أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
احتفلت هذه الأيام، الحاجة مباركة موسى، المقيمة بمدينة بئر العاتر، ولاية تبسة، بحفظها و ختمها للقرآن الكريم، و هي في سن الثمانين، بعد سنوات من تحدي الأمية و المثابرة و الاجتهاد، مؤكدة أن الفضل في تحقيق أمنيتها التي راودتها منذ عقود، لله العلي العظيم.
النصر زارت الحاجة مباركة بمسجد سلمان الفارسي، أين أتمت حفظ كتاب الله كاملا، فوجدناها مع كوكبة من النساء و البنات من مختلف الأعمار، يراجعن كتاب الله، فقالت لنا «منذ طفولتي و أنا أحب قراءة القرآن الكريم و أريده أن ينفعني في الدنيا والآخرة»، ثم تحدثت عن تعلمها قراءة القرآن الذي تجده مكرمة، مَنَّ الله بها عليها، لتتمكن من حفظه وهي في الثمانين من عمرها، مؤكدة أن تقدمها في السن، و بعد المسجد عن بيتها، لم يثنها عن تحقيق هذا الانجاز الكبير.
و أضافت أنها تنقلت على مدار 12 سنة كاملة، إلى المسجد من أجل حفظ القرآن الكريم، خاصة و أنها أمية لم تعرف يوما طريقا إلى المدرسة، لكن تعلقها الدائم بالمسجد، غرس فيها الرغبة الجامحة في الحفظ، وهي خطوة جريئة لم يستوعبها كل من عرف أن الحاجة مباركة، لا تعرف حتى كتابة الحروف، لكن رغم أميتها قصدت المسجد و التقت بالمرشدات، و طلبت منهن أن يعلمنها القرآن الكريم، فاستغربن في البداية من طلبها و بدا لهن الأمر مستحيلا في البداية، لكن عندما لاحظن إصرارها، ساعدنها في خوض المغامرة.
قال الشيخ عبد الجبار طبّة، مدير المدرسة القرآنية عبد الحميد بن باديس بمسجد سلمان الفارسي في حديثه للنصر عن الحاجة مباركة، أنها تتمتع بإرادة قوية و تحد كبير، قلما نجده عند غيرها، حيث خاضت التجربة طيلة 12 سنة، و كانت البداية بتعلم كتابة الحروف، ثم الكلمات وانتقلت بعد ذلك إلى قراءة الآيات القرآنية، و الجميل، كما قال محدثنا، أنها كانت ملتزمة بالبرنامج اليومي، و تمكنت من حفظ كتاب الله كاملا، وهي اليوم تقرأه بطلاقة، رغم أنها عندما قررت حفظه ، لم يكن أحد يؤمن بفكرتها، و ربما أخذها البعض مأخذ الهزل، لكن حبها للقرآن و إصرارها على تحقيق هدفها، جعلاها تنجح في ختمه، لتنضم بذلك إلى قوافل الحافظين و الحافظات لكتاب الله.
و تنصح الشباب باستغلال أوقاتهم لخوض التجربة و الإقبال على حفظ القرآن الكريم، فلا يوجد ما هو أفضل من القرآن الكريم وقد يسره الله للحفظ مثلما تردد دائما.
من جهتها قالت المرشدة الدينية بمسجد سلمان الفراسي “ حامد ـ س”، للنصر، أنها تشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته الحافظة الحاجة مباركة، التي أعطت المتواجدات في المصلى، حافزا قويا لحفظ القرآن الكريم و الاهتمام به، مضيفة أن مصلّى المسجد شهد ختم 5 نساء لكتاب الله، تتراوح أعمارهن بين 60 و 80 سنة، و أكبرهن سنا الحاجة مباركة، و هناك مجموعة حفظت 45 حزبا، تتراوح أعمارهن بين 50 و60 سنة، مؤكدة أنه رغم تقدمهن في السن، إلا أنهن يجتهدن ويجاهدن و يواجهن كل المصاعب حتى يتمكن من الحفظ.
الجميع في المدرسة القرآنية و المصلّى، يحذون حذو الحاجة مباركة بعد أن تحولت إلى نموذج حي يقتدى به في الصبر و الثبات، كما أصبحت مثالا للمرأة العاترية و الجزائرية، على حد سواء، في المثابرة والاجتهاد.
ع.نصيب