنية من عرش أغاني العيد ،و ذلك ربما لبساطة كلماتها و عمقها و لحنها المميز الذي تنصهر فيه الكلمات بصوت الشيخ الشجي، و كذا رمزيتها .و يرى العديد من تحدثنا إليهم بخصوص هذه الأغنية، بأن سر استمرارها يكمن في ما تثيره من حنين إلى زمن جميل ولى و راح و ذكريات الطفولة و الصبا حيث قالت لنا السيدة حنان ،موظفة في العقد الرابع من عمرها بأن هذه الأغنية تذكرها بطعم العيد الحقيقي،أيام زمان قبل أن يفقد معناه و مظاهره و تقاليده في عصر المعايدة الإلكترونية و الهاتفية .
و أكد شكيب، معلم في العقد الخامس، بأن هذه الأغنية العيد تثير في نفسه الشجن و تسيل دموعه أحيانا، لأنها تذكره بأهل و أحبة رحلوا و أجواء رائعة لن تعود و أسر إلينا حبيب،طالب جامعي في العشرينات بأنه لا يتصور أن يأتي العيد دون هذه الأغنية التي نشأ و ترعرع هو و والده و جده على كلماتها البهيجة. في حين تساءل ابن السبعين محمد عن الأسباب التي تجعل فناني هذا العصر لا يؤدون هذا النوع من الأغاني المليئة بالمعاني النبيلة و يتهافتون على الأغاني ذات الكلمات الجوفاء و الإيقاعات الصاخبة السريعة التي تتلاشى بسرعة من الذاكرة .
حفيدة عبد الكريم دالي تتحدث عن إبداعاته
اتصلت النصر بالسيدة وهيبة دالي، رئيسة مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي التي كرست جهدها منذ أن أنشأت هذه المؤسسة في ماي 2008، لجمع أغنيات جدها لأبيها و تسجيلها و حمايتها من الضياع و الاندثار، فسألناها عن «من زينو نهار اليوم»، ردت بفخر بأن جدها كتبها و لحنها بنفسه، و أداها لأول مرة لتهنئة الجزائريين بعيد الفطر في سنة 1952 ثم سجلها مع جوق الإذاعة الوطنية و سرعان ما حققت شهرة كبيرة استمرت ستة عقود من الزمن ، مشيرة إلى أن أول تسجيل لجدها كان في سنة 1930 و سجل في عام 1938 وحده حوالي 30 أسطوانة.
و قد اشتهر كذلك بأداء أغنية أخرى احتفاء بعيد الأضحى عنوانها «إبراهيم الخليل» تبث بهذه المناسبة،و أغنية عاطفية عنوانها»الكاوي»و العديد من الأغاني العاطفية و الاجتماعية المتنوعة ،و قد بلغت مدة تسجيلاته ،كما أكدت، أكثر من 100 ساعة ،لكن مجموعة كبيرة من أغانيه النادرة لم تسجل و كانت مهددة بالاندثار و النسيان، لهذا كرست جهدها بمعية بعض الفنانين من تلاميذ جدها للبحث عنها.
محدثتنا أضافت بأن ثمار البحث و التنقيب لاستخراج لآليء تراث جدها ،تتمثل في طرح علبة من الأقراص المضغوطة في سنة 2011 و أخرى في سنة 2014 و البحوث مستمرة لغاية اليوم. و اعتبرت انجاز فيلم وثائقي حول مسار الراحل بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية للمنتج يزيد آيت جودي بمساهمة مؤسستها و إصدار طابع بريدي يحمل صورته بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده في نوفمبر 2014 ،من أهم الانجازات التي تخلد أعمال عبد الكريم دالي،المطرب و الملحن و العازف على عدة آلات من بينها المندولين و الكمان و العود،ناهيك عن اصدار كتاب حول مساره من تأليف عبد القادر بن دعماش.
و قد أشارت وهيبة بن دالي بأن جدها توفي عندما كانت في الخامسة من عمرها و لا تزال تتذكر حنانه و حبه كجد، لكنها لم تكتشف إبداعاته الفنية إلا عندما كبرت فنذرت حياتها لإبرازها.
و الجدير بالذكر أن الشيخ عمر بقشي هو الذي اكتشف موهبة عبد الكريم دالي و صقلها بتعليمه مبادئ الموسيقى الأندلسية و فجر قدراته بالانضمام إلى أهم فرق الحوزي.
إلهام.ط