وجه رئيس الجمهـوريّـة، السيّد عبد الـمجيـد تبون، كلمة بمُناسبة الاحتفال بالذّكرى الخمسين لتأسيس الاتّحاد الوطنيّ للفلاّحين الجزائريّين، هذا نصها...
أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، اليوم الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال (الجزائر العاصمة) على مراسم الاحتفال بالذكرى...
* نشن حربا دون هوادة على الفساد والانحرافاتأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أن الجزائر قد استكملت اليوم بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة...
أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
يعتبر مهندسون معماريون أن جائحة كورونا كشفت عن الكثير من العيوب في المرافق الصحية ونبهت إلى ضرورة تكييف المخططات الهندسية لخلق مرونة داخل المستشفيات تسمح باستحداث مصالح طوارىء و ترك فضاءات شاغرة تستغل في العزل عند الضرورة لتحاشي انتقال العدوى، كما يطرحون أهمية الفصل بين المسارات والمداخل والمخارج للمساعدة على التحكم في الحالات الوبائية. المختصون في هندسة المرفق الصحي أكدوا في ندوة النصر أن أهم مشكل، يطرح بالمستشفيات الجامعية الموروثة عن العهد الاستعماري والتي تجاوزها الزمن هيكليا رغم مساحاتها الواسعة، ما يستدعي اخضاعها لعمليات تهيئة مدروسة تتلاءم وطبيعة هذا العصر.
هيبة عزيون
* الدكتور رياض شويطر أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة
دفتر الشروط القديم يهمل شق البرمجة المعمارية و جدولة الفضاءات
اعتبر الدكتور رياض شويطر، أستاذ الهندسة المعمارية، بجامعة منتوري بقسنطينة، أن دفتر الشروط المعمول به في الجزائر، لبناء الهياكل الصحية، خاصة المستشفيات، الذي يعود إلى السبعينيات مبهم و قديم، يهمل الكثير من الجوانب الأساسية، خاصة المتعلقة بشق النظافة الصحية المنبثقة عن البرمجة المعمارية التي ترتكز أساسا حول جدولة الفضاءات الصحية، و خصوصية كل فضاء، لكي تكون هذه الفضاءات مرنة و قابلة للتكيف مع كل المستجدات، و تحديدا في حال حدوث كوارث طبيعية أو أزمات صحية، كجائحة كوونا.
و على الرغم من تحديث دفتر الشروط، بعد سماح الدولة للخواص، بإنشاء مستشفيات و عيادات صحية خاصة، إلا أن الاهتمام كان منصبا على الجانب الجمالي أكثر لهذه المرافق، على حساب طبيعة و وظيفة هذه الفضاءات.
و خلال عمله الميداني لعدة سنوات حول الهندسة المعمارية للمرافق الصحية و الاستشفائية في الجزائر، خلص الأستاذ شويطر، أن معظمها لا تراعي المستجدات الصحية الطارئة، و كيفية التعامل معها، و في مقدمتها الأوبئة و الكوارث من فيضانات و حرائق و زلازل تخلف ضحايا يحتاجون تكفلا صحيا و رعاية طبية مستعجلة، ما يعني عدد أكبر من الأسرة و مصالح خاصة لمنع انتقال العدوى.
لهذا يرى أن جائحة كورونا ستحتم علينا إعادة التفكير في طريقة بناء مثل هذه المرافق مستقبلا، مع التركيز على عدة نقاط محورية، من بينها جدولة الفضاءات أو نقاط العلاج التي تشمل أولا السطح التقني الذي يضم عادة غرف إجراء العمليات و الاستعجالات الجراحية و غرف الإنعاش و أماكن تجميع و حرق النفايات الاستشفائية بكل أنواعها.
ثانيا غرف المرضى التي تتطلب عدة شروط لبنائها، خاصة ما يتعلق بالتهوية و التعرض لأشعة الشمس، مع تخصيص غرف للعزل في كل جناح بكل مصلحة تستخدم عادة في عزل المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المعدية.
أما عن طبيعة المخططات الهندسية لبناء هذه المستشفيات بين التوسع الأفقي أو ما يعرف بالأجنحة و التوسع العمودي الحديث، فيرى المتحدث أن الجمع بين النموذجين هو أساسي بل ضروري، مع إنشاء مصالح متنقلة و قابلة للتغيير، تحدد وظيفتها حسب الطارئ الصحي، مع إمكانية إدخال معدات حديثة، حسب التطورات التكنولوجية و العلمية في مجال الطب. أما بخصوص الهياكل القديمة، خاصة المستشفيات الجامعية، فيرى أن هياكلها متدهورة، فهي لم تخضع منذ سنوات طويلة للتهيئة، و حاليا قد يكون القيام بأية تغييرات على المباني خطيرا، في هذه الحالة يرى أن الحل الأمثل لهذه المستشفيات، هو تغيير طبيعة كل مصلحة حسب الوضعية الصحية الراهنة التي تفرضها الخارطة الصحية لكل منطقة، و حسب مستجدات الأمراض و الأوبئة .
* نبيل قحام مهندس معماري
المرافق الصحية بحاجة إلى إعادة هيكلة عميقة
يرى المهندس المعماري نبيل قحام، أن الهياكل الاستشفائية في الجزائر، ليست ملائمة لمواجهة أزمات صحية كبيرة، على غرار ما نعيشه اليوم مع جائحة كورونا، التي عرت الكثير من العيوب و النقائص الفادحة التي تميز هذه المنشآت.
و اعتبر المتحدث في حديثه للنصر، أن الإشكال يكمن في النظرة السطحية إلى هذه المؤسسات، سواء عند تشييدها أو عند تهيئة ما هو موجود منها، و غياب مخططات استشرافية والتفكير في احتمال حدوث طوارئ أو أزمات.
و بخصوص المستشفيات الكبرى التي يعود تشييدها إلى العهد الاستعماري و رغم كبر مساحتها، إلا أنها، حسب المتحدث، هي الأخرى تعاني من الكثير من المشاكل، في مقدمتها تصدع بناياتها، كما أنها لم تخضع لسنوات طويلة لأشغال التهيئة، و مع بداية أزمة كورونا العالمية، طفى إلى السطح مشكل التهوية و قنوات الأكسجين في المصالح و الغرف، و هذا راجع، حسبه، إلى عدة أسباب، أهمها أن مخططات الترميمات الخاص بالهياكل الاستشفائية لا تتماشى مع التطورات الحاصلة في المجتمع، كما أن المكلف بالتسيير عادة في المستشفيات، لا يملك حرية القرار الكاملة من أجل تسيير هذه المؤسسات و إعادة الاعتبار لها، من خلال تأهيلها أو سن قرارات فعالة، حسب كل ظرف أو طارئ، و من هنا يجب منح مستقبلا متسعا من حرية القرار للمسيرين، مع العودة في كل مرة إلى المجلس العلمي عند اتخاذ أي قرار، خاصة الاستعجالي، و حسب المتحدث الإشكال اليوم لا يطرح على مستوى الهياكل أو طبيعة بنائها، بقدر ما يتعلق باتخاذ قرارات قابلة للتطبيق، حسبما يمليه الظرف العام و الراهن.
* سامية بن عباس كغوش مهندسة و نائب رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم و التكنولوجيا
يجب ترك فضاءات للعزل في حالات الطوارئ والأوبئة
أكدت من جهتها الدكتورة في الهندسة المعمارية سامية بن عباس كغوش، نائب رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم و التكنولوجيا ، أن «استمارة المنشآت» في الجزائر، لم تتغير منذ سنة 1974 ، حيث لا تزال وزارة السكن و العمران تطبقها في إنشاء كل المرافق الحياتية، بما فيها المستشفيات و الهياكل الصحية، و يمكن اعتبارها غير صالحة، لأنها لا تتماشى مع التطورات التي شهدها المجتمع من كل النواحي، بما فيها المستجدات الصحية، مع ظهور أمراض جديدة و تغيرات على الأمراض القديمة، و كل هذا لا يتماشى حاليا و طبيعة الوظيفة الهندسية أو المعمارية لمختلف الهياكل الاستشفائية الموجودة في الجزائر.
و قد أكدت جائحة كورونا على ضرورة أو إلزامية التغيير الفوري في عناصر هندسة المؤسسات الصحية، لتكون قادرة على التأقلم مع أي طارئ، سواء كوارث طبيعية أو أوبئة كفيروس كورونا.
و ترى المتحدثة أن الحل يكمن في تخصيص فضاءات شاغرة داخل المستشفيات الموجودة، و تخصيص قطع أرضية مستقبلا في المستشفيات التي ستشيد من أجل استغلالها و تحويلها إلى مصالح طبية أو مستشفيات متحركة و متغيرة، تستعمل عند الضرورة في حال حدوث زلزال أو فيضان أو حريق أو انتشار وباء معين .
و أضافت الدكتورة بن عباس، أنه يمكن أن توضع هذه الفضاءات الشاغرة تحت تصرف مصالح الحماية المدنية، إلى جانب الفاعلين في قطاع الصحة، لاستغلالها عند الضرورة، من الناحية الهندسية فيتم تهيئتها بتخصيص أرضية و أعمدة من أجل استغلالها في ظرف قياسي، و تحويلها إما إلى مصالح للعزل في حال ظهور وباء معدي، أو استقبال و علاج الجرحى عند الكوارث الطبيعية.
كما يمكن تشكيل هيئة خاصة بالكوارث في المستشفيات، تكون لها صلاحية اتخاذ القرار ، لاستخدامها عند الحاجة إليها لتسيير مختلف الأزمات .أما بخصوص الهياكل الاستشفائية الموجودة، أكدت المتحدثة أنها تسجل الكثير من النقائص، فهي غير قادرة على استقبال أعداد كبيرة من الإصابات، لأن منشآتها لم تعد تتماشى مع متغيرات العصر، و هي بحاجة إلى توسيعات جديدة و برمجة معمارية من أجل تحديثها.
* المهندسة لمياء جرادي رئيسة لجنة التهيئة و التعمير بالمجلس الولائي
يجب إعادة النظر في المواصفات التقنية للهياكل الاستشفائية
أكدت لمياء جرادي، مهندسة معمارية و رئيسة لجنة التهيئة و التعمير بالمجلس الشعبي الولائي لقسنطينة، أن الوقت قد حان لإعادة النظر في النصوص التنظيمية و المخططات التقنية الخاصة ببناء مرافق الرعاية الصحية، في مقدمتها المستشفيات .
و في حديثها للنصر قالت جرادي أن الهياكل الاستشفائية الموجودة في الجزائر، يعود الكثير منها إلى الحقبة الاستعمارية، و تحتاج اليوم إلى إعادة النظر في مواصفاتها التقنية، بعد عجزها عن احتواء مخلفات الجائحة من الناحية الصحية، على غرار المستشفيات الجامعية التي كان بالإمكان أن تشهد تغييرات سريعة و إعادة هيكلة الكثير من مصالحها، لرعاية و استقبال المرضى، مع إنشاء مصالح جديدة متنقلة. أما بخصوص المستشفيات الصغيرة التي لا تتعدى طاقتها الاستيعابية من 100 إلى 200 سرير، فهي الأخرى تعاني الكثير من النقائص، بسبب مشاكل في مخططاتها التقنية، و قد ساهمت أزمة كورونا في إبراز هذه المشاكل بشكل واضح، من بينها غياب مخارج طوارئ احترازية لاستخدامها عند الحاجة.
ثانيا مشكل اختلاط المداخل و المسارات بين المرضى و الطواقم الطبية، مما ساعد على انتقال العدوى في الوسط الصحي، لهذا يجب إعادة النظر في الجانب التقني لهذه الهياكل، و إحداث تغييرات في إطار ما يمكن تغييره، كتخصيص طوابق خاصة بوباء كورونا، و فتح وحدات معاينة معزولة، مع إمكانية تخصيص مخارج ثانوية للتقليص من خطر انتشار الوباء . و أضافت المتحدثة ، أن المشكل اليوم عالمي، و كل المستشفيات عجزت في بداية الجائحة عن احتواء كل المرضى، لكنها بمرور الوقت وجدت حلولا ثانوية و سريعة و كانت فعالة، بفضل الطبيعة العمرانية لبناياتها التي تتوفر على فضاءات شاغرة، لاستغلالها عند الضرورة، إلى جانب توفرها على مخارج طوارئ إضافية، و مداخل و ممرات منفصلة، إلى جانب اللجوء إلى ما يعرف بـ» المستشفيات الميدانية»، التي استعانت بها ألمانيا، من أجل استقبال و علاج المرضى الذين تتزايد أعدادهم يوميا، و هي عبارة عن مستشفيات متنقلة جاهزة، تستقبل عادة مئات الحالات.