متدخلون في ندوة النصر يؤكدون: الجائحة أبرزت دور المجتمع المدني

أظهرت جائحة كورونا منذ بدايتها، الدور الهام للمجتمع المدني كمرافق ميداني لمؤسسات الدولة، وجسر تواصل مباشر مع مختلف الشرائح الاجتماعية، بدليل الحركية و الفعالية الكبيرة لممثليه خلال حملات التحسيس لأجل الوقاية و التلقيح،  في إطار برامج تدخل وطنية تمت وتتم بالتنسيق مع مؤسسات رسمية و فاعلين اقتصاديين و اجتماعيين من عديد القطاعات وذلك بحسب ما يؤكده متدخلون أوضحوا في ندوة النصر  بأن المجتمع المدني، بات مؤسسة قائمة بحد ذاتها وسلاحا ذو حدين لما يلعبه من دور هام في توجيه الرأي العام و إشراك المواطن في عملية البناء ككل.

 رميساء جبيل

* وداد رحال ناشطة حقوقية و جمعوية
المجــــتـــمع المدنـــــي ســـــلاح ذو حديـــن
تعتبر وداد رحال، المكلفة بالعلاقات العامة في المؤسسة الجزائرية للسلم والدفاع عن حقوق الإنسان،  و رئيسة جمعية المصباح المنير، بأن المجتمع المدني سلاح ذو حدين لكونه قوة مؤثرة على المواطن والدولة، فإذا أُحسن استغلاله فسيكون بمثابة ذراع أيمن للدولة، لما يلعبه من دور محوري وأساسي في المجتمع، فهو همزة وصل بين المواطن و السلطات.
وأضافت، بأن توفير الدولة للبيئة والجو المناسبين لمنظمات المجتمع المدني، عبر ضمان آليات النشاط، من شأنه أن يدفع المتطوعين للعطاء والعمل أكثر لما فيه مصلحة للبلاد والوطن، خصوصا أن هذه المنظمات تعد الأقرب إلى المواطنين، وتابعت المتحدثة قولها، بأن الجمعيات والمنظمات، تعاني من مشكل شح الدعم المادي، لتوفير المستلزمات الضرورية أثناء تنظيم أي حملة توعوية، وهو ما يحد من نشاط الكثير من الفاعلين الاجتماعيين و يقلص مساهمتهم في عملية التوعية التي تفرضها ظروف الجائحة كورونا، ناهيك عن تقديم المساعدات للمرضى والمواطنين  والتي كثيرا ما تكون من المساهمات الشخصية للناشطين.

* فوزي عجاب رئيس اللجنة الوطنية للصحة والشؤون الاجتماعية
خـــزان بشــــري وذراع ميـــــدانـــي
يؤكد رئيس اللجنة الوطنية للصحة والشؤون الاجتماعية فوزي عجاب، وجود 2300 منظمة ومؤسسة تنشط ضمن المجتمع المدني بقسنطينة وحدها، و تعمل على دعم جهود الأطباء في توعية سكان القرى والمدن، حيث تعد الجمعيات حلقة ضمن سلسلة تضم أطباء و ممرضين وكذا أخصائيين نفسانيين، يعملون معا كفريق واحد إلى جانب الحماية المدنية والأمن، لتقديم الدعم النفسي للمصابين بالوباء و بالأمراض المزمنة و الذين عقدت الجائحة أوضاعهم .
وأضاف، بأن الدولة بحاجة إلى منظمات المجتمع المدني، لأن لها دورا مهم في التدخل الميداني وقت الأزمات، وذلك من خلال تدعيم المؤسسات الرسمية بالرصيد البشري الكافي والمؤهل، للتدخل في ميادين مختلفة كون المتطوعين لديهم خبرة وتجربة ميدانية واحتكاك بالأفراد مباشرة، حيث عرفت الحملة الحالية للتوعية بقسنطينة، مشاركة  40 جمعية في انتظار التحاق المهتمين بالمشاركة في العمل التحسيسي لأجل توسيع نشاط التغطية، خصوصا بعدما تقرر تحديد يوم السبت من كل أسبوع لتنقل القوافل نحو مناطق النشاط.

* أحمد بن خلاف ممثل المرصد الوطني للمجتمع المدني بقسنطينة
نحن شركاء اجتماعيون وطرف في معادلة الوقاية
وحسب أحمد بن خلاف ، ممثل المرصد الوطني للمجتمع المدني بقسنطينة، فإن المرحلة التي تمر بها البلاد إثر تفشي وباء كورونا، تتطلب تكاثفا للجهود الرسمية و الجمعوية لتحقيق التكامل و للحصول على النتائج المرجوة.
وأشار المتحدث، إلى ضرورة الشراكة مع المجتمع المدني باعتباره مساندا لمؤسسات الدولة، لاسيما المؤسسات الاستشفائية للصحة العمومية التي عانت ضغطا كبيرا بسبب الجائحة، استدعى تجند الجمعيات إلى جانب المؤسسات الرسمية للتوعية و التحسيس، حيث عرف النشاط شراكة بناءة مع بعض الأجهزة الهامة على غرار الحماية المدنية والأمن وكذا الصحة والشباب والرياضة والشؤون الدينية، حققت نتائج مهمة بفضل الرعاية الرسمية التي سمحت بتوفير الإمكانيات اللازمة للعمل.
بن خلاف أشار، إلى أن التعاون  مع مديرية الصحة، سمح مثلا بفتح مركز للتلقيح على مستوى قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، وتوفير  شاحنة لنقل الدم بساحة أحمد باي " دنيا الطرائف"، أما المجلس الشعبي البلدي فقد وفر هو الآخر كافة  الإمكانيات المادية لتعقيم المدارس الابتدائية بالولاية، وساعد دعمه على برمجة حملة لتعقيم الشوارع ستنطلق قريبا، وهي جهود تضاف إلى جهود الدولة بما في ذلك عمل فرق الحماية المدنية و مدريات الشؤون الدينية، المنتظر أن تشرف على برمجة خطب توعوية عبر منابر المساجد في الأيام القادمة.

* راضية بعطيش رئيسة المكتب الولائي للاتحادية الوطنية للمجتمع المدني
التواصــــل المباشــــــــر مــــــع المـــــواطن عــــزز فـــعاليتــــنا
قالت رئيسة المكتب الولائي للاتحادية الوطنية للمجتمع المدني، راضية بعطيش، بأن الميدان سمح لها بالتواصل مع مختلف شرائح المجتمع بشكل مباشر، ما جعلها تقف على انشغالات وتساؤلات الكثيرين حول الجائحة، و تكوين فكرة عن طريقة تفكير المواطنين ومعرفة كيفية التعاطي معه وإقناعه.
وتابعت المتحدثة، قائلة، بأن الحملات التحسيسية الميدانية تهدف بشكل كبير إلى تخفيف توتر و مخاوف المسنين الذين تنتابهم أفكار سلبية سببها معلومات خاطئة، يعمل المتطوعون على تصحيحها، إلى جانب تقديم النصح حول الإجراءات الواجب اتخاذها لأجل الوقاية، وأهمية اللقاح، وكثيرا ما يكون التجاوب جيدا ومشجعا، كما يشمل العمل التواصل مع الشباب و توعيتهم بضرورة ارتداء الكمامات واستعمال المعقم وتفادي التجمعات، و أخذ اللقاح لتحصين الجسم ضد كوفيد، خصوصا وأنهم الفئة الأكثر عزوفا.
وأوضحت، بأن الحملات والقوافل التحسيسية، تفتح قناة تواصل مباشرة مع المواطنين و تضاعف فعالة العمل أكثر كما تعزز القدرة على التأثير، خصوصا في ظل استمرار التراخي و التهاون بإجراءات السلامة، و تحفظ المواطنين في التعامل مع الحملات التي تطلقها السلطات في كل مرة ومن هنا تأتي أهمية دور المجتمع المدني.
وختمت المتحدثة كلامها بالقول، بأن الاتصال مع الأفراد ميدانيا و بشكل مباشر، له تأثير كبير على نفسيتهم ومن شأنه أن يحدث تغييرا إيجابيا و تحصيل النتائج المرغوبة، عكس التواصل عبر وسائط غير مباشرة.

* سمية خلف الله رئيسة جمعية زهرة المدائن
التبــرع يخلق عــــروة ثقـــة من المواطـــن
قالت رئيسة جمعية زهرة المدائن سمية خلف الله، بأن مؤسستها وزعت حوالي 160 وجبة غذائية لمرضى "كوفيد 19 " المتواجدين  بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، بمعدل يومي على مدار شهرين متتالين، ناهيك عن توزيع الكمامات و المعقمات، خلال حملات  التوعية الوطنية و الولائية وهو ما قوى عروة الثقة بين الناشطين الجمعويين والمواطن.
كما أشارت المتحدثة، إلى أن تنظيم مبادرات الدعم الوقائي ضد الجائحة، من خلال العمل الميداني و توفير المستلزمات الطبية التي يحتاجها العاملون بالمستشفيات من أدوات حماية  يضاعف كثيرا من فعالية وتأثير عملية التحسيس ككل.