أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
فقد سوق «رحبة الجمال» الواقع بوسط مدينة قسنطينة بريقه خلال رمضان، حيث تحولت أزقته إلى مسالك شبه فارغة ومحلاته إلى أماكن مهجورة لا يكاد يتواجد بها إلا التجار، بعد أن كانت هذه المنطقة الأكثر استقطابا للزبائن والمتسوقين في هذا الشهر، خاصة خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الفطر.
روبورتاج: حاتم بن كحول
ويعتبر «رحبة الجمال» من أقدم الأسواق في المدينة، وعُرف على مدار العقود الماضية ببيع سلع متنوعة من ألبسة، أحذية، أطعمة، هواتف، أجهزة ذكية، اكسسوارات، وحتى المستلزمات والأدوات المنزلية وغيرها من الأغراض التي جعلته يتميز عن غيره من الأسواق، كما ترتبط هذه المنطقة الشعبية التي تبقى قِبلة رجالية بامتياز، بالمطاعم القديمة وما تقدمه من أطباق شهية تستقطب عشاقها من ولايات أخرى.
وخلال الأعوام الماضية، عرفت هذه المنطقة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وخاصة قبل أيام من مناسبة عيد الفطر، حيث كان يزور تلك الأزقة الضيقة والمحلات الصغيرة مئات من المتسوقين الباحثين عن عروض بيع بالتخفيض للألبسة والأحذية، حتى أن زوار المكان كانوا يجدون صعوبة في السير لمسافة قصيرة وسط «الرحبة» بسبب التزاحم الكبير للأشخاص. الوضع لم يبق على حاله اليوم، فقد بدت إحدى أكثر مناطق قسنطينة شهرة، كأنها مكان مهجور، حيث وقفنا في زيارة لـ «سوق الرحبة» منذ أيام قليلة، على تحول أزقته إلى مسالك خالية تكاد لا تُستغل إلا من أجل التنقل من حي إلى آخر، خاصة أن «الرحبة» تربط بين العديد من الأحياء الشعبية، فيما كانت المحلات شاغرة من الزبائن، ولا يتواجد بها إلا أصحابها الذين جلسوا خارجا لعلهم يجدون زبونا يشتري بعض الألبسة.
ورغم أن المنطقة أصبحت لا تستقطب الكثير من الزبائن، إلا أن بعض الكهول وكبار السن مازالوا يمارسون نشاطهم الذي يعرفون به منذ سنوات بالسوق، وهو بيع النظارات الشمسية المقلدة، فيما عرض آخرون أكسسوارات رجالية وخواتم و سلاسل وهي نشاطات يتميز بها المدخل الثاني للمنطقة، فيما عرض بائعون ألبسة وأحذية بنفس المدخل.
مطاعم مغلقة ولا وجود للبوراك والبيتزا
بعد أمتار قليلة من السير يتحول هذا المدخل إلى مكان شبه شاغر، بعد أن قرر أصحاب المطاعم غلق محلاتهم لضعف الإقبال، وهم الذين كانوا يضفون حيوية كبيرة على هذه المنطقة من خلال عرض «البوراك» و «الباناشي» و الدجاج والأسماك وغيرها من الأطعمة.
كما عزف أصحاب طاولات «البيتزا» عن التواجد بمواقعهم التي تعودوا عليها خارج أيام رمضان، واختاروا مناطق أخرى بالمقاطعة الإدارية علي منجلي حسب ما أكده لنا بعض المتواجدين في الحي، وقد قابل خلو الشوارع، إقبال ضعيف على مطاعم بيع الحمص الواقعة على يسار مسجد سيدي عبد الرحمن القروي.
وجلس بائعو أطباق الحمص خارج محلاتهم، وشرعوا في دعوة المارة لاقتنائها، لكن يبدو أنها لا تلقى الإقبال والاهتمام من طرف القسنطينيين في شهر رمضان. وبمواصلة السير داخل النفق المؤدي إلى «البازار» استمر شغور المنطقة من الزبائن، فقد كان المسلك شبه خال، أما «البازار» فقد تحوّل إلى منطقة شبه مهجورة بعد أن قرر العديد من التجار غلق محلاتهم بسبب ضعف النشاط التجاري، حيث كان هذا المركز التجاري المتخصص في بيع الألبسة والأحذية مقصدا للشباب و واحدا من الأماكن التي تعرف إقبالا كبيرا من الزبائن بقسنطينة وخارجها، وخاصة قبل المناسبات الدينية مثل عيد الفطر.
أثناء عودتنا إلى نقطة البداية من أجل التوجه إلى «البازار» الثاني المؤدي إلى حي السويقة، شد انتباهنا أن العديد من التجار لم يفتحوا محلاتهم، وخاصة المطاعم التي كان جلها مغلقا باستثناء بعضها المتخصص في بيع الحمص.
تجار توقفوا عن ممارسة النشاط
ولم يكن «البازار» الثاني المؤدي إلى حي السويقة أفضل حالا، حيث كان شبه خال من الزبائن، وعدد الباعة أكثر من المتسوقين داخله، فيما كان أغلب المتواجدين به يستغلونه من أجل التنقل إلى الجهة السفلية من وسط المدينة باتجاه جسر باب القنطرة أو العكس، لكن شد انتباهنا أن جل الشباب المتوافد على المنطقة يتجه مباشرة إلى محلات بيع الألبسة في السطح «لاطيراس» والتي تعتبر الأكثر حيوية في كل السوق.
وأكد تجار تحدثنا إليهم بسوق رحبة الجمال أن المنطقة فقدت كثيرا من شعبيتها وخاصة بالنسبة لمحلات بيع الألبسة، بعد أن كانت تعتبر المقصد رقم واحد في الشرق الجزائري، وكان هؤلاء التجار ينتظرون قدوم الزبائن، وآمالهم تنتعش يوما بعد يوم مع اقتراب عيد الفطر، إلا أن الجمود التجاري يتواصل، لاسيما بعد سلسلة الترحيلات التي مست سكان المدينة القديمة نحو الأقطاب السكنية الجديدة في ماسينيسا وعلي منجلي وعين نحاس.
ح.ب